مدينة وارسو في بولندا

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة وارسو:

تأسست وارسو في القرن الرابع عشر تقريباً عندما بنى دوقات مازوفيا حصناً في موقع القلعة الملكية الحالية، حيث كان تاريخها صاخباً، كما تحول من العظمة الملكية إلى كارثة مدمرة من خلال المنعطفات المنتظمة، وفي القرن العشرين ازدهرت عاصمة بولندا، ودمرت تقريباً خلال الحرب العالمية الثانية، ثم أعيد تشكيلها بوحشية في ظل الحكم الشيوعي، أما اليوم هي  مدينة ديناميكية تعكس أمة مزدهرة.

ظهرت المستوطنات المحصنة الأولى في موقع وارسو الحديثة في القرنين التاسع والعاشر، أما في عام 1406 تم نقل يانوش عاصمته إلى وارسو، وسارت الأمور على ما يرام لأكثر من قرن حتى توفي آخر دوق مازوفيا بدون وريث عام 1526، حيث كانت المدينة المزدهرة ومازوفيا بأكملها تحت الحكم المباشر للملك في كراكوف وتم دمجها في الأراضي الملكية.

أخذت ثروات وارسو منعطفاً نحو الأفضل بعد توحيد بولندا وليتوانيا عام 1569، عندما صوت مجلس النواب على جعل وارسو مقراً لمناقشاته بسبب موقعها المركزي في الدولة الجديدة الأكبر حجماً، وجاء التكريم النهائي في عام 1596 عندما قرر الملك زيجمونت الثالث وأراد نقل عاصمته من كراكوف إلى وارسو.

لم يكن الغزو السويدي من 1655 إلى 1660 لطيفاً على وارسو، لكن المدينة تعافت واستمرت في التطور، كما أن القرن الثامن عشر فترة تدهور كارثي للدولة البولندية وشهد أكبر ازدهار في وارسو حيث أقيمت ثروة من القصور والكنائس، وازدهرت الحياة الثقافية والفنية، لا سيما في عهد آخر ملوك بولندي ستانيسواف أوغست بوناتوفسكي.

من عاصمة رائعة من القرن السابع عشر إلى الإبادة الافتراضية خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تتمتع وارسو بتاريخ ثري ولكنه مأساوي في كثير من الأحيان، كما تقف القصور الملكية المذهلة في تناقض صارخ مع الكتل الاشتراكية المكونة من الشقق والمعالم الأثرية للآلاف الذين سقطوا خلال معارك القرن العشرين، مما أدى إلى إنشاء مدينة حديثة لا مثيل لها تقريباً في القصص التي ترويها عن الماضي.

تم بناء واجهات المساكن في الأصل بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، وتوفر للمركز التاريخي لمدينة وارسو مناظر شوارع مزخرفة، كما تم تزيينها بلوحات جدارية وبوابات حجرية وهي تصطف في السوق، بالقرب من هذه الساحة يوجد صف آخر من المنازل ذات الواجهات المزينة بأقبية وأروقة حجرية، كما يوجد على حافة المدينة القديمة بالقرب من القلعة، حيث تم دمج سلسلة من المنازل الملونة الصغيرة في النسيج الحضري، إلى جانب القلعة الملكية المطلة على المدينة، هناك أثار أخرى تشكل المجموعة التي أعيد بناؤها، حيث تجمع بين العناصر القوطية وعصر النهضة والباروك.

ملخص تاريخ مدينة وارسو:

  • تأسست وارسو عام 1280 على يد دوقات مازوفيا، كما أقاموا قلعة حتى يتمكنوا من التحكم في ممر نهر فيستولا كان هذا بمثابة بداية تطور وارسو التي أصبحت عاصمة دوقية مازوفيا في عام 1344.
  • في القرن الخامس عشر أسس الدوقات مقر إقامتهم في وارسو، كما أصبح الدور السياسي للمدينة أكثر أهمية مع تضاعف وظائفها.
  • في عام 1596 تم نقل مقر ملك بولندا من كراكوف إلى وارسو، أعقب ذلك فترة ازدهار ونشاط معماري مكثف.
  • دمر السويديون المدينة وأعيد بناؤها مرتين في عام 1656 وعام 1702، وفي نهاية القرن الثامن عشر كانت واحدة من أكبر المدن في أوروبا.
  • بعد الحرب العالمية الثانية التي دمرت خلالها القوات النازية 85 في المائة من المدينة، وانتفاضة أغسطس 1944، تم إعادة إعمار المدينة عمداً.
  • بحلول عام 1966  أعيد تشييد جميع أثار المدينة القديمة وفقاً لمظهرها بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر.

أبرز المعالم الأثرية في مدينة وارسو:

قصر ويلانو:

هو من أروع المعالم التاريخية في المدينة ومقر ملكي عظيم يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر بتكليف من الملك جان الثالث، الذي يتميز بالطراز الباروكي الإيطالي الفخم، القصر المجيد الملقب بالنسخة البولندية لفرساي من قبل البعض، مليء بالغرف المزينة، والتي تصور الحياة النبيلة كما كانت من قبل، بالإضافة إلى متحف مكتمل بصور جميع ملوك بولندا، كما تسمح الحدائق الشاسعة المحيطة بالقصر للزوار بالهروب من المركز الصاخب للمدينة والتفكير في كيف كانت الحياة في السابق لمن كان يتمتع بامتيازات كافية للعيش في أجمل هذه المنازل.

غيتو وارسو:

هو من أكبر المناطق اليهودية في أوروبا، حيث أنه كان محتل من قبل النازيين بعد انتفاضة غيتو  عام 1943، كما يمكن العثور على بعض المعالم للتاريخ المأساوي في كل مكان فيه، ومن أبرزها النصب الحجري والساحة الأثرية التي تم تحميل اليهود فيها ونقلهم إلى معسكرات الموت، وأيضاً قبر منعزل لمقاتلي الانتفاضة الذين لحقوا حتفهم وهما أهم معلمان، كما يوجد متحف يحاكي تاريخ اليهود البولنديين ويقع خارجه النصب التذكاري لأبطال الغيتو؛ وذلك لإحياء ذكرى الذين سقطوا في الانتفاضة.

نصب الانتفاضة:

يوجد في المدينة العديد من المعالم الأثرية التي تنتشر في جميع أنحاءها لانتفاضة وارسو، ومن أهمها النصب التذكاري وهو على شكل شخصيات أكبير من الحجم الطبيعي تخرج من الأرض وهو مكرس لأولئك الذين قاتلوا وسقطوا أثناء تحرير المدينة، ويوجد هذا النصب في ساحة كراسينسكي بالقرب من المحكمة العليا، ومن المعالم الأثرية الأخرى مثل التمثال المخيف بحجم الطفل الذي يحيي ذكرى الأطفال الذين قاتلوا وماتوا في الانتفاضة الذي يقع في شارع بودويل.

قبر الجندي المجهول:

هو نصب تذكاري تم تشييده بعد الحرب العالمية الأولى للجنود البولنديين المجهولين الذين لقوا حتفهم خلال العديد من الحروب، كما يقع على الجانب الآخر من ساحة واسعة مرصوفة، حيث تحدث فيها متحدثون مشهورون مثل البابا يوحنا بولس الثاني، ويرجع الشكل الغريب للنصب التذكاري إلى أن القبر يقع في الجزء الوحيد المتبقي، مما كان في السابق قصراً كبيراً تم تدميره خلال الحرب العالمية الثانية، كما أن القبر يحرسه دائماً الجنود وهو المكان الذي يأتي فيه البولنديون والأجانب على حد سواء لتقديم احترامهم للقتلى.

القصر الملكي:

هو من أهم المعالم التاريخية في المدينة الذي يعود تاريخ بناءه إلى القرن السادس عشر، ويقع هذا القصر في الساحة الكبيرة عند مدخل المدينة القديمة، وتعود أهميته التاريخية الكبيرة إلى أنه على مذار القرون الطويلة ظل المقر الرسمي لكل الحكام والملوك البولنديين، أما الآن فهو المقر الرسمي للبرلمان البولندي، فهو يمتلئ بعدد كبير من غرف الملوك البولنديين بالإضافة إلى العديد من مقتنياتهم، مع لوحات أصلية شهيرة معلقة على أغلب حوائط القصر، العديد أيضا من جدران القصر تم تزيينها بالأحجار الكريمة الباهظة الثمن بعض منها تم تزيينه بالذهب.

حصن وارسو:

هو من التحصينات التاريخية ذات الشبكة المعقدة المتبقية لغاية الآن، كما يعود تاريخ بناءه إلى القرون الوسطى؛ وذلك من أجل تطويق المدينة وحمايتها من الأعداء، يقع الحصن بين البلدة القديمة والجديدة، ويعد من أهم المعالم الذي يستقطب أعداد كبيرة من الزوار في مدينة وارسو، كما أنه حصن نصف دائري يتميز بالفن المعماري والهندسي الرائع.

قلعة وارسو:

هي من المعالم الأثرية البارزة في المدينة التي يعود تاريخ بناءها إلى القرن الرابع عشر، ويطلق عليها القلعة الملكية، حيث أنها كانت المقر الرسمي لدوقات ماسوفيا للعديد من القرون، وأيضاً كانت هذه القلعة هي المكان الذي تم فيه صياغة أول دستور في أوروبا في عام 1791م، أما اليوم أصبحت بمثابة متحف رائع في وارسو يضم هيكلها وبرجها المميزين، حيث أن تصاميم القلعة كانت مصدر إلهام لمجموعة عديدة من المباني الأخرى في وارسو.

ساحة سوق المدينة القديمة:

ساحة السوق التي تضم العديد من المعالم الأثرية التاريخية في المدينة القديمة التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر، ومن أبرزها تمثال برونزي لحورية البحر وهو يعد رمزاً مهماً للمدينة، كما أن الساحة أكبر مثال للتناسخ؛ وذلك يعود إلى أنه تم تدميرها أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن تم إعادة بناءها بالكامل بعد الحرب بصورة طبق الأصل لما كانت عليه قبل الحرب، وهناك العديد من المطاعم البولندية التي تحيط بهذا المكان، وتشتهر بطعامها البولندي التقليدي اللذيذ، وتُقدم أشهى الأطباق مثل لحم الضأن المشوي وأوراق الملفوف المحشوة الشهية.


شارك المقالة: