مدينة كوبنهاغن في الدنمارك

اقرأ في هذا المقال


نبذة تاريخية عن مدينة كوبنهاغن الدنماركية:

أسسها الفايكنج فى القرن العاشر كقرية صغيرة لصيادى الأسماك، كما يعود تاريخ كوبنهاجن إلى أول مستوطنة في الموقع في القرن الحادي عشر، ومنذ منتصف القرن الثاني عشر ازدادت أهميتها بعد أن أصبحت في حيازة الأسقف أبسالون، وتم تحصين المدينة بسور حجري خلال القرن الثالث عشر، وساهم الميناء والإمكانيات الممتازة لصيد سمك الرنجة في نمو وتطور كوبنهاغن إلى مركز تجاري مهم، حيث تعرضت لهجوم متكرر من قبل الرابطة الهانزية، حيث أصبح الألمان على دراية بتوسعها، أما في عام 1254 حصلت على ميثاقها كمدينة تحت قيادة الأسقف جاكوب إرلاندسن.

تم توسيع المدينة بشكل كبير في عهد كريستيان الرابع من الدنمارك بعد تتويجه في عام 1596 من خلال إضافة مناطق مدينة جديدة وتحصينات حديثة مع أعمال الحفر والمعاقل، وكلف الملك المهندسين المعماريين والحرفيين الألمان والهولنديين ببناء صروح رائعة مصممة لتعزيز مكانته، وبحلول وقت وفاة كريستيان الرابع في عام 1648  أصبحت كوبنهاغن الحصن الرئيسي والميناء البحري في الدنمارك، وشكلت المدينة إطاراً لإدارة المملكة الدنماركية وكمركز للتجارة في شمال أوروبا.

خلال الفترة ما بين 1658-1659 صمدت أمام حصار شديد من السويديين تحت حكم تشارلز العاشر ونجحت في صد هجوم كبير، أما في عام 1728 ومرة ​​أخرى في عام 1795 دمرت المدينة حرائق كبيرة دمرت معظم جزء من القرون الوسطى من المدينة، وفي عام 1801 خاض أسطول بريطاني بقيادة الأدميرال باركر معركة كبرى، وهي معركة كوبنهاغن مع البحرية الدنماركية في ميناء كوبنهاغن، وخلال هذه المعركة قام اللورد نيلسون بوضع التلسكوب بغض النظر حتى لا يرى إشارة الأدميرال باركر لوقف إطلاق النار.

عندما قصفت قوة استكشافية بريطانية كوبنهاغن في عام 1807 من أجل السيطرة على البحرية الدنماركية، وبالتالي حرمانها من الخطط الفرنسية الناشئة لغزو بريطانيا، حيث تعرضت المدينة لأضرار كبيرة وقتل المئات من الناس، كما كان السبب الرئيسي للدمار الهائل هو أن كوبنهاغن اعتمدت على خط دفاعي قديم أصبح عديم الفائدة تقريباً بسبب سفن القصف طويلة المدى وبطاريات الهاون التي استخدمها البريطانيون، ولكن لم يتم افتتاح أسوار المدينة حتى خمسينيات القرن التاسع عشر للسماح ببناء مساكن جديدة حول البحيرات التي تحد نظام الدفاع القديم إلى الغرب.

لقد طال انتظار هذه الزيادة الهائلة في المساحة ليس فقط لأن الأسوار القديمة كانت قديمة كنظام دفاعي، ولكن أيضاً بسبب سوء الصرف الصحي في المدينة القديمة، قبل هذا كان يسكن وسط كوبنهاغن التاريخي ما يقرب من 125000 شخص، وبلغت ذروتها في تعداد عام 1870 حوالي 140،000، أما في عام 1901 توسعت كوبنهاغن بشكل أكبر، حيث ضمت مجتمعات تضم 40000 شخص، بالإضافة إلى المدينة غنية بالعديد من المعالم الأثرية والمباني التاريخية القديمة.

أبرز المعالم الأثرية في مدينة كوبنهاغن:

قصر كريستيانسبورج:

هو من أبرز المعالم الأثرية في المدينة الذي يعود تاريخ بناءه إلى القرن الخامس عشر في عام 1167، وقد تم بناءه مكان قلعة قديمة من العصور الوسطى، كما شهد بناء القصر ثلاثة عصور، فقد كان في البداية قلعة، ومن ثم أصبح مقراً لإقامة ملوك الدنمارك عام 1794 ومن ثم أصبح مقراً للبرلمان في عام 1849، والقصر مبنى على نمط الباروك الجديد، وهناك العديد من الحفريات الموجودة تحت القصر، والتي تظهر بقايا قلعة أبسالون والتي كانت أول القلاع المبنية في الموقع ويقع أمام القصر تمثال كرستيان التاسع.

لا يزال البيت الملكي يستخدم عدة أجزاء، على الرغم من أنه لحسن الحظ فإن الكثير مفتوح للجمهور، احتل الموقع الذي شيد فيه المطران أبسالون أقدم تحصينات المدينة عام 1167، وتم اكتشاف أنقاض قلعة الأسقف وقلعة العصور الوسطى عندما كان القصر الحالي قيد الإنشاء، أما الآن القصر يعتبر القصر مركز للقوى الثلاثة العليا في الدنمارك فهو مركز لكل من السلطة التنفيذية والتشريعية والسلطة القضائية.

البرج الدائري:

وهو مبنى بارتفاع 36 متراً تم تشييده كمرصد عام 1642، ويضم الآن مجموعة صغيرة متصلة بالفلكي الدنماركي الشهير تايكو براهي، أما المنصة التي يتم الوصول إليها من خلال منحدر حلزوني عريض، كما من الأعلى مناظر بانورامية رائعة على المدينة، وعامل جذب جديد هو الأرضية الزجاجية التي ترتفع 25 متراً فوق سطح الأرض، حيث يمكنك النظر إلى قلب القلعة.

قصر أمالينبورغ:

هو من القصور التي بنيت كمنازل للنبلاء الذي يعود تاريخ بناءه إلى عام 1760، ولكن تم الاستيلاء عليه من قبل العائلة المالكة بعد حريق في كريستيانسبورج عام 1794، كما أخذ القصر اسمه من الملكة صوفي أمالي التي أقامت ملاذاً صيفياً فخماً في الموقع، أما الآن فهو القصر الشتوي للعائلة الملكية في الدنمارك يقع في مدينة كوبنهاغن، كما يتكون من أربع واجهات متطابقة جميعها مبنية على طراز الروكوكو، كما يحتوى على فناء مثمناً ويقع في وسطة تمثالاً ضخماً لمؤسس أمالينبورغ الملك فريدريك الخامس وهو يمتطى خيلاً.

 قلعة روزنبرج:

هي من أعظم الكنوز في البلاد التي يعود تاريخ بناءها إلى عام 1693 من قبل كريستيان الرابع كمقر له للمتعة، كما سكنتها العائلة المالكة حتى عام 1720، وبعد ذلك استخدمت كمنتجع صيفي، وقد أصبحت القلعة ومحتوياتها متحفاً في عام 1838، أما في الطابق السفلي توجد جواهر التاج الدنماركية والشعارات الملكية، ومن الأمور ذات الأهمية الخاصة غرفة ماربل وغرفة استقبال الباروك وقاعة الفرسان مع عرش التتويج المستخدمة بين 1871 و1940، بالإضافة إلى مفروشات روزنبورغ الشهيرة التي تزين الجدران منذ 1693 والخزف الرائع أيضاً في المعرض والعديد من المقتنيات الأثرية الأخرى.

تمثال حورية البحر الصغيرة:

هي الشعار الرسمي لكوبنهاجن التمثال البرونزي الذي ابتكره إدوارد إريكسن عام 1913، حيث أنه مبني على فكرة من إحدى حكايات هانز كريستيان أندرسن الخيالية، والتي تحكي قصة حورية البحر التي خرجت ذات مرة من أعماق البحر؛ لأنها وقعت في الحب الأمير، وبما أن الأمير لم يرد بالمثل فقد اضطرت لمغادرة العالم البشري والعودة مرة أخرى إلى البحر، بالإضافة إلى أن التمثال من أبرز المعالم الجاذبة للزوار والذي يطل على الواجهة البحرية.

حديقة الحيوان:

هي واحدة من أقدم وأكبر حدائق الحيوان في أوروبا، والتي تأسست عام 1859، كما تحاكي العبوات المحيط الطبيعي للحيوانات قدر الإمكان، هنا يمكننا مشاهدة الدببة القطبية والفقمات والأسود والحيوانات الأخرى التي تتغذى، أما عند المدخل يوجد برج مراقبة، والمعروضات المفضلة هي بحيرة الطيور مع اللقالق والبجع وبيت الزواحف وبيت القرد وعرين الأسد وغيرها، وتحظى حاوية الفيل المصممة من نورمان فوستر بأهمية خاصة، حيث تقع حديقة الحيوان إلى الغرب من كوبنهاغن على بعد أكثر بقليل من ثلاثة كيلومترات من وسط المدينة.


شارك المقالة: