معبد براست بريه فيهير الأثري في كمبوديا

اقرأ في هذا المقال


“Prasat Preah Vihear” ويعتبر إحدى أهم المعالم الدينية في كمبوديا، حيث تم الحفاظ على هذا المعبد بشكلٍ خاص، ويرجع ذلك بالأساس إلى موقعه البعيد، كما يتميز بجودة هندسته المعمارية، والتي تتكيف مع البيئة الطبيعية والوظيفة الدينية للمعبد، فضلاً عن الجودة الاستثنائية للزخرفة الحجرية المنحوتة.

تاريخ بناء معبد براست بريه فيهير

يعود تاريخ بناء معبد براست بريه فيهير إلى النصف الأول من القرن الحادي عشر ميلادي، ومع ذلك يمكن إرجاع تاريخ المعقد إلى القرن السادس، حيث بدأ الملك ياسوفارمن الأول (889-900) العمل على الأصل المخصص للمعبد نتيجةً للتطور الروحي، وانعكس النمو السياسي المتزايد والنمو الاقتصادي بشكلٍ طبيعي في الهيكل الذي خضع لأكثر من 300 عام من التشاور، مع صفقة إعادة البناء تحت الملك اللاحق سوريافارمان الثاني (1113-1150)، حيث غيرت هذه المكانة المتزايدة بشكلٍ طبيعي الحرم الصغير الأصلي إلى واحد من أعظم معابد الخمير في كل العصور، وكان هذا الترتيب نتيجة أفضل نحت في الموقع يصور أعلى معايير العمارة الخميرية الفريدة.

وبموجب المعاهدة الفرنسية السيامية لعام 1904 و 1907، وجد خط الحدود بين كمبوديا وتايلاند على طول جبال دونجراك بعد العدالة في لاهاي رسمياً، أن معبد براست بريه فيهير يقع داخل أراضي كمبوديا.

المعالم الأثرية في معبد براست بريه فيهير

يقع معبد براست بريه فيهير في بيئةٍ ممتعة مع ريفٍ جذاب إلى الشرق قليلاً من الجزء الأوسط من جبال دونجراك، حيث يقع على حافة جرفٍ عملاق على ارتفاع حوالي 625 متراً فوق مستوى سطح البحر في مقاطعة برياه فيهيار، في الجزء الشمالي من كمبوديا، على بعد 625 كيلو متراً من العاصمة بنوم بنه، كما أنه يقع بالقرب من الحدود بين كمبوديا وتايلاند، ويعتبر المعبد تحفةً فنية رائعة للعمارة الخميرية، من حيث التخطيط والديكور والعلاقة مع المناظر الطبيعية الخلابة، وهو عبارةً عن مجمع معماري فريد من نوعه لسلسلة من المحميات المرتبطة بنظام من الأرصفة والسلالم على محورٍ بطول 800 متراً.

يتكون المعبد من أربعة مستويات وأربعة أفنية تتكون من خمسة جوبوراس (أجنحة المدخل يعلوها برج في بعض الأحيان)، ومبنى القصر أو جوبوراس في الطابق الثالث، حيث كانت هذه المجموعة من المباني مقر إقامة الملك عندما جاء لتكريم الله العظيم، وكان الجناحان ملاجئ للحجاج.

ويستخدم المعبد الرئيسي للآلهة العليا ذات الرتب العالية، وتعتبر هذه المجموعة العظيمة من المباني مركزاً لمجمع المعبد بأكمله، كما يتكون المعبد من السلم الحجري الأمامي؛ الذي يقع جهة الشمال، حيث يبلغ عرض السلم 8 أمتار وطوله 78 متراً، وتتكون الرحلة الأولى من 162 درجة، وعند الهبوط الأول يوجد تمثال سنجا حجري كبير على كتلةٍ حجرية، كما يوجد هنالك 54 رحلة أخرى من درجات عرض 4 أمتار وطول 27 متراً تؤدي إلى الهبوط الثاني ومزيناً بتمثال اللاَفتات الحجرية.

ويتكون المعبد أيضاً من ساحة “Nagaraj”؛ التي يبلغ عرضها 7 أمتار وطولها 31.8 متراً، ومن هنا يؤدي السلم إلى الطابق الأول من “Gropura”، والسلالم على شكل ثعابين ذات سبعة رؤوس تسمى “نجو سوانج”، التي تواجه الشمال باتجاه براسات، حيث تبدو رؤوس وذيول الناغا على كلا الجانبين وكأنها ثعابين عادية، أما المستوى الأول “Gopura”؛ فهو جناح على طراز العمارة اليونانية مع مخطط متقاطع على قاعدة زاوية مرتفعة وخصوماتٍ على كل مدخل، حيث يتم وضع الأسود الحجرية على كل مدخل من الأسقف.

وعلى الرغم من عظمة موقعه، الذي يطفو على حافة جرفٍ عملاق وله إطلالة رائعة على شمال كمبوديا، يصعب تصور المعبد ككل، حيث تعتبر زيارته تجربةً لا تُنسى؛ سلسلة الصعود على أفضل جزء من كيلومتر واحد، و “Gopuras” المزخرفة والثروة من التفاصيل الزخرفية التي تثير خيال الزائر.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: