تعد الآلاف من المعابد المنتشرة عبر سهول باغان أكثر الشهادات إثارة للإعجاب على الولاء الديني لشعب ميانمار والحكام على مر القرون، حيث تتحد لتشكل واحدةً من أغنى المواقع الأثرية في آسيا، وتوفر مناظر لا مثيل لها في أي مكان آخر على وجه الأرض.
تاريخ معابد باغان
تم بناء معابد باغان بين 1000 و 1300 بعد الميلاد، وتعتبر واحدة من مجمعات المعابد الأقل زيارة في جنوب شرق آسيا، وفي ذلك الوقت كان هناك 10000 معبد، لكن الزلازل دمرت الكثير منها على مر القرون، وأحدث منطقة تعرضت لها منطقة باغان الأثرية تضم أبرز المعابد في عام 2016 وما زالت عملية إعادة الإعمار جاريةً فيها.
بدأت مملكة باغان صعودها تحت حكم الملك أناوراتا في القرن الحادي عشر، على الرغم من وجود أعمال بناء في الموقع في القرون السابقة، حيث أدى عاملان إلى نمو باغان السريع؛ أولاً، هزم البورميون مملكة مون المنافسة في معركة تحت حكم الملك أناوراتا، مما سمح له بتعزيز سلطته كحاكمٍ لهم.
ثانياً، اعتنق الملك أناوراتا البوذية وكان بحاجة مفاجئة إلى المعابد والكثير منها، ويُذكر القرن الذي تلاه بأنه العصر الذهبي لمبنى المعبد البورمي، كما حصل باغان على لقب “أرض ألف باغوداس”، وبحلول نهاية القرن الثالث عشر، تم بناء أكثر من 4000 مبنى ديني في وحول المملكة، على الرغم من تضرر العديد من المعابد وتدميرها على يد قوى طبيعية ومن صنع الإنسان منذ ذلك الحين، إلا أن أكثر من 2000 معبد وهياكل أخرى باقية حتى يومنا هذا، لتنافس المواقع الأثرية الأكثر شهرة في أنغكور في كمبوديا المجاورة.
المعالم الأثرية في معابد باغان
تم إدراج معابد باغان كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 2015، وقد تم بناء 3500 من الأبراج التذكارية والمعابد والأديرة بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر وتم إعادة ترميمها بعد اعتماد قانون التراث الجديد للحفاظ عليها، وتعتبر منطقة باغان الأثرية؛ منطقة الجذب السياحي الرئيسية الواقعة حول مدينة باغان القديمة.
وحاولت ميانمار جعل باغان موقعاً للتراث العالمي في عام 1995، لكن المجلس العسكري في ميانمار لم يتبع نصيحة اليونسكو وقام بترميم المعابد بطريقةٍ رديئة، حيث لم يحافظوا على أسلوب التصميم فيها، ولكن بعد رفع القيود عن ميانمار، تم وضعها في القائمة.
تعتبر معابد باغان فريدة من نوعها بين الطرز المعمارية لجنوب شرق آسيا، حيث تتميز بهياكلٍ مركزية مربعة مبنية حول الأضرحة، مع ممراتٍ داخلية مدعومة بأقواس مقببة تشع إلى الخارج مكونةً شكل صليب، كما يشكل الطوب والجص الذي يتم حرقه بالفرن، الجزء الداخلي من المعابد، حيث يعلم علماء الآثار أن الطوب قد صنع خارج باغان وشحنه عبر نهر إيراوادي؛ لأن كل لبنة تحمل طابعاً للقرية التي صنعت فيها، كما يتميز الهيكل الخارجي لأبراج المعابد بأنه مرتفع ومدبب، والقصد من ذلك؛ أن يعكس شكل جبل ميرو، المنزل الأسطوري للآلهة الهندوسية، والذي يعتبره البوذيون أيضاً مركزاً للعالم.
معبد أناندا
معبد أناندا هو إلى حدٍ بعيد أشهر المعابد في باغان، حيث يعتبر أحد أكبر المعابد في باغان ويعتبره البعض تحفة فنية معروفة باسم “دير وستمنستر بورما”، ويتميز المعبد بأنه متماثل تماماً، وجدرانه الخارجية المطلية باللون الأبيض والبرج المذهب يخلقان مظهراً لافتاً للنظر، ويمكن العثور على تماثيل بوذا في كل ركن من أركانه الأربعة.
تم بناء المعبد بأسلوبٍ انتقالي، حيث يتميز بهندسة معمارية مرتبطة بكل من مون والبورمية، مما يعكس الانتقال التاريخي المهم للسلطة من واحدةٍ إلى أخرى، وعلى الرغم من أن معبد أناندا يبلغ من العمر ما يقرب من 1000 عام، إلا أنه ظل قيد الاستخدام المستمر من قبل البوذيين منذ بنائه، ويعتبر رمزاً مهماً للثقافة البورمية.
معبد “Dhammayangyi”
وهو المعبد الأكبر من بين جميع معابد باغان التي شيدت في عهد الملك ناراتو (1167-1170)، الذي صعد إلى العرش بعد قتل والده وأخيه، حيث بنى هذا المعبد على الأرجح بدافع من الذنب والتكفير عن خطيئته.
معبد جودوبالين
تم بناء معبد جودوبالين في أوائل القرن الثاني عشر في عهد “Narapati Sithu” و “Htilominlo”، ويعتبر ثاني أطول معبد في باغان بعد معبد ثاتبيينيو، مع وجود المعبدين في نفس التخطيط، وعلى الرغم من تعرض المعبد لأضرار جسيمة في عام 1975م، فقد أعيد بناء المعبد وترميمه.
معبد ثاتبيينيو
تم تشييد هذا المعبد في عهد ناراباتي سيثو، ويعتبر أطول معابد باغان، حيث يبلغ ارتفاعه 66 متراً، ويعكس هذا المعبد المكون من خمسة طوابق الهندسة المعمارية المبتكرة والأسلوب الفني في باغان، ويعبر عن روح القومية للشعب البورمي، وقد تم تدمير المعبد على نطاقٍ واسع بسبب زلازل 1975 و 2016 وهو يخضع حالياً لإعادة الإعمار.
معبد شويسانداو
بني هذا المعبد في عهد الملك أناوراتا في القرن الحادي عشر، وهو أطول معابد باغان بارتفاع 100 متر، ويتألف من خمسة مدرجات ويحتوي على الشعرات المقدسة لبوذا المسمى غوتاما.
معبد شويزيغون
تم بناء هذا المعبد في عهد الملك أناوراتا وأكمله الملك كيانسيثا، وكان أحد أهم المزارات في باغان، حيث يُعتقد أن هذا الباغودا يحتوي على سن وعظم غوتاما وأربعة تماثيل دائمة لبوذا، وقد تعرض المعبد للتلف والتجديد عدة مرات على مر القرون، حيث تم تغطية الهيكل الحالي بألواحٍ نحاسية.
باغوداس وستوبا
الباغودا، والمعروفة أيضاً باسم الأبراج، وهي عبارةً عن سماتٍ معمارية بارزة أخرى في باغان، بينما تهدف المعابد إلى الترحيب بالمؤمنين، إلا أن الأبراج عادةً ما تكون صلبة وليس لها مدخل، بدلاً من ذلك، غالباً ما يضمون آثاراً مهمة وقطعاً محفوظة من جسد بوذا أو شخصياتٍ بوذية أخرى.