ما هي مراحل مجرى النهر؟
إن خصائص النهر تختلف عن بعضها من حيث انحداره وشدة اندفاعه وما يحمله من مواد تكون قد علقت من جزء إلى آخر على طول امتداد مجراه، وقد تم ملاحظة تشابه الأنهار بشكل عام في هذا المجال، مما شجع الباحثين إلى تقسيم مجرى النهر بشكل مرحلي، وقد قام الجغرافي العربي أبو الحسن المسعودي بتقسيم مجرى النهر إلى ثلاث مراحل: مرحلة الشباب، مرحلة النضج بالإضافة إلى مرحلة الشيخوخة، وذلك خلال القرن العاشر الميلادي.
أما الجغرافي ديفز (avis1 “1850-1934م) فقد عمل على تقسيم مجرى النهر من الجهة الفيزيوغرافية إلى عدة مراحل هي: مرحلة الطفولة، حيث يحدث فيها تجمع لمياه الأمطار من مساحة كبيرة خلال مجارٍ صغيرة كثيرة، ثم مرحلة الصبوة ويتبين فيها ملامح المجاري الصغيرة وترتفع قابليتها لتجميع المياه ثم تفريغها، وآخر المراحل هي مرحلة المراهقة وفيها يكون النهر قوي الانحدار وتكثر فيه الجنادل والصخور التي تعترض مجرى النهر والشلالات أي مساقط المياه.
وتلي هذه المرحلة مرحلة أخرى إضافية، حيث يبدأ فيها النهر بتشكيل سهله الفيضي، ويوسع مجراه وتسمى هذه المرحلة باسم مرحلة النضج، وعندما يصل السهل الفيضي إلى أكبر اتساع له وتكثر فيه انحناءات النهر وتتزايد فيضانات النهر على جوانبه، فإنه يكون قد بدأ في مرحلة الشيخوخة، وهكذا نجد أن المسعودي الجغرافي المسلم قد سبق (ديفز) الجغرافي الأمريكي في تقسيم مراحل النهر بتسعة قرون.