مدينة نيبور الأثرية في العراق

اقرأ في هذا المقال


“Nippur ancient city” وتسمى ب “النفار” وهي مدينة قديمة في جنوب شرق العراق، والتي لعبت دوراً مهيمناً في الحياة الدينية لبلاد ما بين النهرين، حيث كانت تعتبر أهم مركزاً دينياً في سومر في الألفية الثالثة والثانية قبل الميلاد.

تاريخ مدينة نيبور

تقع مدينة نيبور الأثرية في منطقة الفرات الأوسط في العراق على تلٍ أثري كبير يبلغ ارتفاعه ستين قدماً وعرضه ميلاً واحداً، حيث بدأت في عصر ما قبل التاريخ (حوالي 5000 قبل الميلاد)، واستمرت حتى حوالي 800م في العصر الإسلامي، حيث تحتفظ المدينة بسجلٍ أثري لا مثيل له يمتد لأكثر من 6000 عام ويحمل شهادةً استثنائية للتقاليد الثقافية السومرية والأكادية والبابيلية.

وفي عصر بلاد ما بين النهرين، كانت المدينة تلعب دوراً مهماً في تطوير الحضارة الأولى في العالم، حيث كانت مقر عبادة الإله السومري إنليل “الرب الريح” حاكم الكون، والمركز الديني لسومر في الألفية الثالثة والثانية قبل الميلاد، وكانت المدينة مقدسة بشكلٍ مميز، وتعتبر مهمةً منذ امتلاك ضريح إنليل، حيث أدى تمركز المعابد وغياب هيئة حاكمة علمانية بالبنية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، إلى نجاتها من العديد من الحروب، وسقوط السلالات التي جلبت الدمار إلى مدنٍ أخرى.

وفي عصر بلاد ما بين النهرين، كانت المدينة تقع على نهر الفرات، ومرتبطةً بهذا الممر المائي بمراكزٍ حضرية مهمة أخرى أعلى النهر وأسفله، وكان موقع نيبور في المركز الجغرافي لبابل، عاملاً رئيسياً في تطورها خلال الألفية الرابعة والثالثة، وبلغ حجم نيبور أكبر حجم له خلال فترة أور الثالثة، حيث امتدت إلى أكثر من 135 هكتاراً ووصل عدد سكانها إلى 40 ألفاً.

وازدهرت مدينة نيبور في استيعاب الحضارة البابلية في إمبراطورياتٍ أكبر، مثل الإمبراطورية الأخمينية الفارسية وإمبراطورية الإسكندر الأكبر، وفي مرحلتها الأخيرة، قبل التخلي عنها حوالي 800 بعد الميلاد، كانت نيبور مدينة إسلامية نموذجية، يوجد فيها مجتمعات أقلية من اليهود والمسيحيين، وفي وقت هجرها، كانت المدينة مقر الأسقف المسيحي، لذلك كانت لا تزال مركزاً دينياً بعد فترةٍ طويلة من نسيان إنليل.

السياحة في مدينة نيبور

تعتبر مدينة نيبور إحدى أهم المدن الأثرية القديمة في العراق، حيث تحتوي على عدة طبقات من المستوطنات الحضارية التي تمتد من 5000 قبل الميلاد إلى حوالي 800م، وكانت تعتبر المركز الديني لبلاد ما بين النهرين لعدة آلاف من السنين، حيث تم العثور على العديد من الاكتشافات الأثرية.

وقد تم إغلاق نيبور أمام الزوار منذ 2018، لكن المرشدين السياحيين اتخذوا الترتيبات مع المنظمة التي تساعد في الحفاظ على الموقع وإجراء المزيد من الحفريات مع مفتشي الآثار بالديوانية، حيث كانت هذه المجموعة الرائعة من علماء الآثار، ترحب بالزوار للقيام بجولةٍ في الموقع القديم.

ويمكن الاستمتاع برؤية معبد إكور من مسافةٍ بعيدة، حيث يمكن أخذ جولة فيه والتعرف على تاريخ المدينة وأهميتها الدينية وإنجازاتها الحضارية؛ كالمكتبة والصيدلة وقوانين القانون والنص المسماري، والحساب وعلم الفلك، كما يمكن الاستمتاع بالذهاب إلى متحف الملك غازي للمناظر الطبيعية والتعرف على التاريخ القديم لبلاد الرافدين وسماع زقزقة العصافير وصوت الكلاب.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: