مدينة ثون هي واحدة من المدن التي تقع في دولة سويسرا في قارة أوروبا، حيث تقع مدينة ثون الساحرة في موقع جميل على الشواطئ الشمالية لبحيرتها في وسط سويسرا، وعلى نحو ما يقارب 30 كم فقط من مدينة برن العاصمة السويسرية يمكن رؤية ثون على أنها بوابة بيرنيز أوبرلاند أي مرتفعات بيرنيز، وهذه المنطقة الجبلية الواقعة جنوب برن والمعروفة أيضًا باسم جبال الألب في بيرنيز تضم قمم يونغفراو وإيغر الشهيرة بالإضافة إلى العديد من القرى الخلابة مثل سانين وغشتاد.
أهمية مدينة ثون
تقع مدينة ثون في الطرف الشمالي الغربي لبحيرة ثون وهي بوابة بيرنيز أوبرلاند، ويشكل نهر الآر الذي يتدفق من بحيرة ثون إلى مدينة بيرن شكل المدينة الحادية عشرة الأكبر في سويسرا، والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 44000 نسمة، وأشهر معالم المدينة هي قلعة ثون العظيمة ببرجها الذي تم بناؤه بين عامي 1180 و1190 ميلادي، والذي يعلو بشكل مهيب فوق المدينة القديمة.
ويوجد متحف تاريخي في غرف البرج يعرض اكتشافات من 800 عام الماضية تتعلق بالمنطقة وتاريخها بالإضافة إلى معرض خاص يتغير كل عام، ومكان الصدارة يذهب إلى قاعة فرسان القرن الثاني عشر التي تم ترميمها، كما أن المنظر من برج القلعة للجبال والبحيرة لا مثيل له.
تعد المنتزهات التاريخية المرتفعة في مدينة ثون القديمة من المعالم البارزة الأخرى، ولكنهم ليسوا السبب الوحيد للاستمتاع بنزهة عبر الشوارع المرصوفة بالحصى، وبالإضافة إلى الصفوف التقليدية للمنازل تعد مدينة ثون موطنًا للعديد من المتاجر الصغيرة على مستويات مختلفة، والتي تدعو الزوار للتصفح والاستكشاف، وبفضل تنوعها الهائل تستحق مدينة ثون الزيارة في أي وقت من السنة في حين أن المدينة القديمة الساحرة والنهر الرائع وممشى البحيرة يفيض بالحياة في فصل الربيع فإن الأحداث الثقافية في الهواء الطلق مثل الفعاليات الشعبية مهرجان ليك ثون يجعل الجميع في حالة مزاجية لقضاء صيف مليء بالمرح.
تقع المدينة في نهاية بحيرة ثون (Thunersee باللغة الألمانية)، حيث يتدفق نهر جبال الألب من البحيرة ويستمر باتجاه برن، ومنذ القرن التاسع عشر وافتتاح محطة السكة الحديد وكانت مدينة ثون مكانًا سياحيًا شهيرًا، وإلى جانب مركزها التاريخي الجميل تعد ثون أيضًا مكانًا للأعمال وتستضيف أقدم وأكبر حامية في سويسرا، حيث أخذت ثون اسمها بعد كلمة سلتيك دونم والتي تعني “مدينة محصنة”، ويعود تاريخ هذه التسوية الأولى إلى العصر الحجري الحديث 2500 قبل الميلاد.
جغرافية مدينة ثون
تقع المدينة على نهر الآر في مجرى النهر مباشرةً من المركز الذي يتدفق فيها هذا النهر من بحيرة ثون، ويشمل كلا من ضفتي النهر والجزيرة الواقعة بينهما، وتبلغ مساحة المدينة نحو ما يقارب 21.6 كم مربع مع حدود تصل إلى نحو 4 كم من مركز المدينة، ويبلغ ارتفاع المدينة بين نحو ما يقارب 560 مترًا (1،840 قدمًا) في وسط المدينة و1170 مترًا (3840 قدمًا) على حدودها الشرقية، وتبلغ مساحة المدينة نحو ما يقارب 21.57 كم مربع اعتبارًا من مسح عام 2004 ميلادي، حيث تم استخدام إجمالي 6.03 كم 2 أو 27.9 ٪ للأغراض الزراعية، بينما تم استخدام 4.32 كم مربع أو 20.0 ٪ من الغابات، ومن بقية البلدية 10.76 كم مربع أو49.9 ٪ مستقر (المباني أو الطرق)، ونحو 0.29 كم مربع أو1.3 ٪ إما أنهار أو بحيرات و0.19 كم مربع أو0.9٪ أرض غير منتجة.
من نفس المسح شكلت المباني الصناعية نحو 5.7 ٪ من المساحة الإجمالية، بينما شكلت المساكن والمباني 26.8 ٪ والبنية التحتية للمواصلات بنسبة 12.1 ٪، بينما شكلت الحدائق والأحزمة الخضراء والملاعب الرياضية 4.4٪. كل مساحة الغابات مغطاة بالغابات الكثيفة، ومن الأراضي الزراعية يستخدم 11.4٪ لزراعة المحاصيل و15.6٪ للرعي، ومن المياه في البلدية 0.9٪ في البحيرات و0.4٪ في الأنهار والجداول، وفي 31 من شهر ديسمبر من عام 2009 تم حل (Amtsbezirk Thun) التي كانت عاصمتها، وفي اليوم التالي في 1 من شهر يناير من عام 2010 ميلادي أصبحت عاصمة أكبر.
السياحة في مدينة ثون
زيارة مدينة ثون القديمة
ثون هي أكبر مدينة على البحيرة التي تحمل الاسم نفسه، حيث تعود إلى القرون الوسطى، وكانت مدينة السوق السابقة موطنًا لحوالي 40.000 من السكان وتتمتع بإحساس مريح حقًا، ويوجد مركز تسوق جيد الحجم مخصص للمشاة فقط يمتد على طول نهر Aare والشوارع المرصوفة بالحصى تشق طريقها عبر المدينة القديمة، ويعتبر شارع (Obere Hauptgasse) الرئيسي في مدينة ثون فريدًا جدًا من حيث أنه مقسم إلى مستويين.
قلعة ثون
بنيت في القرن الثاني عشر وأربعة أبراج بيضاء مميزة للقلعة تعني أنه يمكن رؤيتها من أي مكان في المدينة وزيارة هنا هي واحدة من أهم الأشياء التي يمكن القيام بها في ثون، ومن الجدير السماح بساعتين لزيارة القلعة التي تضم معرضًا للعرض وتصميمًا داخليًا تم ترميمه جيدًا بما في ذلك قاعة الفرسان والكثير من العروض التفاعلية ولوحات المعلومات (باللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية)، في جميع أنحاء القلعة يمكن التعرف على تاريخ مدينة ثون التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى ومشاهدة القطع الأثرية التي تم استخدامها خلال هذا الوقت.
ثون بانوراما
وهي أقدم لوحة دائرية باقية في العالم، حيث تُظهر اللوحة المذهلة التي يبلغ ارتفاعها 7.5 مترًا وطولها 38 مترًا بانوراما بزاوية 360 درجة لمدينة ثون وقد رسمها الفنان لأول مرة أثناء جلوسه على سطح في وسط المدينة، ويوفر (Panorama) المعروف باسم (cyclorama) والذي يقع في مبنى دائري مبني خصيصًا في متحف ثون للفنون في (Schadau Park) نظرة حميمة على الحياة في مدينة ثون في أوائل القرن التاسع عشر.
قلعة أوبرهوفن
قرية أوبرهوفن الجميلة على ضفاف البحيرة ليست بعيدة عن ثون تشتهر بقلعتها، حيث كان للقلعة الجميلة بأبراجها الجميلة ذات الأسطح المكسوة بالبلاط ومبنى القرون الوسطى الذي يعود تاريخه إلى حوالي عام 1200 ميلادي العديد من المالكين المختلفين على مر القرون، وفي عام 1844 ميلادي تم شراؤها من قبل الكونت البروسي ألبرت دي بورتاليه من نوشاتيل كمقر صيفي لعائلته، وأعاد ترميم القلعة مما أعطاها مظهرها العصري.
في عام 1954 ميلادي تم تحويل القلعة من الداخل إلى متحف يعرض تاريخ سكانها السابقين، ويمكن الحصول على مناظر رائعة للبحيرة والجبال من غرفة التدخين الشرقية في الجزء العلوي من البرج، وتتميز كنيسة القلعة بجداريات تعود إلى القرن الخامس عشر بينما تطل الحدائق ذات الطراز الإنجليزي على جبال الألب في بيرنيز.
في النهاية تعد مدينة ثون مزيجًا ناجحًا من الجبال والبحيرات بالإضافة إلى المباني التاريخية والمعاصرة، ومدينة ثون صاخبة وفي نفس الوقت هادئة، وتتراوح الثقافة هنا من الغريب إلى الكلاسيكي، وتعد المدينة بوابة بيرنيز أوبرلاند نقطة انطلاق مثالية للعديد من الرحلات والمغامرات.