“Myra” وتعتبر إحدى أهم المدن التاريخية في تركيا، حيث كانت ذات يوم عاصمة للشعب الليسي، كما تعد إحدى الأماكن السياحة الرائعة فيها، حيث تحتوي على الكثير من المقابر الليسية المثرة للاهتمام.
تاريخ مدينة ميرا
يعود تاريخ مدينة ميرا إلى قبل القرن الأول قبل الميلاد، حيث تم تأسيسها على سهل غريني خصب، لذلك كانت الزراعة على الأرجح صناعةً مهمة في المنطقة، وتم ذكر ميرا في العهد الجديد: لأن القديس بولس قام بتغيير القوارب في ميناء أندرياكي بالمدينة في طريقه للمحاكمة في روما حوالي عام 60 بعد الميلاد، كما كان القديس نيكولاس أسقفاً في الكنيسة المحلية في أوائل القرن الثالث، حيث دمر العديد من المعابد الجميلة في المدينة، بما في ذلك المعبد العظيم المخصص للإلهة أرتميس إليوثيرا (إلهة الأم القديمة في الأناضول)، في محاولةٍ للقضاء على الوثنية في السكان.
وكانت المدينة موطناً لأكبر مسرح في ليقيا، مع 38 صفاً من المقاعد، يمكن أن يستوعب المسرح اليوناني الروماني الضخم 12000 شخص، لكن لسوء الحظ، تم تدمير المسرح الأصلي من قبل زلزال عام 141 بعد الميلاد، ولكن تم إعادة بنائه لاحقاً من قبل أفراد أثرياء من المجتمع، ويحتوي المنحدر الرأسي حول المسرح على عشرات من المقابر الصخرية المنحوتة بشكلٍ معقد.
والتي كانت تضم في يومٍ من الأيام بقايا أبرز مواطني ميرا، واعتقد الليقيون أن المتوفى يجب أن يشعر بأنه في منزله في أماكن استراحتهم الأخيرة، لذلك تم طلاء هذه المقابر بألوانٍ زاهية من الأحمر والأزرق والأصفر، لقد تلاشى الطلاء بمرور الوقت، لكن المقابر ملفتةً للنظر على الإطلاق، حيث يعود تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وقد تم تزيين معظمها بمشاهد جنائزية منحوتة أو مشاهد تصور الحياة اليومية للمتوفى.
قتل طاعونٌ رهيب ثلث سكان ميرا في 542 إلى 543 بعد الميلاد، كما تسببت الغارات على المدينة والفيضانات والزلازل في خسائرها، وتم التخلي عن المدينة التي كانت مزدهرةً في يومٍ من الأيام بحلول القرن الحادي عشر.
المعالم الأثرية في مدينة ميرا
تقع مدينة ميرا على قاعدة منحدرٍ صخري، وقد تم بناء قبور مزخرفة بشكلٍ رائع في الصخر وفوقها، وعلى قمة الجرف توجد قلعة بيزنطية مدمرة، حيث يرفرف العلم التركي فوق أنقاضها، كما يتميز الموقع المثير للإعجاب بجدرانٍ دفاعية سميكة، بالإضافة إلى مدرج تم ترميمه إلى حدٍ كبير وقبر الأسد، أو قبر ملون، مع 11 شخصية بالحجم الطبيعي مصورةً على الجدران الداخلية، وتناثرت حول الموقع صخور كبيرة بنقوشٍ حيوانات ووجوهٍ بشعة.
كانت مدينة ميرا ذات يوم موقعاً أكبر بكثير يحتوي على المعبد الفخم للآلهة أرتميس إليوثيرا، ولكن تم تدميره في القرن الرابع بعد الميلاد، في زمن القديس نيكولاس الذي سعى لإزالة كل أثر للوثنية من الأرض، تقع كنيسة القديس نيكولاس في دمرة، وقد كانت تستخدم في السابق كمكان للراحة للقديس وتستضيف الآن متحفاً صغيراً.
على الرغم من عدم وجود سجل تاريخي لميرا قبل القرن الأول قبل الميلاد، يُعتقد أن المدينة الكبرى هي من بين 6 مدن رئيسية في الاتحاد الليسي، وتقع جميع المدن الخمس الأخرى في جنوب غرب تركيا، بين مدينة أنطاليا الحديثة والمدينة الملتوية؛ مدينة ميناء فتحية، حيث يمكن زيارة “Xanthos” و “Patara” و “Tlos” و “Pinara” و “Olympos” من أي من هذه المواقع، وبعضها متصلاً بأول مسار للمشي لمسافاتٍ طويلة في تركيا، وهو “Lycian Way”.
