مدينة نيقوسيا في قبرص

اقرأ في هذا المقال


مدينة نيقوسيا:

مدينة نيقوسيا التي تتميز بجمعها بالعديد من ملامح الإمبراطوريات والممالك المختلفة التي تعود للعصور البرونزية وحتى عصرنا الحالي، كما أنها عاصمة قبرص العظيمة، وهي مدينة عريقة التي جمعت حصيلة حضارات عديدة مرت عليها التي تركت العديد من المعالم الأثرية المختلفة، حيث أن المدينة تنقسم إلى قسمين، القسم التركي في الشمال، والقسم اليوناني في الجنوب، وهي تعتبر آخر العواصم المقسمة في قارة أوروبا، ومن عوامل الجذب السياحي للمدينة كونها مركزاً تجارياً ومالياً مشهوراً على مستوى العالم، وتحظى نيقوسيا ببنية تحتية قوية قادرة على استيعاب الكثير من المشاريع التنموية، وفرصة مواتية للعديد من رجال الأعمال حول العالم.

أين تقع مدينة نيقوسيا؟

مدينة نيقوسيا التاريخية التي عبرت على أراضيها العديد من الحضارات المتنوعة على مر الزمن، حيث تقع في قبرص وهي العاصمة الرئيسية لقبرص، كما تقع في وسط البحر الأبيض المتوسط، كما تعد مدينة نيقوسيا من أكبر مدن جزيرة قبرص وأكثرها تمركزاً للسكان، ومن الجدير بالذكر أن مدينة نيقوسيا هي بمثابة رأس المال لقبرص واستطاعت أن تنال درجة عالية من التطور في مجال التجارة ورجال الأعمال لما يتوفر فيها العديد من البُنى التحتية لمشاريع ناجحة.

تاريخ مدينة نيقوسيا:

مدينة نيقوسيا القبرصية الرائعة التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي تحديداً في القرن 7 قبل الميلاد، حيث أنها كانت مركز لأهم الحضارات التاريخية وهنا سنجد العديد من المعالم التي تعود إلى الرومانيين والبيزنطيين والفرنكيون والإيطاليين والعثمانيين البريطانيين في البلدة القديمة التي تقع بقلب المدينة، حيث أنها كانت مأهولة بالسكان منذ 2500 عاماً، وكانت تدعى قديماً ليدرا، وأصبحت عاصمة قبرص عام 965 بعد أن تم تدمير العاصمة السابقة سلاميس من قبل الغارات العربية عام 647، حيث وقعت المدينة وباقي مدن قبرص تحت الحكم البريطاني عام 1878، وفي عام 1960 حصلت قبرص على الاستقلال.

مدينة نيقوسيا التي عرفت بعدة أسماء خلال تاريخها الطويل ولكن بقيت على اسمها منذ أن حكمها الملوك اللوسينيون أسموها نيقوسيا، حيث كانت المدينة تحت سيطرة البندقية في عام 1489 وقبل ذلك كانت مقر لملوك لوزبنيان عام 1192، ولكنها في عام 1571 وقعت تحت حكم الأتراك، وقد خلفت هذه الحضارات العديد من الأثار التي ما زالت باقية حتى يومنا هذا شاهدة على تاريخ هذه المدينة مثل بقايا الحصون والمتاحف البندقية، كما أنها عانت الكثير من المآسي والحروب والكوارث الطبيعية، وتعرضت لحريقٍ هائلٍ في عام 1857م، الذي دمر قسماً كبيراً منها.

أهم المعالم الأثرية في مدينة نيقوسيا:

1- بيوك خان:

بيوك خان الذي يوجد في مدينة نيقوسيا الذي يعود تاريخ بناءه إلى العصر العثماني، حيث كان الهدف من بناءه بأن يكون مكان لاستقبال الغرباء القادمون إلى المدينة وهو من أجمل المباني في المدينة، حيث كان يضم مسجداً وساحةً تضم نافورة مياه تستخدم للوضوء، وبعد خضوع المنطقة للاحتلال الإنجليزي تحول خلالها الخان من مكان لاستقبال الوافدين والغرباء إلى سجن، أما الآن فقد أصبح الخان مزار سياحي وثقافي يضم الكثير من المعارض وورش الصناعات اليدوية ومحلات بيع الهدايا والتذكارات ومقاهي للزائرين.

2- بوابة كيرينيا:

بوابة كيرينيا الموجودة في مدينة نيقوسيا حيث يعود تاريخ بناءها إلى عام 1567 من قبل الإيطاليين، وهي من أجمل المعالم الأثرية في المدينة، التي تتميز بالتصميم والزخارف الرائعة والتي تحاكي تاريخ البلاد القديم، حيث كانت موصولة بسور كبير كان مبني حول المدينة ولكن السور تم تدميره وحافظت البوابة على شكلها حتى وقتنا الحالي.

3- شارع ليدرا:

شارع ليدرا الذي يوجد في مدينة نيقوسيا هو من أجمل المعالم في قبرص وفي نيقوسيا تحديداً، حيث يعتبر رمز تاريخي لثورة الشعب ضد الهجوم الإنجليزي، كما أن له قيمة كبيرة لدى القبارصة اليونانيين والأتراك حيث شهد الكثير من العمليات الفدائية، حيث أنه عندما تم فصل شطري العاصمة نيقوسيا عام 1963 لتصبح آخر عاصمة مقسومة في العالم، وحدث ذلك في شارع ليدرا الذي قسم الشارع إلى قسمين بواسطة الجدار، واستمرت المفاوضات بين القسمين تحت رعاية الأمم المتحدة إلى أن تم إزالة الجدار وعادت عاصمة نيقوسيا موحدة وتم إزالة هذا الجدار.

4- متحف دير كيكوس:

متحف دير كيكوس الذي يوجد في مدينة نيقوسيا من أهم الأماكن في المدينة القبرصية ويعود ذلك بسبب احتواءه على العديد من القطع الأثرية والمخطوطات القديمة والمقتنيات النادرة من نوعها التي يقدر عمر بعضها بأكثر من 500 عام، بالإضافة إلى السفن المقدسة.

5- المتحف القبرصي في نيقوسيا:

المتحف القبرصي الموجود في مدينة نيقوسيا، حيث أن المدينة عبارة عن كنز أثري تحاكي التاريخ العريق الذي بدأ من العصر الحجري ولغاية العصر الروماني، وهذا أدي إلى الكشف عن الكثير من الأثار المنتشرة في المدينة، حيث أن متحف قبرص الذي تم تأسيسه عام 1882 خلال الاحتلال البريطاني وهو مبني على الطراز القوطي، حيث يحتوي المتحف على المنحوتات اليدوية وقطع معدنية قديمة وأثرية والمجوهرات والمواد المنزلية التي كانت تستخدم في العصور القديمة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة أخرى من الكنوز التي تم العثور عليها في المقابر اليونانية.

6- مسجد السليمية:

مسجد السليمية الذي يوجد في مدينة نيقوسيا القبرصية حيث يعود تاريخ بناءه إلى عام 1200 ميلادي الذي يعتبر من أقدم المساجد في المدينة، كما أنه يتميز بفن العمارة القوطية، حيث كان مبنى مسيحي في الأصل حيث كان يصمم ليكون كنيسة ولكن البناء لم يكتمل، وتحول بعد الغزو العثماني إلى مسجد، حيث ستجد معالم من الطابع المعماري الخاص بالكنائس ما زال قائماً فيه إلى اليوم ، مثل النوافذ والمسجد يحتوى على مأذنتين مرتفعين بشكل يلفت النظر.

7- قصر هاجيجور جاكيس:

قصر هاجيجور جاكيس الذي يوجد في مدينة نيقوسيا حيث يعود تاريخ بناءه إلى عام 1793 وهو من أجمل المعالم في المدينة الذي يعود للدولة العثمانية، كما أنه يتميز ببنائه من الحجر الرملي المحلي وهو مكون من طابقين ويتميز بالمنحوتات الخشبية المذهلة التي زين بها، كما حصل على جائزة نوسترا الأوروبية نتيجة أعمال الترميم والإصلاح التي شهدها، ويقع المتحف في شارع بطريركو غريغوريو في نيقوسيا.

8- متحف ليفنتيس المحلي:

متحف ليفنتيس الموجود في مدينة نيقوسيا، عند دخولك إلى المتحف سوف تكشف التاريخ العريق التي مرت به المدينة وذلك بسبب احتوائه على العديد من المعروضات التي تعود إلى العصور الوسطى مثل القطع الأثرية والأثاث والنقوش والأزياء وقطع الفخار وغيرها، بالإضافة إلى الصور الفوتوغرافية والتي تدل جميعها على أشكال الحضارة القبرصية على مر العصور، وهي مرتبة من الأحدث إلى الأقدم، ومنها ما يعود إلى 3000 عام قبل الميلاد، ويمكن شراء الهدايا التذكارية والكتب ونسخ من التحف القديمة، كما ينظم المتحف برامج تعليمية خاصة بالأطفال لمختلف الأعمار، وهو يحتوي على مكتبة صغيرة تضم منشورات قديمة تتحدث عن تاريخ نيقوسيا.

9- قصر درويش باشا:

قصر درويش باشا الذي يوجد في مدينة نيقوسيا الرائعة، الذي يعود تاريخه إلى العصر العثماني وهو من أجمل معالم الحضارة العثمانية التي خلفتها في المدينة، حيث يعتبر من أجمل القصور التاريخية تم ترميمه في عام 1981 لأنه كان مهدد للانهيار، وفي عام 1988 تم افتتاحه كمتحف يعرض بعض من أوجه نمط الحياة القبرصية التقليدية كالملابس التاريخية وأواني الطهي وأدوات التطريز والسيوف وغيرها.

10- المتحف البيزنطي:

المتحف البيزنطي الذي يوجد في مدينة نيقوسيا الغنية بالأثار، الذي يتميز باحتوائه على العديد من القطع الرائعة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 1500 سنة، وكانت أول القطع الفنية التي تم وضعها في المتحف هي سبعة شظايا من الفسيفساء كانت قد نهبت من كنيسة الكاناك وتم بيعها في الخارج ولكن تم إعادتها، كما أن هناك 36 من الشظايا التي تتكون من لوحات جدارية يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر كانت قد نهبت من كنيسة القيروان ولكن قد تم إعادتها، كما يضم المتحف إلى 230 أيقونة مزينة يمتد تاريخها من عام 800 إلى عام 1900.

11- بوابه فاماغوستا:

بوابة فاماغوستا التي توجد في مدينة نيقوسيا، حيث يعود تاريخ بناءها إلى عام 1567 التي تتميز بالفن المعماري الضخم والتاريخ القديم، حيث كانت هذه البوابة كحصن دفاعي عن المدينة، التي تعطي لمحة عن تاريخ المدينة العريق وما زالت جدرانها ثابتة وتحافظ على شكلها حتى يومنا.

12- دير الأستاذية:

دير الأستاذية الذي يوجد في مدينة نيقوسيا حيث يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر وهو من الأماكن الأثرية في المدينة، حيث يتميز بالفن المعماري البيزنطي، كما أنه يتكون من كنيسة محاطة بفناء مستطيل وتحيط بها الأديرة من كل مكان، حيث يوفر الدير إطلالات بانوراميه من التلال الطبيعية و أشجار الصنوبر التي تحيط بالمنطقة، أما بداخل الكنيسة ستجد مجموعة من اللوحات الفنية الفخمة بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الرموز و الثريات المذهبة.


شارك المقالة: