معبد السماء الأثري في الصين

اقرأ في هذا المقال


“Temple of Heaven” ويعتبر إحدى المعالم الأثرية المهمة في الصين، حيث يعتبر المثال الأكثر تمثيلاً لطقوس العمارة الصينية، كما يتميز ببنيته الفريدة وديكوره الرائع، ويعكس تصميمه المتوافق مع هدفه المقدس؛ القوانين الكونية الصوفية التي يعتقد أنها مركزية لعمل الكون.

تاريخ معبد السماء

في العصور القديمة، لم يكن بوسع الناس علمياً فهم وشرح مجموعة متنوعة من الظواهر الطبيعية، مثل حركة الشمس والقمر ودورة الفصول الأربعة والرعد والرياح والأمطار والزلازل وأمواج تسونامي، حيث كانوا يعتقدون أن هذه الظواهر كانت تحكمها “الجنة”، لذلك كانوا يعبدون “إمبراطور السماء”، ولكسب احترام الناس بشكلٍ أفضل لحكمهم وتنظيمهم، يطلق الأباطرة الصينيون على أنفسهم “أبناء الجنة”، كما زعموا أن السماء سمحت لهم بحكم الأرض (الصين)، لذلك، اعتبر الأباطرة في كل سلالة تقديم التضحيات للسماء والأرض أنشطة سياسية مهمة للغاية، وكان معبد السماء نتيجة مزيج من نظام الأسرة الحاكمة والثيوقراطية الكونفوشيوسية.

تم بناء مجمع المعبد في البداية في عام 1420، أثناء قيام إمبراطور يونغلي بإعادة إنشاء بكين كعاصمة للصين، وكانت قاعة الصلاة من أجل الحصاد الجيد هي المبنى الرئيسي في ذلك الوقت، حيث أقام إمبراطور يونغلي مراسم قرابين لعبادة السماء والأرض، وفي عام 1530، وفقاً للفكرة التقليدية للصين القائلة بأن الأرض مربعة ودوران من السماء، أخذ الإمبراطور جياجينغ (الإمبراطور الحادي عشر لسلالة مينج) نصيحة وزيره: “يجب عبادة السماء والأرض بشكلٍ منفصل، وعبادة الجنة عند مذبح دائري والأرض عند مذبح مربع”، وأمر ببناء مذبح التلة الدائرية جنوب قاعة الصلاة، ومذبح الأرض الذي بني خارج بوابة “Andingmen” في شمال مدينة بكين، حيث تم تغيير اسم جزء عبادة السماء من مجمع المعبد رسمياً إلى معبد السماء في عام 1534.

وفي عهد الإمبراطور تشيان لونغ (الإمبراطور السادس لأسرة تشينغ كان 1711-1799)، خضع معبد السماء لعملية تجديد واسعة النطاق، وتم استبدال بعض البلاط المزجج للمباني الرئيسية، وتم توسيع حجم مذبح التلة الدائرية، وفي عام 1900، تم استخدام مجمع المعبد كمركز قيادة مؤقت من قبل الحلفاء الأجانب لهزيمة تمرد الملاكمين، وتم تدمير أجزاء من المباني، وسقط المعبد في الإهمال، وفي عام 1918، تحولت منطقة مجمع المعبد إلى حديقة وافتتحت للجمهور.

المعالم الأثرية في معبد السماء

يعتبر معبد السماء ترتيباً محورياً لمذبح التلة الدائرية في الجنوب مفتوحاً للسماء، مع قبو السماء الإمبراطوري ذي السقف المخروطي إلى الشمال مباشرةً، ويرتبط هذا من خلال طريقة مقدسة مرتفعة إلى قاعة الصلاة الدائرية المكونة من ثلاث طبقات والمسطحة بشكلٍ مخروطي من أجل الحصاد الجيد إلى الشمال، والتي تسمى بقاعة التضحية الكبرى.

وفي هذه الأماكن، قدم أباطرة سلالتي مينغ وتشينغ، بصفتهم محاورين بين الجنس البشري والعالم السماوي، تضحيات إلى الجنة ودعوا من أجل حصادٍ وفير، وإلى الغرب توجد قاعة العفة حيث صام الإمبراطور بعد تقديم الذبيحة، وهو محاطاً بسور مزدوج والجدران من شجر الصنوبر، وبين الجدران الداخلية والخارجية إلى الغرب توجد قاعة إدارة الموسيقى الإلهية والمبنى الذي كان بمثابة إسطبلات للحيوانات القربانية، وداخل المجمع هناك ما مجموعه 92 مبنى قديم مع 600 غرفة، حيث يعتبر أكثر مجمعات بناء القرابين الإمبراطورية إكتمالاً في الصين، وأكبر مجمع مباني موجود في العالم لتقديم التضحية إلى الجنة.

يغطي المعبد مساحة 273 هكتاراً ومبانيه القديمة محفوظةً بشكلٍ جيد، كما احتفظت المناظر الطبيعية في الحديقة والممرات بتصميمها التاريخي، حيث يتم تضمين جميع العناصر اللاَزمة للتعبير عن قيمة الممتلكات داخل حدود منطقة الملكية، وهذا يضمن التمثيل المتكامل لتفردها كمشهدٍ ثقافي صيني تقليدي.

طقوس القربان في معبد السماء

كان يُعتقد أن الأباطرة الصينيين هم “أبناء الجنة”، ويُقدَّرون كممثلين للسماء على الأرض، حيث اعتبر الأباطرة مراسم القرابين في معبد السماء كأهم نشاط ديني وسياسي لهم، وللوفاء بمسؤولياتهم، ستقام ثلاث احتفالات قرابين مهمة في معبد السماء كل عام وهي:

  • في بداية السنة القمرية (يناير أو فبراير): في الشهر القمري الأول، كان الإمبراطور يذهب إلى قاعة الصلاة للصلاة من أجل حصاد جيد في العام المقبل.
  • في الانقلاب الصيفي (21 أو 22 يونيو): كان الإمبراطور يصلي من أجل المطر عند مذبح التلة الدائرية على أمل أن تمنح السماء طقساً لطيفاً وعائد محصول جيد.
  • في الانقلاب الشتوي (21 أو 22 ديسمبر): سوف يشكر الإمبراطور إله السماء على الحصاد في ذلك العام في مذبح التل الدائري، حيث اعتبر الانقلاب الشتوي بداية دورة شمسية جديدة، وكان يوماً سعيداً.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: