مدينة بوراس في السويد

اقرأ في هذا المقال


مدينة بوراس هي واحدة من المدن التي تقع في دولة السويد في قارة أوروبا، وهي منطقة محلية ومقر بلدية بوراس في مقاطعة فاسترا جوتالاند في السويد، وكان عدد سكانها 66273 نسمة في عام 2010 ميلادي، وتقع مدينة بوراس عند نقطة عبور خطين للسكك الحديدية من بينها السكك الحديدية بين مدينة غوتنبرغ ومدينة كالمار، وغالبًا ما تعتبر أن المدينة السويدية تستفيد أكثر من نظام السكك الحديدية الوطني الذي تم وضعه بين عام 1870- 1910 ميلادي.

مدينة بوراس

حصلت مدينة بوراس على امتيازاتها في عام 1621 ميلادي من قبل الملك غوستاف الثاني أدولف، وكان السبب هو منح الباعة المتجولين المحليين مكانًا قانونيًا لبيع بضائعهم، حيث تطورت المدينة بعد وقت قصير من تأسيسها، وبعد قرن من الزمان زاد عدد سكانها إلى أكثر من 2000 نسمة.

تُعرف هذه المدينة بأنها عاصمة المنسوجات في السويد وتقع على بعد ساعة واحدة فقط من مدينة غوتنبرغ، وهي مدينة لا بد من زيارتها إذا كنت مهتمًا بالتصميم، وفي القرن التاسع عشر كرس جميع سكان المدينة تقريبًا حياتهم العملية لصناعة النسيج، وستجد اليوم مركز أزياء المنسوجات في مباني مصانع النسيج القديمة، إنه مركز إبداعي للعلوم والتعليم والابتكار والأعمال المرتبطة بالمنسوجات والأزياء.

ويمكن تصفح معارض متحف النسيج  لإنشاء أنواع مختلفة من المنسوجات والبحث عنها وتجربتها، وزيارة المنسوجات الذكية لمعرفة المزيد عن التكنولوجيا القابلة للارتداء وكيف يمكن للمنسوجات الذكية أن تسهل حياتنا مثل الأوعية الدموية المحبوكة المستخدمة في ممرات القلب.

تتمتع مدينة بوراس بموقع جميل في جنوب غرب السويد على طول نهر (Viskan)، ويوفر نبض مدينة نابضة بالحياة وفنًا عالميًا أينما ذهبت والطبيعة في كل مكان، ناهيك عن حديقة حيوانات حائزة على جوائز، وكانت (Viskan) التي وفرت الطاقة الكهرومائية لصناعة النسيج شريان الحياة التجاري لمدينة بوراس، واليوم هو قلب المدينة الذي يربط المناطق المركزية الثلاثة بتدفقها الهادئ، وفي (Sandwalls Plats) ساحة مدينة بوراس الخاصة جدًا، الزائر محاط بالمقاهي والمطاعم وفنون الشوارع والمحلات التجارية ومنتزه المدينة الجميل.

تقع مدينة بوراس في وسط المناظر الطبيعية المشجرة والغنية بالبحيرات لما يسمى (Sjuhäradsbygden) في جنوب مقاطعة (Västra Götalands Län) السويدية، حيث سيطرت صناعة النسيج على المنطقة بأكملها منذ منتصف القرن التاسع عشر، وكانت بمدينة بوراس المركزية على وجه الخصوص هي مركز صناعة الملابس السويدية، وبعد نقل إنتاج المنسوجات في السبعينيات أصبحت مدينة بوراس ثاني أكبر مدينة في فاسترا جوتالاندز لان بعد مدينة غوتنبرغ عاصمة تصميم الأزياء السويدية.

جولة في مدينة بوراس

تقع مدينة بوراس في الداخل مباشرة من مدينة غوتنبرغ، ويجذب الآلاف من السويديين والعالميين لقضاء العطلات كل عام، ولا عجب لأنها مدينة مرحة ومبدعة مع فن الشارع المذهل الذي يغطي المباني بأكملها والكثير من أماكن الجذب العائلية الداخلية والخارجية لاكتشافها، وتتمتع مدينة بوراس بتاريخ نسيج طويل وفخور ولا تزال صناعة الأزياء السويدية صناعة رئيسية هنا اليوم، ويمكن زيارة (Textilmuseet وTextile Fashion Center) لمعرفة كل شيء عن الأيام الأولى للنسيج والأساليب والمواد والتصاميم المعاصرة.

تعرف مدينة بوراس بأنها مركز إبداعي وأحد أروع أحداثه هو مهرجان (No Limit Street Art) الذي أقيم لأول مرة في عام 2014 ميلادي، كما يوحي الاسم حصل الفنانون على “تصريح مجاني” ولم يكن عليهم تقديم مقدما، والأعمال الفنية الناتجة مجردة وشبيهة بالحياة ،لونة ومزاجية وبسيطة ومذهلة للعقل، ويمكن التجول لاكتشاف الجداريات العملاقة على جوانب المباني السكنية والمكاتب الطويلة، ولكن أيضًا اللوحات الصغيرة المخفية على مستوى الأرض.

الجانب الإبداعي لمدينة بوراس في مراكز الفنون الداخلية الدائمة في المدينة مثل متحف بوراس للفن الحديث ودار الثقافة في مكتبة المدينة و(Wärenstams) ومتحف أبيسيتا للفنون، ويمكن زيارة حديقة حيوان (Borås Djurpark) المركزية لمقابلة سكان المدينة اللطفاء والمخيفين والمذهلين، حيث تم تصميم حاويات الحيوانات الفسيحة لتشبه الموطن الأصلي لكل نوع ولجعل أي زيارة إلى حديقة الحيوانات تبدو وكأنها رحلة سفاري للحياة البرية، ويعد مركز (Navet Science) في المدينة ممتعًا للأطفال الأكبر سنًا، ويعد (Upzone Adventure Park) مثيرًا للزيارة ومن السهل الوصول إلى (Liseberg Amusement Park) من مدينة بوراس أيضًا.

المناظر الطبيعية في مدينة بوراس

تتكون المناظر الطبيعية إلى حد كبير من تضاريس جبلية وتتميز خارج مدينة بوراس بمناطق غابات كبيرة وقليلة السكان مع عدد كبير من البحيرات، وفي الواقع هناك ما يزيد قليلاً عن 250 بحيرة موزعة على 970 كيلومترًا مربعًا من البلدية، و(Åsunden) أكبر بحيرة في المنطقة تغطي ما يقرب من 33 كيلومترًا مربعًا، وهناك نهر فيسكان الذي يتدفق عبر منطقة البلدية في طريقه إلى كاتيغات، وبسبب عدد وحجم المسطحات المائية الكبيرة هناك العديد من الفرص للأنشطة في وحول المياه داخل بلدية مدينة بوراس.

توفر الغابات الواسعة فرصًا كبيرة للمشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات، وما مجموعه 14 محمية طبيعية تحافظ على الأشكال الطبيعية النموذجية للمناظر الطبيعية أو بشكل خاص المناطق الأصلية ذات الأنواع النباتية والحيوانية النادرة، وتحتوي معظم المحميات الطبيعية على مسارات تقود الزائر بأمان عبر المناطق المحمية شبه البرية، وتعتبر محمية ريا أوسار شمال غرب مدينة بوراس أكبر محمية طبيعية في البلدية، وتغطي مساحة تقارب 550 هكتارًا ولديها شبكة من المسارات تزيد عن 20 كيلومترًا.

الأماكن والمعالم السياحية حول مدينة بوراس

المدينة هي مركز الموضة والفن والثقافة في المنطقة، بدءًا من المتاحف المثيرة للاهتمام مثل متحف المنسوجات يمتد القوس الثقافي من معارض الأزياء السنوية إلى المتاحف الفنية المعروفة (Abecita Konstmuseum وBorås Konstmuseum)، وضمن دائرة نصف قطرها حوالي 1.5 كيلومتر في وسط مدينة بوراس وحدها، توجد المئات من المنحوتات والمنشآت، وعلى جدران العديد من المنازل توجد جداريات ضخمة يبلغ ارتفاع أكبرها حوالي 27 مترًا.

إلى جانب الموضة والتصميم والفن تشتهر مدينة بوراس أيضًا بحديقة حيوان (Borås Djurpark)، والتي تعد واحدة من أكبر حدائق الحيوان في السويد، ويتم تقديم التاريخ الثقافي للمنطقة من خلال متحف مدينة بوراس في الهواء الطلق في حديقة المدينة الواسعة (Ramnaparken) بمبانيها التاريخية من القرن الثامن عشر، والكنز الثقافي التاريخي الخاص هو (Hedareds Stavkyrka) من القرن السادس عشر وهي الكنيسة الوحيدة المتبقية في السويد وتقع على بعد حوالي 15 كيلومترًا شمال غرب مدينة بوراس.

بلدية بوراس بالأرقام

تبلغ مساحتها حوالي 970 كيلومترًا مربعًا، وهي واحدة من أكبر عشر بلديات في فاسترا جوتالاندز لان، إنها مكتظة بالسكان نسبيًا حيث يبلغ عدد سكانها نحو ما يقارب 115000 نسمة وبمتوسط ​​125 نسمة لكل كيلومتر مربع، فهي مكتظة بالسكان أكثر بست مرات من المتوسط ​​الوطني.

ومع ذلك نظرًا لحقيقة أن حوالي 65 في المائة من السكان يعيشون في المنطقة الحضرية لمدينة بوراس المركزية، فإن المنطقة المحيطة بها قليلة السكان نسبيًا، والمدن الأخرى داخل البلدية هي بالمقابل أقل كثافة سكانية، وثاني أكبر مدينة في البلدية يبلغ عدد سكانها حوالي 6600 نسمة فقط وفريستاد في المرتبة الثالثة يسكنها حوالي 5500 شخص.

المصدر: ولادة أوروبا الحديثةتاريخ أوروبا لنورمان ديفيزملخص تاريخ أوروباكتاب تاريخ البطريق في أوروبا


شارك المقالة: