مدينة زاباروجيا في أوكرانيا

مدينة زاباروجيا هي واحدة من المدن التي تقع في دولة أوكرانيا في قارة أوروبا، وهي مدينة صناعية كبيرة في جنوب غرب أوكرانيا إنها ليست فقط مرتعًا للنباتات والمصانع الضخمة، ولكنها أيضًا منطقة ذات قيمة تاريخية، ومن القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عش كانت المدينة مركزًا إداريًا للقوزاق الزابوريزهيين المشهورين، ومع ذلك فإن أي شخص مهتم بالتعرف على الأحداث الماضية سيكون مفتونًا.

خورتيتسيا هي أكبر جزيرة على نهر دنيبرو، إنها منطقة ترفيهية فريدة من نوعها ومعقل القوزاق والمحمية الطبيعية، وهنا يكتشف المسافرون الفضوليون بقايا المنشآت الدفاعية العسكرية كورين (الوحدات الإدارية للقوزاق) والآثار الأخرى التي تجعلهم يشعرون بروح الفروسية، وهناك أيضًا ملاذات حجرية قديمة بالإضافة إلى متحف تاريخ القوزاق الزابوري، وتعتبر الأشهر الأكثر دفئًا مثالية لزيارة المجمع الثقافي حيث إنه مغطى بالخضرة المورقة.

وبغض النظر عن مشاهدة المعالم السياحية فمن الممكن للزائر كذلك حضور عرض لا يصدق في المجمع التاريخي والثقافي في (Zaporizhian Sich)، ومقابل رسوم دخول تبلغ 100 غريفنا فقط (4 دولارات) سيجد الزائر نفسه مفتونًا بهذا العرض الملون، حيث يتقاتل القوزاق الذين يرتدون الملابس التقليدية الأوكرانية بالسيوف ويؤدون الحيل ويمتطون الخيول، ومسرح الخيول الفريد من نوعه هذا المسمى (Zaporozhian Cossacks) يعيد بالفعل إحياء أوقات الفراغ في القرنين السابع عشر والثامن عشر.

بدأت نقطة التحول في تاريخ هذه المدينة الصناعية في عام 1927 ميلادي عندما قررت السلطات السوفيتية بناء محطة دنيبرو الكهرومائية، لقد خدم أساس المجمع الصناعي المعدني والكيميائي وصناعة الآلات بالكامل في مدينة زاباروجيا، والمبنى الذي يبلغ طوله 1300 مترًا (4265 قدمًا) وارتفاعه 60 مترًا (196 قدمًا) ليس من المعالم السياحية بشكل كبير، ولكنه بكل تأكيد من المعالم الت تستحق المشاهدة خصوصاً في الليل حيث تضيء المحطة بالألوان الوطنية لعلم أوكرانيا الأصفر والأزرق.

متحف Zaporizhia Regional Lore ليس فقط مركزًا ثقافيًا وإثنوغرافيًا للمدينة ولكنه أيضًا نصب معماري وطني، حيث تم تشييده في بداية القرن العشرين وهو تمثيل مذهل للعمارة السوفيتية في أوكرانيا، أما عن المعروضا فيبلغ عدد مقتنيات المتحف أكثر من 100 ألف وحدة تاريخية وحديثة، وهناك معروضات من العصور القديمة وحتى يومنا هذا ولكن الجزء الأكثر إثارة للاهتمام يعرض طريقة حياة القوزاق الزابوروجيان.

تعد منطقة سوتسغورود جزءًا غير عادي من المدينة وقد تم الحفاظ عليها بكل مجدها، إنه قلب المعالم المعمارية النادرة في المدينة من عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي والتي تتميز بأنماط الإمبراطورية الستالينية، والتحفة الحقيقية هي الحرم الجامعي المتنقل المحلي (مستوصف ومستوصف وصيدلية) والذي يعتبر جوهرة المنطقة، وسوتسغورود هي وجهة جذابة للمسافرين الراغبين في التعرف على خصائص العمارة السوفيتية.

لا شيء يمكن أن يبعث على الاسترخاء أكثر من التنزه في المنطقة الرئيسية بالمدينة، حيث تم تنفيذ شارع سوبورني مثل المركز بأكمله برموز سوفيتية صارمة؛ ومع ذلك فإن العديد من أماكن تناول الطعام العصرية والمتاجر تجعل الشارع يبدو حديثًا ومريحًا، ويجب إيلاء اهتمام خاص لـ (Vezha Kozlinera) منزل من تسعة طوابق يشبه جزءًا من الكرملين في مدينة موسكو.

يعد متحف تاريخ الأسلحة طريقة أخرى لقضاء الوقت خاصة إذا كان الزائر تعب من مشاهدة المعالم الطبيعية، حيث تقدم هذه المجموعة الخاصة المجمعة في ثلاث غرف ومجموعة واسعة من الأسلحة، ومن أسلحة العصور الحجرية إلى آلات الحرب العالمية الثانية، ومن المثير للاهتمام أن المعرض يقع في مبنى متجر أسلحة ديانا والذي يقوم أيضًا بفحص وتقييم واستعادة الأسلحة العتيقة.

يقع متحف (Scythian Stan Open Air) في أعلى نقطة بجزيرة خورتيتسيا  (193 قدمًا) فوق نهر دنيبرو، إنه مجمع تذكاري مشهور يحتوي على قطع أثرية فريدة من نوعها تشبه أعمارها الأهرامات المصرية، وسيجد الزائر العديد من الأشياء الحجرية مثل أحجار الرحى والبكرات ومدقات الحبوب ومدافع الهاون، وفي الوقت نفسه فإن kurgans (تلال الدفن) للسكيثيين والسمريين تشكل التراث الأكثر قيمة في المكان.

افتتحت أبواب متحف (Motor Sich) للطيران في عام 2012 ميلادي ليست بعيدة عن أكبر مؤسسة في العالم لإنتاج محركات الطائرات التي تحمل الاسم نفسه، حيث يعرض مجموعة من محركات الطائرات ذات المكبس والطائرات النفاثة التي تم إنتاجها خلال فترات مختلفة من تاريخ الشركة، وهناك أيضًا معرض للدراجات النارية من الإنتاج الأجنبي والمحلي للقرن الماضي، وخارج المبنى سيجد الزائر عددًا كبيرًا من الآلات العسكرية. في وقت لاحق يمكن الاسترخاء في حديقة قريبة.

يقول السكان المحليون إن خورتيتسيا  هي مدينة النوافير حيث يوجد في كل منطقة زوجان منها، وقد يرى الزائر أشخاصًا يسبحون فيها وذلك لأنها تقليد أوكراني سري، حيث بدأ كل شيء بالاحتفالات العسكرية والحفلات المدرسية والتي كانت تقام دائمًا في الصيف، وفي بعض الأحيان كان الجو حارًا جدًا لدرجة أن الضباط والطلاب أرادوا تجديد نشاطهم فقفزوا في النوافير.

منذ ذلك الحين أصبح من الشائع ملاحظة هذا النوع من النشاط المحلي،لذلك ، لا تفوت فرصتك للانضمام إلى المتعة غير العادية والاسترخاء في نافورة مدينة زاباروجيا.