تقع بلباو على الساحل الشرقي للمحيط الأطلسي في دولة إسبانيا، حيث ترتفع المدينة ما يقارب 19 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وتغطي مساحة 41.6 كيلومتر مربع، لديها بنى تحتية للنقل مهمة توفر وصلات إلى المدن الرئيسية في أوروبا عن طريق البر والبحر والجو، تقع عاصمة بيزكايا /بسكاي في قلب مدينة يقطنها أكثر من مليون نسمة، تأسست المدينة في عام 1300 ميلادي وهي عبارة عن المحور الرئيسي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والعامل الرئيسي في تحديث الإقليم.
نبذة عن مدينة بلباو
تقع مدينة بلباو في المنطقة الشمالية من إسبانيا، وهي موقع للعديد من الشواطئ الذهبية والبنتكسوس اللذيذ النسخة المحلية من التاباس ومتحف غوغنهايم، إنها أيضًا قاعدة رائعة للوصول إلى العاصمة العالمية للطهي سان سيباستيان على بعد ساعة من الساحل، ويعد متحف غوغنهايم للفن المعاصر من أشهر مناطق الجذب في بلباو، ولكن هناك العديد من المواقع التي يمكن رؤيتها في المدينة، وتضم المدينة أيضاً العديد من المواقع التي تتميز بالعمارة المعاصرة والعديد من المتاحف أيضاً، ومن أبرزها متحف الفنون الجميلة والمتحف الأثري والمتحف البحري ومتحف مصارعة الثيران.
تعتبر مدينة بلباو موقعاً بارزاً لمحبي الهندسة المعمارية، سواء كنت من محبي الطراز الباروكي المعقد أو التصميم المعاصر المتطور، بينما يبرز متحف غوغنهايم لفرانك جيري بالتأكيد، فإن (Azkuna Zentroa) الذي أعيد تصميمه بواسطة فيليب ستارك وكاتدرائية بيلباو سانتياغو التي بُنيت في القرن الخامس عشر تستحقان أيضًا نظرة فاحصة، حيث تعد مثل العديد من المدن الكبرى لكل منطقة فيها شخصيتها الخاصة، فكر مليًا في المكان الذي تريد الإقامة فيه عند زيارتك سواء في بلباو لا فيجا العصري أو كاسكو فيجو (البلدة القديمة) أو في موقع مركزي في أباندو وإندوتكسو المليئين بالعمارة والمتاحف المعاصرة.
بلباو محاطة بجبال الباسك وتقع على مصب نهر يؤدي إلى المحيط الأطلسي، يمكنك ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة حول تل أرتكساندا في الصباح، تليها جلسة ركوب الأمواج في شاطئ سوبيلانا في فترة ما بعد الظهر، هنا لديك أفضل ما في المدينة والريف والساحل، بشكل مثير للدهشة تقع بلباو أيضًا على بعد أقل من أربع ساعات بالسيارة من جبال البيرينيه التي تضم منتجعات تزلج على مستوى عالمي خلال أشهر فصل الشتاء.
تتمتع بلباو بمناخ محيطي رطب مع رياح غربية في الغالب، مما يجعل درجات الحرارة أكثر اعتدالًا وتفضل الطقس المعتدل على مدار العام، نظرًا لقربها من البحر يكون المناخ معتدلًا وبدون تغيرات شديدة في درجات الحرارة بين الفصول بمتوسط درجة حرارة 8 درجات مئوية في الشتاء و 20 درجة مئوية في الصيف.
تاريخ مدينة بلباو
لخصت الأبحاث التي أجراها المؤرخون وعلماء الآثار إلى أن ضفاف مصب النهر في بلباو كانت مأهولة بالفعل قبل تأسيسها كفيلا أو مدينة مستأجرة في عام 1300 ميلادي، كانت هذه المستوطنات تقع جزئيًا فيما نعرفه اليوم باسم بلباو لا فيجا (لا ميرسيد ومارزانا أرصفة وشارع سان فرانسيسكو) وكذلك على الضفة اليمنى من المصب، حيث كان هناك ميناء بحري له طابع تجاري واضح، والذي كان جنين الحي القديم الحالي، وفي كنيسة سان أنطون حيث يمكن رؤية بقايا جدار بلباو الذي يعود إلى القرون الوسطى والجسر الذي يحمل نفس الاسم وهو رمز لهذين البنكين اللذين شكلا المدينة.
استفادة مدينة بلباو الأصلية من موقعها في نهاية مصب إيبايزابال نيرفيون على منطقة مسطحة قريبة من مستوى سطح البحر مع مدخل طبيعي لسفن الإرساء، بالإضافة إلى ذلك كانت بجانب مناجم الحديد في ميريفيلا وكانت رابطًا للاتصال بالمناطق المجاورة والهضبة الإسبانية المركزية وتقاطع طرق على خليج بيسكاي الساحلي لطريق سانت جيمس.
في تلك القرية الأصلية أسس دييجو لوبيز دي هارو (Villa de Bilbao) في 15 يونيو 1300 ميلادي، وبعد عقد من الزمان منحت ماريا دياز دي هارو ابنة أخت دون دييغو وسيدة بيسكاي الجديدة ميثاق مدينة جديد زاد من الامتيازات التجارية لـ الفيلا، مما يجعلها الممر الإجباري لجميع التجارة من قشتالة باتجاه البحر، كما ثبت أن الطريق من (Orduña) إلى (Bermeo) يمر عبر جسر (San Antón) مما يتيح للبضائع الوصول المباشر إلى البحر.
في عام 1372 ميلادي سمح الباب الأول من قشتالة بخروج ودخول البضائع مجانًا من وإلى المدينة مع التركيز على نقل الحديد، ومع أخذ هذه الظروف في الاعتبار يتفق المؤرخون والمؤرخون على أن التطور الاقتصادي والاجتماعي والحضري لمدينة بلباو كان سريعًا واستند إلى التجارة والميناء والسوق الأسبوعي وعلى الحديد من ميريفيلا (ميرافيلا).
عززت بلباو موقعها التجاري طوال القرنين الخامس عشر والسادس عشر، لتصبح أهم مركز اقتصادي في (Seignory of Biscay)، حيث رافق هذا النمو الاقتصادي زيادة حادة في عدد السكان، كانت “بيلباو الأصلية” التي تتكون من ثلاثة شوارع: سوميرا أو غوينكال (الشارع العلوي)، أرتيكال (الشارع الأوسط أو الرئيسي) وتندريا، التي سميت في إشارة إلى النشاط التجاري الذي يتم تنفيذه فيها تحتاج إلى توسيع مساحة سطحها.
في منتصف القرن الخامس عشر، تم إنشاء قلب الحي القديم (كاسكو فيجو) من خلال توسيع جزئه الأقدم بأربعة شوارع أخرى، مما أدى إلى ظهور “سبعة شوارع” وهو الاسم الذي لا يزال يستخدم محليًا للمركز التاريخي لمدينة بلباو، أقيمت كاتدرائية سانتياغو في نفس المنطقة لتحل محل الكنيسة القديمة المخصصة للرسول، يعد المعبد القوطي أحد أكثر المباني رمزية في المدينة.
دمرت مثل هذه التوسعات إلى جانب الحرائق والفيضانات معظم منزل البرج منذ ذلك الوقت وجدار البلدة القديمة الذي أحاط ببلباو في وقت مبكر، ومع ذلك لا يزال بإمكاننا اكتشاف بعض بقاياه اليوم في شارعي روندا وبارينكال، ما تم الحفاظ عليه تمامًا في الحي القديم هو تصميم الزقاق الأولي، اليوم هذه الأزقة المتعامدة مع الشوارع ضرورية لاكتشاف سحر هذه المنطقة، حيث تعد المساحات الضيقة التي تفصل بين المنازل من مميزات مدينة بلباو، وفي العصور الوسطى تم استخدام هذه الممرات الضيقة لتحسين تهوية المباني كمنفذ لمياه الأمطار لتصريف المياه من خلال النوافذ وأيضًا كمصدات للحرائق، يوجد في الحي القديم خمسة عشر منحدرًا أو أخاديدًا، أكبرها يبلغ عرضه حوالي مترًا بينما لا يزيد عرض البعض الآخر عن 40 سم، يمكن الوصول إليها من خلال أبواب صغيرة في الأزقة.
السياحة في مدينة بلباو
متحف غوغنهايم بلباو
تتجاوز أهمية متحف غوغنهايم بلباو مجرد مسألة فنية، يمكن القول أن ظهور المتحف في بلباو كان بمثابة نقطة تحول في تاريخ المدينة أصبح هذا التكوين والخلق والتطور معروفًا باسم تأثير غوغنهايم.
بازيليكا دي أولاباري
يقع (Palacio de Olabarri) في بلباو في منطقة (Paseo del Campo Volantin)، تم بنائه في تسعينيات القرن التاسع عشر وهو مزيج مثير للاهتمام من العديد من الأساليب المعمارية.
جسر فيزكايا
تم بناء جسر فيزكايا لربط الضفتين الواقعتين عند مصب نهر نيرفيون، إنه أقدم جسر نقل في العالم وقد تم بناؤه في عام 1893 وقد صممه ألبرتو بالاسيو أحد تلاميذ غوستاف إيفل وإليساج.