مدينة بريشيا في إيطاليا

اقرأ في هذا المقال


مدينة بريشيا هي واحدة من المدن التي تقع في دولة إيطاليا في قارة أوروبا، حيث تقع مدينة بريشيا في منطقة لومباردي بشمال إيطاليا، إلى الغرب من بحيرة غاردا وشرق ميلانو، وهي مدينة جذابة من مانتوفا (مانتوفا) مع العديد من معالمها التاريخية إلى الجنوب الشرقي من بريشيا، وبيرجامو إلى الغرب لديه الساحة المركزية أن أسهم نفس تأثير البندقية كما بريشيا.

تاريخ مدينة بريشيا

تقع مدينة بريشيا عند مخرج وادي جبال الألب المهم في وادي ترومبيا، وعلى عكس بيرغامو إلى الغرب فقد تطورت في البلد المسطح عند سفح الجبل، حيث يكشف هذا الموقع عن الأهمية التي كانت للمدينة منذ العصور القديمة للسيطرة على وادي ترومبيا والمناطق الريفية المحيطة بها، وأقدم نواة للمدينة كانت على التل المسمى سيدنيو الذي يمتد باتجاه السهل في العصور القديمة كانت السهول مغطاة بالمستنقعات والمستنقعات، وهنا أولاً قام الليغوريون ثم الأتروسكان بتأسيس أنفسهم.

في بداية القرن الرابع قبل الميلاد، احتلت قبيلة “سينوماني” الغالية بريشيا وأراضيها وأصبحت المدينة عاصمتهم، وبعد فترة وجيزة نظرًا لعلاقاتهم مع الرومان تم تحويل بريشيا ببطء إلى لاتينية، وكما يتضح من أدلة بعض المجتمعات اللاتينية التي استقرت في المنطقة الواقعة إلى الجنوب الغربي من التل، وتذكر المدينة في بعض الأبيات الشاعر اللاتيني كاتولوس الذي يسميها “بريكسيا”، وتحت حكم يوليوس قيصر (49 قبل الميلاد) أصبحت بريشيا بلدية ومُنح مواطنوها الجنسية الرومانية، وثم في عهد الإمبراطور أوغسطس تم إدراج مدينة بريشيا في “المنطقة العاشرة” وحصلت على لقب “كولونيا سيفيكا أوغوستا”.

كانت أوائل العصور الوسطى فترة صعبة للغاية بالنسبة لبريشيا، وفي وقت الغزوات البربرية استولى على المدينة ألاريك وأتيلا وأودواكر، وأخيراً استولى عليها البيزنطيون تحت قيادة نارس، واستمر الاحتلال البيزنطي حتى عام 568 ميلادي عندما احتلها (Longobards) المدينة، وكانت السنوات الأخيرة من مجال (Longobards) صعبة على بريشيا مع صراعاتها ضد تشارلز الأكبر وتضم العديد من الشخصيات التي اشتهرت من خلال الأدب الإيطالي (مانزوني) مثل (King Desire) و(Ermengarde) و(Adelchis)، وتميزت السنوات حوالي عام 1000 بالصراعات بين مختلف السينوريز الإيطاليين للسيطرة على المدينة ومنها المعارك بين (Berenguer) و(Marquis of Friuli) و (Guido من Spoleto)؛ والاستيلاء على أرنولف من كارينثيا.

في عام 1167 ميلادي، أقامت بريشيا مثل برغامو “يمين بونتيدا” الشهير ضد الإمبراطور فريدريك بربروسا، وانتهاء النضال ضد الإمبراطور، وكانت بريشيا مثل المدن الإيطالية الأخرى محكومة في البداية من قبل (Vescovi-Conti Lord-Bishops) ثم حولت نفسها إلى بلدية، ولكن الحياة السياسية للمدينة كانت مضطربة باستمرار بسبب العديد من الصراعات بين العائلات النبيلة (Martinengo Casaloidi Confalonieri) لحكومة البلدية نفسها.

من 1300 بريشيا تم التنافس عليها مرة أخرى من قبل العديد من (Seignories) الإيطالية، وفي عام 1332 ميلادي تم غزوها من قبل ماستينو ديلا سكالا اللورد من فيرونا؛ ثم بواسطة جيان جالياتسو فيسكونتي (1401) وجندي الحظ باندولفو مالاتيستا (1404)، وأخيراً حوالي 1440 ميلادي من قبل البندقية، الذين حكموا بريشيا في خضم المعارك المستمرة ضد الغزاة الإيطاليين والأجانب حتى سقوط “سيرينيسيما”، وفي وقت لاحق في العصر النابليوني تم إدراج بريشيا فيما يسمى بجمهورية سيسالبينا وفي سقوط نابليون احتلت القوات النمساوية المدينة، خلال (Risorgimento) (الانتفاضة التي أدت إلى إعادة توحيد إيطاليا)، وميزت مدينة بريشيا نفسها ضد النمساويين في عام 1848 ميلادي، وبولائها لجوزيبي غاريبالدي الذي جاء في عام 1859 ميلادي إلى المدينة وعهد بها إلى فيتوريو إيمانويل الثاني، ومنذ توحيد إيطاليا أظهرت مدينة بريشيا حيوية اقتصادية كبيرة في كل من التجديد الصناعي والزراعي.

جولة في مدينة بريشيا

مدينة بريشيا هي ثاني أكبر مدينة في لومباردي ( ميلان هي الأكبر) وفي بيئة جذابة، وتحتوي المدينة على قدر كبير من التراث المعماري الذي يثير اهتمام الزائرين بما في ذلك الآثار الرومانية وبعض الهندسة المعمارية الرائعة لعصر النهضة ولمسة من تجاوزات موسوليني، وبينما تفتقر بريشيا إلى السحر الرومانسي لبعض المدن في المنطقة، مثل مانتوفا هناك بالتأكيد ما يكفي من المعالم السياحية هنا لتستحق الزيارة، وتوجد أربعة ساحات كبيرة في وسط بريشيا، وهي الأكثر جاذبية في أقصى الشمال في بيازا ديلا لوجيا وتحتوي على أفضل الهندسة المعمارية بما في ذلك لوجيا وتوري ديلورولوجيو.

ويمكن زيارة والاستمتاع بالعديد من الأعمال الفنية لبريشيا من محطة السكك الحديدية ويتجه على طول الجادة القصيرة التي تؤدي إلى كورسو ماتيوتي، والتي تحتوي على العديد من الكنائس والقصور التي تعود إلى القرن الثامن عشر، وعلى وجه الخصوص نرى الحديد دي (Ostiani) قصر وكنيسة سانتي نازاريو وسيلسو مع لوحات من موريتو (التتويج مريم) وتيتيان، تابع بعد ذلك عبر (Fratelli Bronzetti) لرؤية كنيسة (Santa Maria dei Miracoli)، التي أعيد بناؤها أكثر من مرة بين عامي 1488 ميلادي و1569 ميلادي، وتتميز بواجهة جميلة للغاية مع بعض الزخارف اللومباردية والفينيسية.

الموقع الرئيسي ذو الأهمية التاريخية في بورانو هو كنيسة سان مارتينو، مع برجها (كامبانيل) الذي يمكن رؤيته من أجزاء كثيرة من هذه الجزيرة الصغيرة، ومن (Vicolo Saint Nicholas) يمكنك الوصول إلى كنيسة (Saint Francis) ذات الطراز الرومانسي والتي بنيت بين عام 1255 ميلادي و1265 ميلادي، ومن هنا يمكنك الصعود إلى قلعة بريشيا على التل الذي يسيطر على المدينة، مع بوابة دخول هائلة من قبل ميشيل سانميتشيلي (1484-1559) والتي يمكنك من خلالها الاستمتاع بالمنظر البانورامي عبر المدينة، وتحتوي القلعة على برج كبير من القرن الثالث عشر، وتحتوي أيضًا على متحفين صغيرين، وأحدهما به مجموعة من الأسلحة القديمة والآخر يحيي ذكرى إعادة توحيد إيطاليا في ستينيات القرن التاسع عشر.

في (Piazza del Duomo)، يمكنك مشاهدة (Duomo Vecchio) “الكاتدرائية القديمة” التي تعود إلى القرن الثاني عشر، مع بعض اللوحات التي رسمها موريتو، و(Duomo Nuovo) “الكاتدرائية الجديدة” التي تم بناؤها في عام 1604 ميلادي بأسلوب (Renassaince) المتأخر، وتحتوي الكاتدرائية القديمة على مخطط دائري غير عادي، وتحتوي على بعض فسيفساء الأرضية القديمة جدًا، وفي نفس الساحة يمكنك أيضًا مشاهدة قاعة المدينة التي تعود للقرون الوسطى، ويرجع تاريخها جزئيًا إلى القرن الحادي عشر والمكتبة المدنية الرائعة المسماة (Queriniana) والتي يعود تاريخها إلى عام 1758 ميلادي.

عند الوصول إلى ساحة (Piazza del Foro) على مسافة قصيرة إلى الشرق، يمكنك رؤية أنقاض مبنى روماني (Curia)، وإلى الشرق يمكنك الاستمتاع بعمود روماني يزيد ارتفاعه عن خمسة أمتار، وأطلال معبد (Capitoline) الذي أقامه الإمبراطور فيسباسيانوس عام 73 بعد الميلاد، وكشفت الحفريات الأثرية في هذا الجزء من بريشيا أيضًا عن مسرح روماني، وتظهر فيه آثار اللوحات الجدارية من طراز بومبيان.

يوجد أيضًا متحف هنا، وهو متحف سانتا جوليا وهو أهم متحف في بريشيا وله عدة أمثلة من اللوحات الرومانية، والأعمال الزجاجية والبرونزيات المختلفة، ويوجد أيضًا بالقرب من هنا متحف العصر المسيحي والحديث الذي يجمع العديد من أعمال العصور الوسطى، انزل من المتحف باتجاه ميدان بريشيا أرنولد والنصب التذكاري لـ “أرنولد أوف بريشيا”.


شارك المقالة: