نبذة عن مدينة بيرغن:
تأسست المدينة عام 1070م على يد ملك النرويج أولاف كيرى، خلال هذه الفترة ازدهرت بيرغن، حيث بنى الملك كوركاً خشبياً، جنباً إلى جنب مع صخرة حجرية أكبر وأطلق عليه اسم بيرغن أسقفية غرب النرويج، كما قام الملك التالي أويستين ببناء ثلاث كنائس جديدة بجوار الكورتين الأولين ونقل الملكية والعاصمة إلى بيرغن.
كان السبب في ذلك هو ازدهار التجارة من مدن التجارة الخارجية، ولكن تم استبدالها بأوسلو في عام 1299، خلال هذه الفترة أصبحت بيرغن مدينة أضعف وتضاءلت التجارة، ولكن خلال القرن الخامس عشر الميلادي عادت المدينة إلى الحياة واستؤنفت التجارة من الخارج، حيث جاءت الهجرة من أوروبا مع التجارة وازدهرت مدينة بيرغن مرة أخرى.
بعد الحرب العالمية الأولى تعرضت بيرغن لأزمة مالية، كما أغلقت المصانع والسفن المهجورة وحريق كبير في المدينة في عام 1916، وأعيد بناء المدينة ولكن الحرب العالمية الثانية أحدثت نفس الأضرار، وكانت هذه الأضرار أكبر في بيرغن من أي مدينة أخرى في النرويج، والتي تضمنت أيضاً عدد القتلى.
إنها غنية بالتاريخ والتقاليد وتحيط بها الجبال وتسمى المدينة بين الجبال السبعة، بيرغن هي مدينة سريعة النمو تضم أحد أكبر الموانئ في أوروبا، وتشتهر بمرافق تصدير النفط إنه الميناء الذي يضم أكبر أسطول تجاري في الدول الإسكندنافية، وهي أيضاً مدينة جامعة بيرغن التي تأسست عام 1946، وقد استندت في الأصل إلى متحف بيرغن، حيث كانت الأبحاث جارية منذ عام 1825.
تعتبر بيرغن أكثر مدن النرويج عالمية، حيث الألقاب من أصل ألماني وهولندي واسكتلندي وفيرة، والعديد منها نشأ من العصر الهانزي، كما يبلغ عدد سكان بيرغن الآن 265.000 ويتزايدون بسرعة في منطقة العاصمة، كانت المدينة تسمى في الأصل بجورغفين، في حوالي عام 1100 تم بناء قلعة على الحافة الشمالية لميناء فوغن، وأصبحت بيرغن ذات أهمية تجارية وسياسية، كما كانت عاصمة النرويج في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، وتم إنشاء الكرسي الأسقفي هناك في القرن الثاني عشر.
أبرز المعالم الأثرية في مدينة بيرغن:
برجين هانسيتيك وارف:
هو أحد أشهر المناطق في المدينة، مليء بمنازل التجار الخشبية القديمة الموجودة في موقع التراث العالمي لليونسكو، حيث يمكننا التعرف على التجار الهانزيين والحياة في بيرغن في العصور الوسطى، فضلاً عن زيارة الأثار التي تعود إلى العصور الوسطى، مع العديد من العروض والتحف التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر، والتعرف على المستوطنين الأوائل في المدينة.
كنيسة القديس جورج:
هي كنيسة تاريخية قديمة التي يعود تاريخها إلى عام 1411، كما كانت في البداية مستشفى، وفي ذلك الوقت تم قيام الراهبات في دير نونيزبتر في رعاية المرضى، قدمت الكنيسة في البداية خدمات للمرضى فقط، ولكن بعد فترة من الزمن تم تقديم خدمات الرعاية الخاصة لسكان المناطق المحيطة، كما قدمت خدمات الرعاية للقساوسة في سجن المدينة، وتعتبر منزلاً لكل فقير وطن لكل الأرامل.
أُحرقت الكنيسة مع بقية المستشفى في عام 1640، ولكن أُعيد بناء الكنيسة مرة أخرى بعد حريق المدينة في عام 1702 عندما تحولت معظم المدينة إلى رماد، كما تم تصميم مبنى الكنيسة بأسلوب باروكي إلى حد كبير ويحتفظ المظهر الحالي للكنيسة بما كانت عليه عند عملية البناء في عام 1789، كما تعد كنيسة القديس جورج من أهم المعالم الأثرية في مدينة بيرغن.
المتحف الهانزي:
أفضل ما تم الحفاظ عليه من منازل التجار في المدينة التي تعود إلى القرن الثامن عشر، يعود تاريخ المتحف إلى عام 1872. يعد البيت الخشبي الرائع الموجود في المتحف من أقدم المباني في المدينة ويوفر نظرة ثاقبة ممتازة على حياة التجار الألمان من الرابطة الهانزية، كما المبنى الذي تم تشييده عام 1704 له تصميم داخلي أصلي ويتضمن معروضات للأسلحة والمفروشات والمعدات.
قلعة بيرجينوس:
بنيت القلعة على مدخل ميناء المدينة منذ أواخر القرن السادس عشر، ولا تزال واحدة من أكثر الهياكل إثارة للإعجاب في الدول الإسكندنافية، التي تتميز بقاعة الحفلات التي تعود إلى العصور الوسطى وهي قاعة هاكون، كما تم الانتهاء من بناء هذه القاعة الرائعة للملك النرويجي في عام 1261، وتم ترميمها بالكامل في عام 1950 بعد التلف، وهي مفتوحة للجمهور على مدار العام، وهي أكبر مبنى باقٍ من هذه الفترة في البلاد.
وتجدر الإشارة أيضاً إلى برج القلعة، الذي تم بناؤه في القرن السادس عشر، بالإضافة إلى متحف القلعة الذي يعرض كيفية مشاركة النساء وجماعات المقاومة خلال الاحتلال الألماني في عام 1940، وهي قلعة تم بناؤها حوالي عام 1660 على أنقاض قلعة أقدم منها في القرن الثاني عشر.
متحف بيرغن القديم:
يقع متحف بيرغن القديم في منطقة المدينة القديمة، وهو مليء بالمباني المثيرة للاهتمام والشخصيات ذات الأزياء التي تمت صياغتها لمشاركة تاريخ المدينة، كما افتتح المتحف في عام 1946 كجزء من محاولة لإنقاذ المباني التاريخية في بيرغن ويحتفظ الآن بـ 55 منزلاً خشبياً أثرياً أصلياً، والتي كانت ذات يوم في وسط المدينة.
كاتدرائية بيرغن:
يعود أقدم مرجع مسجل للكاتدرائية التاريخية الرائعة إلى عام 1181، عندما بدأت ككنيسة رهبانية، كما أعيد بناءها عدة مرات بعد الحرائق، بما في ذلك في عامي 1623 و1640، وبعد ذلك استقبلت الكاتدرائية واجهتها الحالية وتمت إضافة تصميم الروكوكو الداخلي أثناء التجديدات في ثمانينيات القرن التاسع عشر من قبل المهندس المعماري كريستيان كريستي.
المسكن الملكي:
وهو مبنى رائع من عصر النهضة، تم بناءه ليكون بمثابة تحصين وعرض للقوة، وهو الآن مقر إقامة العائلة المالكة النرويجية في بيرغن، كما يمكن للسياح الصعود إلى السطح، حيث توجد مناظر ممتازة للمدينة، وتشمل الجولات مناطق أخرى من المبنى بما في ذلك الزنزانة المشؤومة، من الممتع أيضاً الحصول على فرصة لاستكشاف أراضي القصر المصممة بأسلوب حديقة إنجليزية كلاسيكية.
حي بريغين:
يعتبر من مناطق الهانزية التاريخية، حيث يضم العديد من المباني الأثرية والقديمة التي تعبر عن تاريخ المدينة القديم، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو في عام 1979، وكانت هذه المباني الملونة ذات يوم عبارة عن مستودعات لحفظ الحبوب من أوروبا وسمك السوسفيش، وتقع على رصيف الميناء الشرقي في خليج فوجن، وقد تأسست بيرغن حول هذا المجتمع المجاور للماء منذ ما يقرب من ألفين عام، وقد تعرض بريغين لحريق هائل عام 1702 وأعيد بناء المستودعات على نفس الأسس القديمة.
كنيسة سانت ماري:
هي من أقدم المباني في المدينة التي يعود تاريخ بناءها إلى القرن الثاني عشر، كما تتميز بالفن المعماري خلال عصر الإمبراطورية الرومانية والواجهة المزخرفة والنوافذ النصف دائرية النموذجية من الطراز الروماني يعلوها أبراج مربعة، وفي الداخل تحتوي الكنيسة على مذبح منحوت في العاصمة الهانزية لوبيك من القرن الخامس عشر، كما تعد هذه الكنيسة من أبرز المعالم الأثرية في دينة بيرغن.