مدينة زغرب في كرواتيا

اقرأ في هذا المقال


مدينة زغرب:

مدينة زغرب في أوروبا التي يعود تاريخها إلى القرون الوسطى التي تتميز بالتراث الفني والجمال الطبيعي والحياة العصرية، بالإضافة إلى أنها غنية بالمعالم التاريخية والأثرية والكنائس والهندسة المعمارية والمتاحف، كما أنها غنية بالثقافة والتاريخ القديم، وغيرها من المباني المتأثرة بالهندسة المعمارية النمساوية والهنغارية، وتحتوي على مجموعة كبيرة من معالم الجذب التاريخية مثل: كاتدرائية زغرب البديعة التي تعد واحدة من أجمل كاتدرائيات العالم، وكنيسة القديس سانت مارك التي يرجع تأسيسها إلى القرن الثالث عشر، وكنيسة سانت كاترين التي ترجع إلى القرن السابع عشر، والبوابة الحجرية المميزة التي ترجع إلى القرون الوسطى.

مدينة زغرب من المدن التي يوجد فيها خليط من المدينة التقليدية القديمة والمدينة الحديثة المعاصرة، حيث تنقسم المدينة إلى قسمين أساسيين وهما: المدينة العليا وهي الغنية بالعديد من المعالم التاريخية والأثرية الهامة وتوجد على هضبة عالية ويقصدها العديد من السياح للتعرف على تاريخ المدينة، أما القسم الآخر المدينة السفلى وهي المنطقة الأكثر حداثة وتطور وازهار في البلاد وتشتهر بأنها موطن المسرح الوطني الكرواتي واحتوائها على العديد من المتاحف ذات الطراز العالمي.

أين تقع مدينة زغرب؟

مدينة زغرب التي تضم العديد من المعالم الفريدة، تقع في كرواتيا وهي عاصمتها الرئيسية، حيث توجد المدينة على أرض مسطحة في وادي نهر سافا بالقرب من زغرب أبلاند.

تاريخ مدينة زغرب:

مدينة زغرب التاريخية التي انطلقت من مستوطنتين منذ الألفية خلال القرون الوسطى لتصبح مدينة أوروبية، حيث أن الشعوب الحجرية جاءت إلى زغرب من الكلتيين والرومان، لقد بدأت الحياة في المدينة بكيانين منفصلين: كابتول وغرادتش اللتين تمثلان اليوم جورني غراد التاريخي (البلدة العليا)، مبنية حول الكاتدرائية التاريخية في المدينة، لقد كان كابتول مركزاً دينياً، بينما كان غرادتش موطناً للحرفيين والتجار، فالمجموعتان لم تتقابلا وجها لوجه، على الرغم من أنهما لم تكونا متحدتين رسميا باسم مدينة زغرب حتى 1850.

مدينة زعرب هذه المدينة التاريخية وبحسب الاكتشافات فإن المدينة كان أول ظهور لها سنة 1094م وذلك خلال حكم الملك لاديسلاس الأول الذي كان في ذلك الوقت ملك المجر وكرواتيا، ومن ثم أصبحت زغرب مكان لأسقفية تابع للكنيسة الكاثوليكية بروما، في تلك الفترة كانت المناطق المأهولة تقتصر على منطقتين هما كرادك وكابتول وقد أصبحت زغرب عاصمة في عام 1557، وفي عام 1669 أسس اليسوعيون في زغرب أول أكاديمية، وتم تأسيس جامعة زغرب، وفي عام 1776 انتقل مركز الحكومة من فارازدين إلى زغرب.

مدينة زغرب خلال القرن التاسع عشر في سنة 1918 أصبحت مركز علمي وسياسي وأدبي في كرواتيا، كما أن كرواتيا أصبحت في ذلك الوقت طرف من المملكة الجديدة التي كانت تحتوي على سكان من الصرب والكروات والسلوفين وأطلق عليها اسم يوغوسلافيا فيما بعد، التي تميزت بوصول خطوط السكك الحديدية وبناء دوني غراد (البلدة السفلى)، أنشئت شبكة دقيقة من الشوارع الواسعة والساحات الكبرى والحدائق الأنيقة التي يراها المرء في زغرب اليوم، شهدت زغرب انتفاضة في القرن العشرين، فعندما مدت كرواتيا علاقتها مع الإمبراطورية النمساوية الهنغارية في 1918، وشكلتا اتحاداً جديداً مع صربيا وسلوفاكيا ومونتنيغرو، زاد عدد سكان زغرب وازدهرت المدينة.

مدينة زغرب تحت زعامة تيتو رئيس الاتحاد اليوغسلافي عام 1946 أصبحت عاصمة كرواتيا، ولكن بعد وفاة الزعيم تيتو عام 1981 وبوفاته انطلقت شعلة النضال وذلك من أجل الانفصال القومي، حيث أن عام 1991 أعلن البرلمان الكرواتي استقلال كرواتيا رسمياً عن الاتحاد اليوغسلافي، ودخلت المنطقة في الحرب الأهلية بين السلاف والكروات فيما يسمى حرب البلقان، وبعد انتهاء حرب البلقان في العام 1995 وتقسيم الاتحاد اليوغسلافي، أصبحت زغرب العاصمة السياسية والإدارية لجمهورية كرواتيا.

المعالم الأثرية في مدينة زغرب:

1- برج لوترسك:

برج لوترسك الذي يوجد في مدينة زغرب، حيث يعود تاريخ بناءه إلى القرن الثالث عشر الذي يتميز بالطراز الروماني المعماري، حيث تم بناء البرج مع الجرس الذي يعلن إغلاق بوابة المدينة قبل حلول الظلام، حيث كان على أولئك الذين لم يحالفهم الحظ في العودة إلى المدينة في الوقت المحدد البقاء ليلة وضحاها خلف جدار حجري، كما أنه كل يوم يطلق مدفع قديم من البرج مرة واحدة كرمز للعلاقة بين الماضي والحاضر، حيث يتحقق السكان المحليون من ساعاتهم للحصول على هذه اللقطة في المنصة العليا للبرج يمكنك الاستمتاع بمنظر جميل للمحيط ، ويوجد داخل المبنى معرض للمعارض ومتجر للهدايا التذكارية.

2- كاتدرائية زغرب:

كاتدرائية زغرب التي توجد في مدينة زغرب، حيث يعود تاريخ بناءها إلى القرن الثالث عشر التي تعتبر رمزاً مهماً لزغرب، كما أنها تتميز بسماتها الرائعة في شكل مستدقة مزدوجة، سميت الكاتدرائية على اسم العذراء مريم العذراء وتم تكريسها على شرف القديسين ستيبان وفلاديسلاف، في عام 1880 وقع زلزال هنا مما أدى إلى تلف البرجين التوأمين للكاتدرائية، اللذين كان ارتفاعهما 105 أمتار، حيث تم بناؤها لأول مرة على الطراز القوطي وتم ترميمها لاحقًا في العصر القوطي الجديد، أما من  الداخل، تم تصميم الكاتدرائية بمساعدة أساتذة بارزين مثل ألبريشت دورر وهيرمان بول، الكاتدرائية لديها خزينة خاصة بها من الأشياء الثمينة الملابس والأدوات المنزلية والفن الديني.

3- كنيسة القديس مرقس:

كنيسة القديس مرقس التي توجد في مدينة زغرب، حيث يعود تاريخ بناءها إلى القرن الثالث عشر التي تتميز بالسقف الغير معتاد وهو السقف القرميدي الذي يتميز بالألوان الزاهية ويحمل شعارات النبالة والبسالة في التاريخ الكرواتي، حيث تصطف عليه بلاطات متعددة الألوان وتشكل أنماطًا على شكل أذرع زغرب وكرواتيا ودالماتيا وسلافونيا، فقد تم ترميمه عدة مرات، كما يوجد في المنافذ القريبة من المدخل شخصيات الرسل، وكذلك يسوع المسيح العذراء مريم والقديس مرقس، تم تزيين الجزء الداخلي من الكنيسة بأشكال من قبل النحات الشهير إيفان ميستروفيتش واللوحات الجدارية للفنان جوزه كلاياكوفيتش.

4- المتحف الأثري:

المتحف الأثري الذي يوجد في مدينة زغرب الذي يعود تاريخ بناءه إلى عام 1878، حيث يعد موطناً لأكثر من 78 ألف قطعة أثرية لعصور ما قبل التاريخ، إلى جانب مئات القطع الأثرية التي تعود إلى العصور اليونانية والرومانية وفترات العصور الوسطى، وبعض الأثار المصرية ومجموعة رائعة من العملات المعدنية، في الحديقة في المتحف يمكنك رؤية المعالم الحجرية التي تعود إلى العصر الروماني هذه المجموعة مفتوحة يوميًا.

5- متحف مدينة زغرب:

متحف مدينة زغرب الذي يوجد في مبنى قديم يعود تاريخ بناءه إلى عام 1650، حيث أنه يحاكي تاريخ المدينة من القرن الثامن قبل الميلاد حتى يومنا هذا، جنبا إلى جنب مع الاكتشافات الأثرية، في متحف مدينة زغرب يمكنك رؤية مجموعة من الموسيقي من إعداد إيفان غيررسدورفر، وكذلك التعرف على المواد التي تبين زيارة قام بها البابا إلى المدينة في عام 1994.

6- بارك ماكسيمير:

بارك ماكسيمر التي توجد في مدينة زغرب، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1794، وهي حديقة التي تعتبر الأكبر في المدينة، حيث تحتوي هذه الحديقة على العديد من البحيرات الصناعية والزجاجات المفتوحة والبساتين الخضراء، كما يوجد في الحديقة حديقة حيوانات التي تضم العديد من أنواع الحيوانات من مختلف أنحاء العالم، وكذلك الحديقة النباتية التي تأسست عام 1889 هنا يمكنك رؤية حوالي عشرة آلاف ممثل عن عالم النباتات.

7- المسرح الوطني الكرواتي:

المسرح الوطني الكرواتي الذي يوجد في مدينة زغرب، الذي يعود تاريخ بناءه إلى عام 1895م، وهو من أهم المعالم في المدينة، حيث يتميز المسرح بالبناء المعماري على الطراز نيوبارروك وروكوكو مع وجود قُبة كبيرة في الخلف وقُبتين صغيرتين في المقدمة، وكذلك يمتاز بتصميمه الداخلي الرائع الذي يلفت الانتباه ويُثير إعجاب الزوار، وذلك لما يضمه من أعمال فنية فريدة، ويقام بهذا المسرح العديد من عروض الأوبرا و الباليه والدراما الجميلة، حيث تم تصميمه بواسطة مهندسين معماريين من فيينا وهم هيرمان هيلمن وفرديناند فيلنز.

8- المتحف الكرواتي للتاريخ الطبيعي:

المتحف الكرواتي للتاريخ الطبيعي الذي يوجد في مدينة زغرب، الذي يوجد في قصر أماديو الذي يعود تاريخ بناءه إلى القرن الثامن عشر، حيث يحتوي على العديد من القطع الأثرية والتراثية الرائعة، التي تصل تقريباً إلى 2.5 مليون قطعة، تشمل القطع الأثرية التي توجد داخل هذا المتحف، المعادن المتنوعة من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى مجموعة واسعة ومثيرة من علم الحيوان، التي توثق العديد من النباتات والحيوانات الرائعة، كذلك يوجد الكثير من الاكتشافات من الحفريات الأثرية المحلية، فهي تجربة ثقافية ذات طابع خاص.

9- متحف ميمارا:

متحف ميمارا الذي يوجد في مدينة زغرب، حيث تم تأسيسه من أجل المحافظة على العديد من العناصر المتنوعة من القرون القديمة المختلفة، ومن أهمها القطع الأثرية الهامة من الهند وأمريكا الجنوبية ومصر القديمة وبلاد فارس وبلاد ما بين النهرين والشرق الأوسط والشرق الأقصى والأنكا، وكذلك مجموعة زجاجية كبيرة من أوروبا ودول البحر الأبيض المتوسط، هذا فضلًا عن أثاث من العصور الوسطى ومنحوتات رائعة من اليونان القديمة، والأهم إيواء مجموعة تبرع بها جامع خاص من عصر النهضة.

10- البوابة الحجرية:

البوابة الحجرية التي توجد في مدينة زغرب، التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر في عام 1760، وهي من أهم المعالم الأثرية في المدينة التي تقع في الجزء السفلي من المدينة، حيث تعتبر آخر البوابات الرئيسية للمدينة، حيث تضم البوابة الحجرية الكرواتية لوحة شهيرة للسيدة العذراء مريم واليسوع، لإحياء ذكرى الأثار الهامة بالمدينة تم بناء بها كنيسة صعيرة لإيواء هذه اللوحة الرائعة، التي كانت موضوع الحج منذ ذلك الوقت، ولا يزال مُمكن رؤيتها من خلال استخدام شبكية معدنية.

11- المتحف الاثنوجرافي:

المتحف الاثنوجرافي الذي يوجد في مدينة زغرب، الذي يتميز بوجود مجموعة ضخمة من القطع الأثرية الرائعة التي يقدر عددها بحوالي 400000 قطعة عظيمة، بالإضافة إلى الموميات المصرية والمزهريات اليونانية المثيرة، ومن أهم المعالم البارزة التي يضمها المتحف، هي رأس بلوتيلا، والعديد من العملات المعدنية المميزة، والقطع الأثرية الرومانية واليونانية والبيزنطية والحديثة، كما يضم المتحف الاثنوجرافي بزغرب، مجموعة مميزة من المعروضات التي تبرز تاريخ كرواتيا الثقافي من المجوهرات والسيراميك والذهب والمنسوجات والآلات الموسيقية والأزياء الراقية والأزياء الشعبية التقليدية المميزة.


شارك المقالة: