مدينة ريغا في لاتفيا

اقرأ في هذا المقال


نبذة تاريخية عن مدينة ريغا:

هي مستوطنة قديمة لليفز وكورس، ظهرت ريغا كمركز تجاري في أواخر القرن الثاني عشر، كما وجدت السفن البحرية ميناءاً طبيعياً، حيث كان نهر ريدزين يتدفق مرة واحدة إلى دوجافا وهو طريق تجاري رئيسي يشير إلى الشرق والجنوب من عصر الفايكنج، وصل ألبرت من بوكسهوفيدن عام 1199 ومعه 23 سفينة من الصليبيين وأنشأ النظام العسكري لأخوة السيف وأعيد تنظيمه عام 1237 باسم النظام الليفوني وهو فرع من النظام التوتوني.

كانت مدينة ريغا التي تأسست عام 1201 مقراً لأسقفية ألبرت وهو رئيس الأساقفة عام 1253 وقاعدة لغزو أراضي ليفونيا إلى الشمال الشرقي وكورلاند من الغرب وسيميغاليا في الجنوب. وانضمت المدينة إلى الرابطة الهانزية في عام 1282 وأصبحت المركز التجاري المهيمن على الشاطئ الشرقي لبحر البلطيق، كما اكتسب الإصلاح موطئ قدم في ريغا في عشرينيات القرن الخامس عشر، وتم علمنة النظام الليفوني وتم حله مع الاتحاد الليفوني عام 1561.

كانت ريغا لفترة وجيزة دولة مدينة مستقلة، ولكنها انتقلت إلى بولندا في عام 1581 واستولت عليها السويد في عام 1621 ثم استولى عليها بطرس الأكبر في 1709-1010 مع تنازل السويد رسمياً عن المدينة لروسيا بسلام نيستاد عام 1721. واحتفظ النبلاء والتجار الناطقون بالألمانية في ريغا بالامتيازات المحلية في ظل جميع الملكيات، أما في أواخر القرن الثامن عشر كانت المدينة ملاذاً لفكر التنوير. وقام الناشر هارتنوخ بطباعة أطروحات رئيسية للفلاسفة يوهان جورج هامان ويوهان جوتفريد فون هيردر وإيمانويل كانت بالإضافة إلى ترجمات ألمانية لعمل جان جاك روسو.

نظراً لموقعها الاستراتيجي والمناظر الطبيعية الخلابة فقد حكم المدينة من قبل الجميع من السويديين والبولنديين إلى الاتحاد السوفيتي طوال تاريخها. على هذا النحو، فإن العضو السابق في الرابطة الهانزية لديه ماضي رائع لنتعمق فيه مع الكثير من المعالم الأثرية التاريخية الرائعة لاكتشافها.

أبرز المعالم الأثرية في مدينة ريغا:

كنيسة القديس بطرس:

هي أحد أقدم المباني في منطقة البلطيق بأكملها، حيث تم بناء المبنى الرائع المبني من الطوب الأحمر بين القرنين الثالث عشر والسابع عشر، ويعرض مجموعة واسعة من الطرز المعمارية مع عرض عناصر الباروك والعمارة القوطية والرومانية، كما تقع كنيسة القديس بطرس شديدة التقشف وغير المصقولة من الداخل على بعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام من العديد من المعالم السياحية الأكثر أهمية في المدينة.

بالإضافة إلى معلم آخر معروف جداً وميزة بارزة في أفق المدينة هو البرج الذي يبلغ ارتفاعه 123 متراً والبرج فوق كنيسة القديس بطرس الذي يقع في قلب المدينة القديمة، ومن هذا البرج يمكننا الاستمتاع بأفضل المناظر لشوارع المدينة القديمة.

نصب الحرية:

تم تشييد النصب التذكاري للحرية عام 1935 لإحياء ذكرى أولئك الذين فقدوا حياتهم خلال حرب الاستقلال في لاتفيا ويرمز إلى سيادة البلاد واستقلالها. في حين أن تمثال الحرية الذي يتصدر النصب الذي يبلغ ارتفاعه 42 متراً قد يجذب انتباه معظم الناس، فإن النقوش البارزة في الأسفل هي الأكثر أهمية؛ وذلك لأن المنحوتات المنحوتة بشكل معقد تصور مشاهد مختلفة من تاريخ وثقافة لاتفيا، على الرغم من أن السوفييت فكروا في تدميرها إلا أن نصب الحرية ذو المظهر الملحمي لا يزال قائماً أمامنا اليوم.

كاتدرائية ريغا:

تعد كاتدرائية ريغا وهي أكبر كنيسة من العصور الوسطى في منطقة البلطيق بأكملها وواحدة من أكثر المعالم شهرة ليس فقط في العاصمة ولكن في البلد ككل، كما تم بناؤها في عام 1211، وهي تعرض بعض العمارة الباروكية والقوطية والعمارة والفنون الرومانية المبهجة مع ميزات هانزية مدرجة أيضاً هنا وهناك. في حين أن كاتدرائية القبة كما هي معروفة تضم برجاً رائعاً وريشة طقس، كما توجد مناطق الجذب الرئيسية في الداخل عضو الأنبوب على سبيل المثال يحتوي على 6768 أنبوباً مذهلاً، بينما يمكن العثور على المقابر المزخرفة والمنبر المنحوت بشكل رائع حول الصحن.

ألبرتا إيلا:

سُمي هذا الشارع على اسم المطران ألبرت الذي قيل أنه أسس ريغا على طول الطريق في عام 1201، كما أن هذا الشارع الجميل والخلاب هو موطن للعديد من المباني الأكثر إثارة للإعجاب على طراز فن الآرت نوفو في المدينة، وتم تشييد المنازل في الغالب بين عامي 1901 و1908، وتعرض بعض التصاميم المذهلة مع زخارف نباتية ومنحوتات وشخصيات أسطورية منقطة على واجهاتها، بينما تم تصميم العديد منها بواسطة ميخائيل آيزنشتاين، وإن البعض الآخر مثل متحف الفن الحديث من تصميم كونستانتين بيكسينز، مع إدراج العديد منها الآن على أنها إثار حكومية.

بيت الرؤوس السوداء:

تم بناءه في القرن الرابع عشر كنقابة مكونة من التجار والحرفيين في ريغا الذين انضموا إليهم من قبل مجموعة من مزودي الولائم تسمى الرؤوس السوداء كان معظمهم من أصل ألماني، وقد اجتمعوا معاً لحماية حقوقهم التجارية من جهود القراصنة واللصوص. المبنى جميل بشكل مذهل بواجهة معقدة وملونة والثريات الكريستالية ومجموعات الأسلحة والدروع والزجاج الملون وشعار الرؤوس السوداء  والمعروضات التاريخية.

تم قصف منزل الرؤوس السوداء إلى قطع صغيرة من قبل النازيين خلال الحرب العالمية الثانية وأعيد بناؤه بعناية واهتمام بين عامي 1996 و1999، أما الآن يبدو أكثر فخامة من ذي قبل مع تماثيل رائعة وزخارف متقنة تغطي واجهته الحمراء الزاهية. كما تم تشييد المبنى الأصلي على طول الطريق في ثلاثينيات القرن الثالث عشر واستخدم لإيواء التجار غير المتزوجين ومالكي السفن. على هذا النحو كان مركزاً مهماً للأعمال والتجارة في المدينة، وهو بلا شك أجمل مبنى في ريغا بأكملها.

المدينة القديمة:

مدينة ريغا القديمة هي واحدة من أفضل المراكز التاريخية المحفوظة والأكثر سحراً في أوروبا، حيث يقع مباشرة على ضفاف نهر دوجافا هنا في المدينة القديمة ستجد أقدم المباني في ريغا والمعالم التاريخية والأثرية والمعالم الثقافية. تُعرف متاهة الأزقة الصغيرة والممرات المرصوفة بالحصى باسم فيكريغا عند السكان المحليين، وهي رائعة لاستكشافها لأنها تؤدي إلى كاتدرائيات وكنائس عمرها قرون وقصور أنيقة وساحات جميلة.

في حين أن العديد من المباني تضررت أو دمرت خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن الغالبية العظمى منها لا تزال في حالة جيدة، كما يقع بعيداً بين هذه المجموعة الرائعة من أثار العصور الوسطى توجد مقاهي ومطاعم وبارات صغيرة جميلة، هذا جزئياً ما يجعل ريغا ممتعة للغاية للزيارة مثل المزيج القديم والجديد معاً بسلاسة في المدينة الهانزية السابقة.

ساحة دار البلدية:

على الرغم من تدميرها خلال الحرب العالمية الثانية إلا أنها يكاد تكون من المستحيل معرفة ذلك، حيث أعيد بناء ميدان تاون هول بشق الأنفس ويظهر الآن كما بني منذ قرون. يسيطر عليها بيت الرؤوس السوداء الرائع الذي يصطف على جانب واحد منها، كما يوجد في قلبها تمثال رائع لرولاند وهو فارس أسطوري في العصور الوسطى، كان يشير إلى أن المكان كان مجانياً ويتمتع بامتيازات معينة. في حين أن معظم مباني الساحة جميلة للغاية وجذابة، فإن متحف لاتفيا يبرز بالتأكيد إلى حد ما لأنه يقع في مبنى قبيح إلى حد ما يعود إلى الحقبة السوفيتية. إلى جانب ذلك هناك الكثير من الهندسة المعمارية الجميلة القديمة والعديد من المعالم الأثرية والأجواء المفعمة بالحيوية لتستمتع بها.


شارك المقالة: