اقرأ في هذا المقال
ليس بغريب على بلد الرسول والأرض المباركة التي نقدسها وفيها قبلة المسلمين أن يكون لها مجد وتاريخ الذي خلد عبر العصور هذا التاريخ في هذه البلد العظيمة بلد سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. ومن المعالم الأثرية الموجودة في المملكة العربية (السعودية) وأهمها مسجد التوبة أو المسجد الأثري أو ما يعرفه أهل تبوك بالمسجد النبوي يعود تأسيس المسجد إلى غزوة تبوك في عام 9 هـ، عندما صلى النبي محمد هناك عشر ليالٍ.
تم بناء المسجد لأول مرة في عصر الخلفية الأموية، عمر بن عبد العزيز، حيث تم بناؤه من الطين وسعف النخيل للسقف والحجارة المنحوتة. ثم أعيد بناء المسجد في العهد العثماني عام (1062هـ) الموافق (1651م)، وأعيد بناؤه من جديد في العهد السعودي وأمر بتجديد بنائه على طراز الحرم النبوي الشريف عام 1393 هـ.
موقع وأهمية مسجد توبة:
يحتل “مسجد التوبة” موقعه في المنطقة الوسطى من المدينة القديمة، بالجهة القريبة من قلعة تبوك. على امتداد أشهر سوق في المدينة وهو “سوق الجادة أو شارع فهد بن سلطان”. حيث يقع “مسجد التوبة” بالقرب من طريق الأمير فهد بن سلطان وطريق عثمان بن عفان. المسجد هو النواة الأساسية التي تشكلت منها مدينة تبوك، بأحيائها وأسواقها، وتقع بعض المواقع الأثرية بجوار المسجد، مثل عين السكر التي يرتبط تاريخها بغزو تبوك، حيث مر الرسول فيغسل وجهه ويديه ونفخ عينه بالماء فوجه كل الناس فقال الرسول لمعاذ بن جبل: “يوشك يا معاذ إن طالت بك الحياة أن ترى ما ها هنا قد ملئ جنانا”.
بالقرب من العين تقع قلعة تبوك التي أقيمت في “العصر العباسي“، بعد ذلك أعيد بناؤها في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني عام “967 هـ”، وتجددت هندستها مرات عديدة. بجانب المسجد توجد مقبرة قديمة تعود إلى نفس الفترة من غزو تبوك.
تاريخ مسجد التوبة:
يعتبر المسجد من أبرز المعالم الموجودة بمنطقة تبوك وأشهر مساجدها، وقد اكتسب مكانته نتيجة تجسيد مرحلة تاريخية مهمة تمثلت في معركة تبوك، وجيش العصر الذي شهده. استعد “النبي محمد” في سنة “9 هـ” لمواجهة الجيش الروماني. وتشير المراجع التاريخية إلى أن أصول المسجد تعود إلى معركة تبوك عندما قرر النبي محمد في السنة “التاسعة للهجرة” أن يلتقي بجيش الرومان. بدأ الرسول في استقبال الوفود التي أتت للمصالحة ودفع الجزية لاتخاذ مسجد التوبة مكانًا له، حيث صلى الرسول هناك حوالي عشر ليالٍ لقرب المسجد من مسجد. الجار في ذلك الوقت كان يسمى عين السكر (عين تبوك الآن).
أعمال بناء مسجد التوبة:
ذكر المؤرخون أن أول بناء للمسجد كان في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، عندما كان حاكماً للمدينة، وقد بني من الوحل والعروق وسعف النخل للسطح، وبناء تم تجديد المسجد في العصر العثماني عام “1062 هـ” الموافق “1651 م”، وتم تجديده مرة أخرى في عهد الأتراك عام “1325 هـ”، حيث تم بناؤه من أحجار مشذبة على الطراز الإسلامي. وبقي المسجد على هذا الحال حتى زار الملك فيصل بن عبد العزيز مدينة تبوك كما جاء في موسوعة آثار المملكة، وقيل إنه دخل المسجد وصلى الركعتين لتحية.
ثم أمر المسجد بإعادة بنائه من جديد بشكله الحالي وتجديد بنائه على طراز وتصميمات مشابهة للمسجد النبوي الشريف، وذلك في الرابع من شهر شعبان لسنة “1393 هـ”. بدأ العمل في إعادة بناء المسجد، وأضيف الفناء المحيط به، ودفن البئر المجاور له، وأزيلت المباني القديمة من حوله ومنها مبنى المالية في تبوك سابقاً، بحيث كانت هناك مساحة كبيرة حول المسجد، وأعمال البناء. تم الانتهاء منه عام “1395 هـ”، وبعد الانتهاء من البناء صدر قرار بتعيين إمام المسجد محمد عمر الغبان عام “1398 هـ”. بالقرب من المسجد مقبرة دفن فيها عدد من الصحابة.
في عام “1409 هـ” وجه محافظ تبوك فهد بن سلطان بتحسين المنطقة المؤدية إلى المسجد، وتم تطوير المنطقة المحيطة بالمسجد بالشراكة بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، فرع الوزارة. الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة تبوك وبلدية تبوك. يتسع المسجد حاليا لحوالي ألف مصلي.
وصف المؤرخين لمسجد التوبة:
تداولوا بعض المؤرخيين في كتبهم حول أهمية أو ما يخص من معلومات عن مسجد التوبة. قال ابن رشد في بيانه عن “مساجد غزوة تبوك”: “بنى الرسول صلى الله عليه وسلم مساجد تبوك بين تبوك، والمدينة المنورة حوالي ستة عشر مسجداً أولها تبوك و كان آخرهم من الخشب”. قال ابن إسحاق: عرفت المساجد باسمه. وقد ذكر أمين كتاب الأخبار في مدينة المختار مسجد تبوك حيث قال ابن زبالة: (ويسمى بمسجد التوبة). قال الماطري: وهو من المساجد التي بناها عمر بن عبد العزيز. قال المجد: دخلت فيها أكثر من مرة، وهي عقود مبنية بالحجارة، فنسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، أو دعوتها غير صحيحة.
“اسمه مسجد التوبة أو مسجد تبوك”. وكما تم وصفها من قبل أحد الرحالة الأوائل ومنهم “ابن شجاع المقدسي” عند مجيئه إلى تبوك، فقد قال عنها في السنة النبوية (623 هـ): «أن فيها ماء عين ومسجد يزورونه، وأن الحج يدعو بأوزانهم إلى العرب. من بني عقبة، وأن يمكثوا هناك يومًا ثم يستعدون للمفزة الكبرى.