مدينة لوسرن في سويسرا

اقرأ في هذا المقال


مدينة لوسرن هي واحدة من المدن التي تقع في دولة سويسرا في قارة أوروبا، حيث تعد مدينة لوسرن مدينة صغيرة جميلة في قلب سويسرا عبر البحيرة من ألتدورف، بالإضافة إلى كونها مكانًا رائعًا للزيارة في حد ذاتها تعد مدينة لوسرن قاعدة رائعة يمكن من خلالها استكشاف المواقع السويسرية الشهيرة مثل (Mount Rigi وRütli Meadow).

موقع مدينة لوسرن

تقع مدينة لوسرن التي تعد البوابة إلى وسط سويسرا على بحيرة لوسرن داخل بانوراما جبلية رائعة، وبفضل معالمها الجذابة وعرض التسوق الجذاب والأجواء الجميلة على ضفاف البحيرة وجبال الرحلات الاستكشافية القريبة من (Rigi وPilatus وStanserhorn)، تعد المدينة وجهة للعديد من مجموعات السفر والأفراد في رحلتهم عبر وسط سويسرا.

تعتبر مدينة لوسرن أول مدينة تنضم إلى الاتحاد السويسري وهي مدينة صغيرة جميلة تتمتع بصناعة سياحة مزدهرة، ويرجع ذلك أساسًا إلى وضعها كبوابة لوسط سويسرا، حيث أصبحت المدينة مركزًا للتاريخ والأسطورة السويسرية، والسياحة في مدينة لوسرن لها تاريخ مميز يعود إلى منتصف القرن التاسع عشر ومن بينهم مارك توين، وفي (A Tramp Abroad) يتذكر تجارة الهدايا التذكارية الناشئة وغيرها من الأمثلة الناشئة عن تجارة السياحة.

أهمية مدينة لوسرن

تشتهر مدينة لوسرن بشكل خاص بجسورها الخشبية، واليوم يمتد جسر تشابل من المدينة الجديدة على الضفة الجنوبية لنهر ريوس إلى راتوسكواي في المدينة القديمة التي تعود إلى العصور الوسطى متعرجًا أثناء مروره ببرج المياه المثير للإعجاب، ويعتبر معلم مدينة لوسرن أقدم جسر مغطى في أوروبا، وتم بنائه في عام 1332 ميلادي وكان في الأصل جزءًا من تحصينات المدينة، وتحتوي اللوحات المصورة التي تم دمجها في القرن السابع عشر على مشاهد من التاريخ السويسري بالإضافة إلى تاريخ مدينة لوسرن بما في ذلك السير الذاتية لقديسي المدينة الراعين سانت ليوديغار وسانت موريس.

برج المياه في مدينة لوسرن هو بناء قوي وجذاب، حيث تم بناء هذا البرج الثماني من أكثر من 34 مترًا (111.5 قدمًا) حوالي عام 1300 كجزء من سور المدينة، واستخدم كأرشيف وخزانة وسجن وغرفة تعذيب، واليوم الطابق الأوسط هو موطن لمقر جمعية لوسرن للمدفعية.

وفي هذه الأثناء كانت مستعمرة جبال الألب سويفت تجثم تحت السطح منذ عقود، وعندما تعود هذه الطيور بالأبيض والأسود من موطنها الشتوي في إفريقيا، فإنها تعيد فصل الربيع إلى مدينة لوسرن، وعند التدفق الخارجي لنهر ريوس تم بناء سد إبرة تاريخي، حيث تم بناؤه عام 1860، وهو ينظم مستوى المياه في البحيرة، وتفتخر المدينة القديمة القريبة بقاعة بلدية يعود تاريخها إلى أواخر عصر النهضة بالإضافة إلى الكنيسة اليسوعية وهي أقدم كنيسة باروكية في سويسرا.

نشأت مدينة لوسرن

تأثر تطور مدينة لوسرن وتاريخها بشدة بموقعها الجغرافي في وسط سويسرا، حيث تقع في الطرف السفلي من بحيرة لوسين بين جبال الألب ذات الجبال العالية والطرق الممرية ووسط الأراضي السويسرية، وقد تم تحديد مدينة لوسرن لتكون مركزًا للتجارة (مثل زيورخ وجنيف)، وبسبب التجار المتنقلين كان التأثير الأجنبي (خاصة الإيطالي) قويًا بشكل خاص، حيث جعلت سهولة الوصول إلى المعالم الطبيعية في وسط سويسرا من مدينة لوسرن وجهة سياحية مهمة.

أصول مدينة لوسرن ليست واضحة تمامًا، حيث يميل المؤرخون إلى الاعتقاد بأن الاسم مشتق على الأرجح من (Luciaria) وهي كلمة قديمة تعني سلة (Weir-basket)، وإذا كان هذا صحيحًا فقد بدأت مدينة لوسرن كقرية للصيادين، وفي عام 750 تم إنشاء دير تم تكريسه للقديس ليوديغار بالقرب من قرية لوسرن الأصلية (هوفكيرش اليوم).

وفي القرن التاسع أصبح دير القديس ليوديغار تابعًا لدير مورباخ (الألزاس)، وتم ذكر جسر فوق نهر ريوس لأول مرة في عام 1168 ميلادي، ومن غير المعروف ما إذا كان هناك جسر في المدينة من قبل، وتعتبر مدينة لوسرن كسوق ذات أهمية محلية فقط ومع ذلك حتى تم افتتاح طريق سانت جوتهارد التجاري في القرن الثالث عشر، وفي عام 1178 ميلادي تم تعيين كاهن في كنيسة القديس بطرس (الكنيسة التي تحمل اسم تشابل بريدج) لرعاية سكان مدينة لوسرن.

بين عامي 1230 و1240 ميلادي سمحت تقنية جديدة لتعليق المنصات الخشبية في الصخور شديدة الانحدار بالتغلب على وادي شولينن، وتفتح الطريق لممر سانت جوتهارد الذي يربط بحيرة منطقة لوسرن بمدينة ميلانو بإيطاليا، ومنذ ذلك الحين كان الطريق ذو أهمية كبيرة في حركة المرور التجارية والعسكرية بين ألمانيا وإيطاليا.

ويمكن الآن نقل البضائع بالبغال عبر الممر وشحنها بقوارب كبيرة نسبيًا في بحيرة لوسرن، حيث أصبحت مدينة لوسرن كونها المدينة الوحيدة على البحيرة سوقًا مهمًا وتوفر سعة تخزين للبضائع، حيث تنمو التجارة عبر ممر سانت جوتهارد الجديد بسرعة وتجعل من مدينة لوسرن مكانًا هامًا في السوق في القرن الثالث عشر.

أفضل الأشياء للقيام بها في مدينة لوسرن

مدينة لوسرن القديمة

فيما يتعلق بالأماكن التي يجب زيارتها في مدينة لوسرن، حيث يبدأ معظم الناس بقضاء بضع ساعات في التنزه حول المدينة القديمة الملونة، حيث أن مدينة لوسرن القديمة جميلة بمبانيها القديمة وجسورها وأزقتها الضيقة المرصوفة بالحصى وساحات العصور الوسطى الرائعة، ويمكن للزائر رؤية الواجهات المطلية الجميلة ونوافذ أوريل لمباني العصور الوسطى ولا سيما تلك الموجودة حول (Weinmarkt) وهي ساحة جذابة.

بالإضافة إلى كونها مكانًا رائعًا لبدء مشاهدة معالم مدينة لوسرن تعد المدينة القديمة أيضًا مكانًا جيدًا للمجيء لقليل من التسوق حيث تمتلئ المنطقة بالمحلات التجارية والبوتيكات والمقاهي، كما يوجد أيضًا بعضًا من أفضل المطاعم في لوسرن، ويوجد جميع المنتجات السويسرية الشهيرة مثل الساعات وسكاكين الجيش والشوكولاتة، بالإضافة إلى مجموعة من الهدايا التذكارية الأخرى، وتعد مدينة لوسرن القديمة أيضًا موطنًا لعدد من المتاجر الكبرى والعلامات التجارية المعروفة عالميًا مثل (H&M وFossil).

جسر تشابل

يعد جسر تشابل (Kapellbrücke) أحد أشهر الأشياء التي يمكن رؤيتها في مدينة لوسرن، حيث تم بناء جسر المشاة الخشبي هذا في عام 1333 ميلادي ويعبر نهر رويس ويربط المدينة القديمة بالضفة اليمنى

جسر سبروير

بالإضافة إلى جسر تشابل في مدينة لوسرن يعد جسر سبروير أحد الأماكن التي يمكن رؤيتها في لوسرن، حيث تم الانتهاء من جسر (Spreuer) في عام 1408 ميلادي كجزء من تحصين المدينة، وعلى عكس جسر تشابل نجا جسر سبروير في مدينة لوسرن من حريق عام 1993 ميلادي لكن لوحاته أكثر قتامة وأكثر كآبة كما يوجد اللوحات التي تمثل الموت.

في النهاية مع بنية تحتية من الدرجة الأولى ومجموعة متنوعة من الفنادق فإن مدينة لوسرن في قلب سويسرا لا تترك شيئًا مرغوبًا فيه، حيث تفتخر المدينة بمراكز أحداث متعددة الوظائف مثل مركز لوسيرن للثقافة والمؤتمرات الذي صممه المهندس المعماري النجم جان نوفيل، وعدد كبير من الفنادق ذات البنية التحتية الحديثة، وبفضل موقعها الرائع على ضفاف البحيرة وقمم جبال الألب القريبة بما يكفي للمس تعد المدينة نقطة انطلاق مثالية لدعم البرامج وفعاليات المختلفة.

المصدر: كتاب "دراسات في جغرافية المدن" للمؤلف د. أحمد على إسماعيلكتاب "جغرافية المدن" تأليف د. جمال حمدان سنة النشر: 2008كتاب " جغرافية المدن بين الدراسة المنهجية والمعاصرة، سنة النشر: 2016كتاب " جغرافية السياحة" للمؤلف مجيد ملوك السامرائي


شارك المقالة: