“Khiva City” ويطلق عليها اسم “خوارزم”، والتي تقع في منطقة خوريزم في أوزبكستان، وتعتبر واحدةً من أكثر مدن طرق الحرير سلامةً في العالم، وإحدى أجمل الأماكن السياحية فيها، حيث تعتبر أول مدينة تراث عالمي لليونسكو في آسيا الوسطى.
تاريخ مدينة خيوة
وفقاً للأدلة الأثرية، كانت مدينة خيوة موجودةً في وقتٍ مبكر من القرن السادس الميلادي، ولكن تم تسجيلها لأول مرة في القرن العاشر من قبل مسافرين عربيين، وفي القرن السادس عشر أصبحت عاصمةً لخانة خيوة، وأصبحت المدينة معروفةً كمركزٍ تجاري على طريق الحرير، وخلال هذا الوقت، بدأت المدينة في إدارة سوق العبيد الصاخب الذي استمر لعدة قرون، وفي عام 1740م، غزا نادر شاه من بلاد فارس المنطقة وجعل من خيوة جزءاً من الإمبراطورية الفارسية، وفي نهاية المطاف، أعادت خانية خوارزمون نظامها قبل أن يستسلموا للسوفييت في عام 1924م.
وفي القرن التاسع عشر، تم تقسيم خيوة إلى قسمين: إتشان كالا (المدينة الداخلية) وديشان كالا (المدينة الخارجية)، حيث كانت إتشان كالا تقف على ارتفاع 10 أمتار من جدران القلعة، والتي دمرت وأعيد بناؤها عدة مرات خلال تاريخها، وداخلها كان المكان الذي أقام فيه الخانات، وجنباً إلى جنب مع رجال الدين وكبار المسؤولين والتجار الأغنياء.
عاش الحرفيون والناس العاديون في ديشان كالا، واليوم تشبه إتشان كالا إلى حدٍ كبير متحفاً في الهواء الطلق، مع وجود أكثر من 50 معلماً تاريخياً منتشراً حولها، وإنها لمحة رائعة عن كيف كانت تبدو مدينة شرقية نموذجية في العصور الوسطى في الماضي، كما يوجد أكثر من 350 منزلاً داخل إتشان كالا، حيث لا يزال حوالي 2600 شخص يعيشون هناك.
المعالم الأثرية في مدينة خيوة
1. مئذنة “Kalta Minor”
واسمها يعني “مئذنة قصيرة”، والتي تم بناؤها بين عامي 1851 و1855م أثناء حكم محمد أمين خان، حيث كان للخان حلماً لعرض قوة خاناته، وأراد بناء مئذنة بارتفاع 80 متراً، حيث تتجاوز مئذنة كاليان الشهيرة في بخارى، ولسوء الحظ، قُتل في معركة قبل اكتمال البناء، تاركاً وراءه مئذنة غير مكتملة على ارتفاع 29 متراً، وتتميز المئذنة بزخارفها الرائعة على يد أمهر الحرفيين في خيوة، حيث لن تجد أي مئذنة أخرى في آسيا الوسطى ذات زخارف زاهية أو ملونة مثل تلك الموجودة على مئذنة كالتا مينور.
2. مدرسة محمد أمين
وكانت تعتبر واحدة من أكبر المدارس الإسلامية في آسيا الوسطى، وفي الوقت الحاضر تم تحويلها إلى فندقٍ يمكن الإقامة فيه خلال فترة الإقامة في المدينة، حيث يعتبر أحد أفضل الأماكن للإقامة وسط المدينة القديمة، كما يوجد يوجد فيه مكتب صرف عملات ومقهى ووكالة سفر مع مكتب تذاكر طيران.
3. مسجد جمعة الخشبي
ويعتبر إحدى أكثر المساجد الفريدة في أوزبكستان، حيث عادةً ما تحتوي المساجد في أوزبكستان على بوابات ومداخل مقوسة وقباب، لكن لا يوجد في مسجد الجمعة أي من هذه الأشياء، وبدلاً من ذلك، فإن سماته المميزة هي 218 عموداً خشبياً تدعم سقفه.
وفي الواقع، يمكن أن يتحول مسجد الجمعة هذا تماماً إلى متحف للنحت على الخشب، حيث يعرض جميع أنماط نحت الخشب المختلفة الموجودة في خيوة عبر التاريخ، والعديد من الأعمدة الخشبية مصنوعةً من أشجار اللوز والدردار حول خيوة وتعود إلى القرنين العاشر والحادي عشر والرابع عشر، وبالتجول حول هذا المسجد الهادئ، يمكنك أن ترى كيف تطورت أساليب النحت مع مرور الوقت؛ على سبيل المثال، تحتوي بعض الأعمدة من القرن السادس عشر على أنماط يبدو أنها تحاكي التقنيات القديمة، كما توجد ثلاث فتحات في سقف المسجد تسمح للشمس بلعب عرض ضوئي ساحر بين الأعمدة، حيث يعتبر مكاناً رائعاً لمحبي التصوير الفوتوغرافي.
4. قصر طاش خولي
تم بناء هذا القصر في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وهو موطناً لبعض الديكورات الداخلية الأكثر إسرافاً في خيوة، وكان هذا القصر مقر إقامة الله كولي خان، واسمه يعني “البيت الحجري”، حيث يعرض المجمع أعمدةً خشبية منحوتة رائعة، ويوجد أكثر من 150 غرفة و 9 ساحات في هذا القصر، والتجول بالداخل يبدو وكأنه يبحر في متاهة كبيرة، كما يمكن تجربة المداخل الصغيرة أو الثقوب في الجدران، والتي قد لا تبدو مثيرةً للاهتمام في البداية، لكنها قد تقود إلى بعض الساحات الأكثر روعة.
5. مئذنة إسلام خوجة
وتعتبر أعلى مئذنة في أزوبكستان، حيث يبلغ ارتفاعها 57 متراً، وتم بناء هذا البرج في عام 1910م بأمرٍ من إسلام خوجة (الوزير الأول لخوارج خانات)، وكان يستخدم للدعوة للصلاة وبفضل ارتفاعه المذهل، وقاد العديد من المسافرين إلى المدينة في بداية القرن العشرين، واليوم يمكن تسلقها للحصول على منظرٍ مذهل من الأعلى لخوارزم وما يزيد عن 50 من المعالم التاريخية.
6. قلعة كونا آرك
تم بناء هذه القلعة في القرن السابع عشر، وهي قلب إتشان كالا، حيث كانت القلعة والإقامة السابقة لحكام خيوة، ومن خلال التجوال فيها، يمكن الحصول على نظرةٍ خاطفة على حياة الخانات في الأيام الماضية، ومباشرةً على يمين المدخل يوجد المسجد الصيفي المزخرف بشكل رائع، حيث يمكن رؤية بعض أعمال البلاط الأبيض والأزرق الرائعة، وبجانب المسجد يوجد دار سك العملة، وهو الآن متحفاً يعرض العملات المعدنية والأوراق النقدية التي تم سكها هناك، كما يحتوي المجمع على غرفة عرش وحريم وإسطبلات وسجن، وقاعة استقبال كبيرة مزينة بمزيد من أعمال البلاط المذهلة.
7. ضريح بهلافون محمود
يضم ضريح بهلافون محمود المذهل قبر بهلافون محمود، أحد أكبر أبطال خيوة وقديس المدينة، حيث كان بهلافون محمود رجلاً متعدد المواهب؛ لقد كان شاعراً وفيلسوفاً ومصارعاً بارعاً في آنٍ واحد، حيث تقول الأساطير إنه هزم كل من تصارع ضده باستثناء رجلٍ واحد، علم أنه كان سيُعدم لو خسر، واليوم لا يزال المصارعون الإيرانيون المحترفون يصلون لبهلون محمود قبل المباريات، وقيل إن بهلافون محمود توفي في عشرينيات القرن الثالث عشر ودفن في ورشته.
وبعد أن أطلقوا عليه لقب القديس الراعي، بنى سكان خيوة ضريحاً على قبره في القرن الثامن عشر، وتحول هذا الموقع إلى ضريح، وأصبح مكاناً للراحة لخانات خيوة، حيث يمكن مشاهدة بعض الأمثلة الرائعة للعمارة الفارسية وأعمال البلاط داخل غرف الضريح.
8. قصر إسفنديار
ويطلق عليه قصر نورولباي والذي يقع على بعد 10 دقائق سيراً على الأقدام من مدخل البوابة الغربية لإيتشان كالا، وتم بناء هذا القصر في أوائل القرن العشرين، حيث يعتبر موطناً لكثير من الغرف الفارغة المبنية بمزيجٍ من الطرز الشرقية والغربية، وأثناء التجول في القصر، يمكن مشاهدة الكثير من الزخارف الفائقة والأسقف المطرزة بالذهب والثريات الفخمة، كما يوجد ساحة فناء كبيرة، حيث يمكن للزائر الاسترخاء فيها.