مدينة أور في العراق ومعالمها الأثرية

اقرأ في هذا المقال


“Ur ancient city” وتعتبر إحدى المدن الأثرية المهمة في العراق، والتي كانت إحدى المدن الرئيسية السومرية الواقعة في بلاد ما بين النهرين، وتميزت اليوم بتل المقيار في جنوب العراق.

تاريخ مدينة أور وتأسيسها

تم تأسيس مدينة أور الأثرية في الألفية الرابعة قبل الميلاد (حوالي 3800 قبل الميلاد) في العراق على بعد حوالي 225 كيلو متراً جنوب شرق موقع بابل غرب مجرى نهر الفرات، من قبل مستوطنين يعتقد أنهم من شمال بلاد ما بين النهرين، وفي فترة القرنين التاسع والعشرين والرابع والعشرين قبل الميلاد.

أصبحت أور عاصمة جنوب بلاد ما بين النهرين بأكملها تحت حكم الملوك السومريين من سلالة أور الأولى ( القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد)، حيث نتج عن التنقيب في مقبرةٍ شاسعة من الفترة التي سبقت تلك السلالة (القرن السادس والعشرون)، مقابراً ملكية تحتوي على كنوزٍ لا تصدق تقريباً من الذهب والفضة والأحجار شبه الكريمة والبرونز.

مما يدل ليس فقط على ثروة شعب أور ولكن أيضاً على حضارتهم المتطورة للغاية و الفن، كما تم اكتشاف معبداً صغيراً من نوعٍ لم يكن متصوره سابقاً، مزيناً بالتماثيل والفسيفساء والنقوش المعدنية، حيث أكدت بعض النقوش الشخصية الوجود الحقيقي للحاكم شبه الأسطوري سرجون الأول، ملك العقاد، الذي حكم في القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد.

وتظهر الألواح المسمارية أن أور كانت خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد، دولةً شديدة المركزية، وغنية وبيروقراطية، حيث أظهر اكتشاف المقابر الملكية، التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد أن المنطقة بها عناصر فاخرة مصنوعة من المعادن الثمينة والأحجار شبه الكريمة، والتي كانت تتطلب استيرادا، حيث يقدر البعض أن مدينة أور كانت أكبر مدينة في العالم في الفترة من 2030 إلى 1980 قبل الميلاد، والتي بلغ عدد سكانها حوالي 65000 شخصاً.

خضعت مدينة أور للحكم السومري مع تأسيس سلالة أور الثالثة، التي أطلق عليها الملك أور نامو اسم الإمبراطورية السومرية الجديدة حوالي عام 2047 قبل الميلاد، وشهدت هذه الفترة نهضة أور، حيث وصل عدد سكانها إلى 65000 نسمة  وسيطرت على مدن إيسين ولارسا وإشنونا، وامتدت شمالاً حتى أعالي بلاد ما بين النهرين.

السياحة في مدينة أور

كانت مدينة أور أول مدينة عالمية كبرى في العالم ترمز إلى الإمبراطورية السومرية الثرية في ذروتها، كما تعتبر مسقط رأس النبي إبراهيم عليه السلام، مما يجعلها ذات قيمة تاريخية عظيمة، حيث تعتبر إحدى أهم المواقع الأثرية والسياحية في العراق، والتي تم إضافتها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

تم اكتشاف العديد من الاكتشافات الأثرية في مدينة أور أهمها الهرم؛ وهو عبارة عن مقبرة ملكية تتطابق مع المقابر الفرعونية الموجودة في أهرامات الجيزة في مصر، حيث كان السومريون يهتمون ببناء المعابد من الطين والإسفلت، ويعتبر هذا الهرم واحداً من أقدم الأهرامات في حضارة بلاد ما بين النهرين.

وتم العثور على الكثير من المدافن الغنية وآلاف الألواح الطينية بالكتابة المسمارية، التي تصف بالتفصيل حياة وأفكار سكان أور، كما يمكن الاستمتاع بالذهاب برفقة المرشدين السياحيين والمشي نحو زقورة أور، وهو معبد سومري ضخم مخصص لإله القمر نانار.

.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: