مدينة غالواي في إيرلندا

اقرأ في هذا المقال


نبذة تاريخية عن مدينة غالواي:

تم تسجيل غالواي لأول مرة في عام “1124” عندما تم بناء حصن هناك، ولكن المدينة تأسست في القرن الثالث عشر، أما في 1170-1171 غزا الإنجليز إيرلندا الشرقية، وفي عام 1232 استولى بارون ريتشارد دي بيرغ على هذه المنطقة وأنشأ بلدة وبعد عام 1270 تم بناء الجدران حول غالواي.

في عام 1396 مُنحت غالواي ميثاقاً تمنح سكان المدينة حقوقاً معينة، حيث كانت غالواي منطقة ملكية، ثم في عام 1484 حصلت على رئيس بلدية وبحلول ذلك الوقت ربما كان عدد سكان غالواي حوالي 3000 نسمة، بالنسبة لنا لن تبدو أكثر من قرية، ولكن وفقاً لمعايير الوقت كانت مدينة متوسطة الحجم لقرون، كما سيطرت 14 عائلة معروفة باسم قبائل غالواي على غالواي، وعادة ما يأتي العمدة والمواطنون البارزون من هذه العائلات ال14 وكانوا عائلات آثي وبليك وبودكين وبراون ودارسي ودين وفرنش وفونت وجويس وكيروان ولينش ومارتن وموريس وسكريت.

كانت غالواي في العصور الوسطى ميناءً هاماً وكان الاستيراد الرئيسي هو النبيذ وشملت الصادرات الصوف والجلود، ولكن المواطنين البارزين في غالواي كانوا بالتأكيد إنجليز في آدابهم وعاداتهم، أما في القرنين الرابع عشر والخامس عشر فقد الملوك الإنجليز السيطرة تدريجياً على إيرلندا باستثناء دبلن ومنطقة بالي المحيطة بها، ومع ذلك كانت غالواي إلى حد كبير جزيرة إنجليزية.

أبرز المعالم الأثرية في مدينة غالواي:

قلعة مينلو:

تعتبر قلعة مينلو أطلالاً خلابة لقلعة من القرن السادس عشر، لكن هدوء محيطها يخفي تاريخها الغني والمؤلم الذي يكتنفه الغموض والفولكلور، كما كانت القلعة موطناً لعائلة بليك التي عاشت هناك من 1600 إلى 1910، حيث وصفت عائلة بلايكس بأنها أغنى عائلة في غالواي في عام 1592؛ لأنها كانت تمتلك ممتلكات واسعة في مقاطعة مايو وكلير وجالواي.

بمرور الوقت طورت الأسرة القلعة مضيفة قصراً يعقوبياً إلى البرج القديم في القرن السابع عشر، واعتادت قابلة محلية لعائلة بليك أن تحكي قصة أنها أثناء رحلة ليلية إلى القلعة سمعت موسيقى الجنيات ورأت الجنيات ترقص في حلقة خرافية في حقل قريب، أما في عام 1910 اجتاح حريق القلعة وأودى بشكل مأساوي بحياة ابنة اللورد والليدي بليك المريضة إليانور وخادمتين ولم يتم العثور على أي أثر لجثة إليانور.

تم تدمير المبنى وتدمير جميع محتوياته وهناك فقط الجدران المغطاة باللبلاب والتي لا يزال من الممكن رؤيتها اليوم، حيث بقيت واقفة، كما تعتبر قلعة مينلو معلماً أثرياً معروفاً جداً.

كنيسة القديس نيكولاس:

سانت نيكولاس هي أكبر كنيسة أبرشية في العصور الوسطى في إيرلندا تستخدم باستمرار كمكان للعبادة في قلب حياة غالواي التي يعود تاريخ الأقسام المبكرة للكنيسة إلى عام 1320، على الرغم من أن التقاليد تخبرنا أن القديس نيكولاس قد بني على أنقاض هيكل قديم، وقد يتضمن جزء من الجدار الجنوبي للمبنى بعضاً من هذه المواد السابقة، كما يقال أن كريستوفر كولومبوس صلى هنا عام 1477، وهي كنيسة غنية بالتاريخ القديم.

قلعة لينش:

هي مثال صارخ على منزل محصن من العصور الوسطى، ويبلغ ارتفاع القلعة أربعة طوابق بنوافذ منحوتة ومزخرفة بالغرغول وزخارف وأفاريز مزخرفة وبنيت من قبل عائلة لينش القوية للحماية من الغارات، وقد تعود أجزاء من المبنى المصنوع من الحجر الجيري إلى القرن الرابع عشر، ولكن الجزء الأكبر منه تم بناؤه في القرن السادس عشر. كانت عائلة لينش من أصل أنجلو نورمان وهي واحدة من 14 قبيلة قوية حكمت غالواي.

كانت العائلة مؤثرة وبرزت بشكل بارز في تاريخ غالواي، أما في عام 1493 شنق جيمس لينش فيتزستيفين عمدة مدينة غالواي آنذاك ابنه بتهمة قتل بحار إسباني، حيث يمكن رؤية شعار لينش على واجهة المبنى بالإضافة إلى شعارات النبالة لهنري السابع وفيتزجيرالد في كيلدير، وتم إضافة ملحق كبير في عام 1808 وأضيف مدخل منحوت في عام 1933.

تل القديس أوغسطين:

تل القديس أوغسطين الآن مقبرة فورثل الذي يعود تاريخه إلى عام 1589 بأمر السير ويليام فيتزويليام بإعدام أكثر من 300 رجل من الأرمادا الإسبانية بقطع الرأس. وارتكب فيتزويليام جرائم القتل هذه نتيجة عدم العثور على الذهب أو الفضة في حوزة البحارة، وفي وقت لاحق من عام 1602 تم بناء حصن هنا بعد الهزيمة الكارثية للقوات الأيرلندية والإسبانية في معركة كينسيل بأوامر من الملكة إليزابيث الأولى.

وكان الغرض من الحصن حماية المدينة وميناءها مع السيطرة على مواطنيها أيضاً، وتم تفكيك الحصن من قبل سكان البلدة في عام 1643 خوفاً من أعمال انتقامية ضد سكان البلدة الكاثوليك والموالين للملكية من قبل قائد الحامية البروتستانت والمؤيد للبرلمان. كما اعتبر السكان الكاثوليك المحليون الموقع مقدساً وبدأوا تدريجياً في استخدامه كمكان للدفن في القرن الثامن عشر.

أما اليوم توجد لوحة على الجدار الحدودي الشرقي تخلد ذكرى أعظم جريمة قتل جماعي في تاريخ غالواي، وتم تشييد النصب التذكاري في عام 1988 وهناك أقدم سلاح مشاة البحرية في العالم، وقد كُتب فقط باللغتين الإيرلندية والإسبانية.

دار القضاء ومجلس المدينة:

تم بناء محكمة المقاطعة في عام 1818 وحظيت بالكثير من الإشادة لتصميمها وهندستها المعمارية الرائعة التي تعود إلى القرون الوسطى، والذي كان يستخدم في الأصل كمحكمة. أما في عام 1901 أصبحت قاعة المدينة والمسرح والسينما العرضية، وتم استخدامه مؤخراً كسينما، ولكنه يضم الآن مسرح مسرح تاون هول وهو أشهر مسرح في المدينة.

كيروانز لين:

واحدة من أرقى ممرات العصور الوسطى في غالواي وتقع في ما يُشار إليه الآن باسم الحي اللاتيني وتحتوي على العديد من الأثار من العمارة في القرنين السادس عشر والسابع عشر، ويقع في وسط المنطقة التي كانت في الأصل داخل أسوار المدينة وسمي على اسم كيراونز وهي إحدى قبائل غالوايز الأربعة عشر والعائلات التي حكمت المدينة لعدة قرون، حيث تم تجديد المنطقة بشكل كبير على مر السنين وأعادت إحياء قلب وسط مدينة غالواي التاريخي.

القوس الإسباني:

يقع القوس الإسباني على الضفة اليسرى لنهر كوريب، وهو أحد جواهر غالواي التاريخية ويعود تاريخه إلى عصور ما قبل العصور الوسطى، كما تم بناء القوس الإسباني في عام 1584، ولكنه امتداد لجدار المدينة النورماندي الذي يعود للقرن الثاني عشر والذي يمتد من برج مارتن إلى ضفة النهر، وكان يؤوي جنوداً كانوا يراقبون ويضعون المدافع على السطح.

شيده ويليام مارتن العمدة الرابع والثلاثين لمدينة غالواي وكان يعرف لأول مرة باسم رأس الجدار، ولكنه عرف فيما بعد بإسم القوس الإسباني، كما يُعتقد أن هذه التسمية الخاطئة تشير إلى التجارة السابقة مع إسبانيا والغاليون الإسبانية، والتي غالباً ما ترسو هنا، أما في عام 1755 تم تدمير القوس الإسباني جزئياً بسبب تسونامي، وفي القرن التاسع عشر أضافت عائلة آير امتداد المشي الطويل. حتى عام 2006 كان القوس يضم متحف مدينة غالواي، والذي انتقل الآن إلى موقع جديد على بعد 50 ياردة خلف مبنى المتحف الأصلي.

بلدة أثينري:

تقع بلدة أثينري التي تعود للقرون الوسطى على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من وسط مدينة غالواي مع جدرانها الستارية الأصلية التي لا تزال سليمة والأبراج والخندق المائي الذي يمكن رؤيته بوضوح كمعلم، كما تأسست المدينة في عام 1284 وهي المكان الوحيد في إيرلندا، حيث ظل هذا النظام الفريد من تحصينات العصور الوسطى سليماً، وتعتبر قلعة أثينري مثيرة للإعجاب بشكل خاص وهي أقدم مبنى متبقي في المدينة.


شارك المقالة: