مدينة ازترغوم في المجر

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة ازترغوم:

هي واحدة من أقدم المدن في المجر، كما كانت موجودة في العصور الوسطى وتكشف نتائج أحدث الحفريات الأثرية أن فارهيغي، والمناطق المجاورة لها كانت مأهولة بالسكان منذ نهاية العصر الجليدي قبل 20000 عام، حيث إن أول الناس المعروفين بالاسم هم السلتيون من أوروبا الغربية الذين استقروا في المنطقة حوالي 350 قبل الميلاد، وكانت هناك مستوطنة سلتيك مزدهرة حتى غزت روما المنطقة، وبعد ذلك أصبحت بلدة حدودية مهمة في بانونيا والمعروفة باسم سالفيو مانسيو.

بحلول القرن السابع كانت المدينة تسمى سترزيغوم ولاحقاً غران، لكنها سرعان ما عادت إلى السابق، والتي تطورت إلى ازترغوم بحلول القرن الثالث عشر، حيث تكشف الاكتشافات الأثرية الألمانية والأفارية التي تم العثور عليها في المنطقة أن هؤلاء الناس استقروا هناك بعد فترة الهجرات التي سببها سقوط الإمبراطورية الرومانية.

المنطقة مأهولة بالسكان منذ العصور القديمة، بعد السلتيين والرومان والهون والألمان والأفار أصبحت المدينة المركز الأميري للغزاة المجريين ولاحقاً المقر الأول لمملكة المجر، ويتم عرض العديد من ذكريات هذه العصور في متاحفنا أو يمكن رؤيتها في المباني التي تعود إلى العصور الوسطى، والتي لا تزال قائمة حتى اليوم، مثل القصر الملكي وقلعة رئيس الأساقفة لاحقاً، كما تحتفظ المكتبات والأرشيفات العلمانية والكنسية بسلسلة من الوثائق ذات الأهمية التاريخية.

في عام 976 وقع حدث مهم للبلاد في ازترغوم، ولد الملك المستقبلي القديس ستيفن من المجر في المستوطنة، حيث توج في بداية القرن الحادي عشر، كما أمر الحاكم الجديد بتكوين عشرة أساقفة في البلاد، أما في القرن الثالث عشر عانت المدينة من فترة تدهور استمرت حتى القرن السابع عشر، حيث دمرت الغزوات العديدة التي قام بها الأتراك والمغول المدينة بالكامل تقريباً، لذلك نجت بعض المباني فقط بعد هجماتهم، وكانت ازترغوم هي العاصمة والمقر الملكي لأمراء وملوك أرباد الأوائل والملوك المجريين المتعاقبين حتى منتصف القرن الثالث عشر، كما كانت المدينة منذ فترة طويلة مركزاً للكاثوليكية الرومانية في المجر.

أبرز المعالم الأثرية في مدينة ازترغوم:

كنيسة ازترغوم:

مقر الكنيسة الكاثوليكية المجرية هو نصب تذكاري كلاسيكي جديد مذهل يمزج أيضاً لمحات من العمارة المصرية القديمة في سرداب كهفي، كما أن كنيسة ازترغوم ليست مجرد أكبر كنيسة في المجر، بل إنها أيضاً أطول مبنى من أي نوع في البلاد، مع قبة ملحمية يبلغ ارتفاعها 118 متراً، أما الرقم القياسي الآخر في الكنيسة هو المذبح الذي رسمه الإيطالي جيرولامو مايكل أنجلو جريجوليتي، وهي أكبر لوحة على قطعة قماش واحدة في العالم.

بدأ بناء الكنيسة في عام 1822 واكتمل في عام 1869، ويقع في موقع ذي أهمية وطنية للمجر، كما تأسست الكاتدرائية الأولى في بداية القرن الحادي عشر من قبل الملك ستيفن الأول الذي يُعتقد أيضاً أنه توج في هذا المكان حوالي عام 1000. بجوار الكنيسة توجد كنيسة باكوتش الصغيرة التي تعود إلى القرن السادس عشر والتي تم تشكيلها من اللون الأحمر يعتبر الرخام أعظم قطعة من فن عصر النهضة الهنغاري.

قلعة ازترغوم:

تم بناء قلعة المدينة في أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر على يد جيزا الأول ملك المجر على بقايا قلعة رومانية، أما ما تبقى الآن هو معاقل وحواف دائرية وجدران دفاعية على حافة المنحدرات المرتفعة فوق نهر الدانوب، والقلعة لديها مجموعة متنوعة من الأساليب الرومانية من خلال العمارة القوطية وعصر النهضة إلى العثمانية، كما تم تدمير الأجنحة الكاملة للمبنى وتغطيتها خلال الحروب التركية، وتجري الحفريات بشكل شبه مستمر منذ الثلاثينيات.

فيزيفاروس (ووترتاون):

يقع فيزيفاروس على الضفة اليمنى لنهر الدانوب تحت جدران القلعة، وهو حي أسقفي تم إنشاؤه في القرن الثالث عشر من قبل رئيس الأساقفة ماتياس راتوت، كما تم تغيير المنطقة من قبل العثمانيين الذين بنوا الحمامات التركية والمساجد، بالإضافة إلى مسجد اوزيجلي حاجي إبراهيم، وهو أقدم مسجد في الإمبراطورية العثمانية لا يزال قائماً على ضفاف نهر الدانوب، في وقت لاحق بدأت القصور الباروكية والنيوكلاسيكية الراقية في الظهور، ويضم أحدهما قصر الرئيسيات ومتحف الفن المسيحي، حيث لا تزال قطعة من الجدار القديم بها حجر عليه نقش عربي يحتفي باستيلاء سليمان القانوني على المدينة في عام 1543.

ساحة المدينة:

كانت ساحة المدينة المركزية مسرحاً لسوق العصور الوسطى ومحاطة بأسوار من المباني الباروكية والروكوكو والكلاسيكية الجديدة، كما تبلغ مساحة الساحة حوالي 10000 متر مربع، ويتم سرد حوالي نصف الأثار المحيطة بها، وبعد تحرير المدينة في عام 1683 كانت الساحة هي المكان الأول الذي تمت إعادة إسكانه واحتلت منازلها من قبل أغنى تجار المدينة.

أهم ما يميزها هو قاعة المدينة على الجانب الجنوبي والذي كانت في السابق مقر إقامة يانوس بوتيان، حيث كان شخصية رئيسية في حرب المجر ضد العثمانيين، ثم في الكفاح من أجل الاستقلال عن هابسبورغ في بداية القرن الثامن عشر، كما كان المبنى هو مبنى البلدية منذ عام 1723، مما يجعله الأقدم في المجر، أما في وسط الساحة يوجد تمثال الثالوث المقدس المصنوع من الحجر الجيري الأبيض جيورجي كيس في عام 1900.

مكتبة الكاتدرائية:

هي أقدم وأغنى مكتبة عامة في المجر التي تأسست في عام 1853 وتضم أكثر من 170000 مجلد، كما أن المبنى مدهش ويتميز بهندسة معمارية انتقائية مبكرة وبتمثال القديس جيروم فوق إفريزه، ومن بين العديد من الكتب والمخطوطات القيمة الموجودة على أرففها جوردانسكي.

بوابة الظلام:

تم حفرها في عام 1824 في نفس الوقت تقريباً الذي بدأت فيه كاتدرائية ازترغوم، وهي نفق بني لربط المدرسة الدينية بمنازل الكنسية، حيث يبلغ طول الممر 90 متراً ويتميز بطرازه الكلاسيكي الحديث بقبو أسطواني، كما تم تجديده بالكامل في عام 2006، وهو الآن مضاء بشكل مشرق على عكس اسمه، كما تفتح البوابة على قبو النبيذ التابع للأبرشية، ويمكننا استخدام النفق للانتقال من المدرسة الدينية إلى وسط المدينة، أما في ثورة 1956 تعرضت حافلة كانت متجهة إلى المدرسة الدينية، والتي كانت قاعدة عسكرية روسية آنذاك لهجوم من دبابة، مما أدى إلى مقتل 14 شخصاً، وهناك لوحة تذكارية للحدث عند مدخل النفق.

ساحة القديس ستيفن:

تمتد هذه الساحة الضخمة فوق قلعة هيل شرقاً من البازيليكا وتحدها العمارة التاريخية الرائعة، حيث كانت الممتلكات المحيطة بالساحة مملوكة لرجال الدين وتشمل الاكليريكية القديمة وقصر الأسقفية المساعدة الذي يقع على الجانب الآخر من الكاتدرائية على الجانب الشرقي، أما شمال البازيليكا، وفي الركن الشمالي الغربي من الساحة يوجد تمثال للقديس ستيفن على قمة إحدى حليات القلعة المطلة على نهر الدانوب ويمثل تتويج ستيفن الأول الذي يُفترض أنه حدث في مكان قريب في بداية القرن الحادي عشر، ويبلغ ارتفاع هذا العمل 12 متراً وقد نحته ميكلوس ميلوكو.


شارك المقالة: