“Temple of Confucius” ويعتبر إحدى أهم المعالم التاريخية في مقاطعة شاندونغ في الصين، وقد تم تشييده لإحياء ذكرى الفيلسوف السياسي كونفوشيوس، حيث يتميز بطابعه الفني والتاريخي المتميز؛ بسبب تفاني الأباطرة الصينيين المتعاقبين على مدار أكثر من 2000 عام.
تاريخ معبد كونفوشيوس
بنى الصينيون معابد كونفوشيوس لإحياء ذكرى كونفوشيوس في الفترة ما بين (551-479) قبل الميلاد، وتسمى أيضاً “Kongzi” أو “Kongfuzi” باللغة الصينية، والذي كان مفكراً عظيماً ومعلماً ومؤسس الكونفوشيوسية في أواخر فترة الربيع والخريف، حيث تحتل هذه المدرسة مكانة مهيمنة في الثقافة الصينية، حيث كان “Kongzi” من بين أفضل الحكماء المعترف بهم في تلك الفترة، وكرس حياته كلها للتعليم، وكان لديه حوالي 3000 تلميذ والعديد منهم يتمتعون بالمعرفة والموهبة العالية.
ووفقاً لمعظم الروايات، تم بناء المعبد لتكريم “Kongzi” في مسقط رأسه عام 478 قبل الميلاد، (السنة السابعة عشر لدوق آي من لو)، بعد عامٍ من وفاته، وتشير المصادر إلى أنه منذ السنوات الأولى لهذا المعبد، تم تمثيل أرواح كونغزي وتلاميذه بلوحاتٍ جدارية وتماثيل من الطين أو الخشب.
وبعد سنواتٍ من الجدل القضائي، تقرر في عام 1530 أن هذه الأرواح لن يتم تمثيلها من خلال صورة أيقونية لشبهه في المعابد الإمبراطورية في العاصمة وغيرها من المواقع البيروقراطية، حيث جادل معارضو التمثيلات الأيقونية لـ “Kongzi” بأن مثل هذه التماثيل تقلد الممارسات البوذية لعبادة المعبد وتميل أيضاً إلى الخلط بين أفكار الطقوس في تضحية الأسلاف، لقد جادلوا بأن المعابد الإمبراطورية شيدت لتكريم تعاليم كونغزي، وتمت إزالة تماثيل “Kongzi” من المعابد الرسمية، لكنها بقيت في المعابد التي يديرها أحفاد عائلة “Kongzi”، مثل تمثال “Kongzi” في القاعة الرئيسية؛ لاستكمال معبد كونفوشيوس في تشوفو.
مر بناء معابد كونفوشيوس بطريقةٍ محبطة، وخلال فترة طويلة بعد وفاة كونفوشيوس، لم يقبل الجمهور المذاهب الكونفوشيوسية التي ابتكرها، وفي عهد أسرة تشين (221 قبل الميلاد – 206 قبل الميلاد)، كان من المقرر تدمير الكونفوشيوسية، ناهيك عن بناء المعابد لإحياء ذكرى القديس كونفوشيوس.
وفي أوائل عهد أسرة هان (206 -220 قبل الميلاد)، نُفِّذت السياسة الثقافية المتمثلة في التخلص من كل النظريات باستثناء الكونفوشيوسية، لكنها انتهت دون نجاحٍ يذكر، وفي سلالات Sui” (581-618)” و Tang” (618-907)” عندما توحدت الدولة مرة أخرى، تم الاعتراف بالأفكار من قبل المدرسة الكونفوشيوسية وقيمة الثقافة الكونفوشيوسية من قبل المجتمع بأسره، وانتشرت المعابد الكونفوشيوسية في البلاد، وفي السلالات التالية، تم زيادة مواصفات المعابد الكونفوشيوسية باستمرار.
وبعد أن تم تدمير المعبد وإعادة بنائه على مر القرون، فإنه يغطي الآن 14 هكتاراً، مع 104 مبانٍ تعود إلى عهد أسرة جين إلى أسرة تشينغ بما في ذلك قاعة داتشنغ، وجناح كويوين ومذبح شينغ وأكثر من 1250 شجرة قديمة.
المعالم الأثرية في معبد كونفوشيوس
تسمى معابد كونفوشيوس باللغة الصينية كونغ مياو، وهم مشهورون بمجموعتهم الأثرية الثقافية الثرية على نطاقٍ واسع وقيمتها الفنية، ومن بين هذه المعابد المقدسة، يعتبر المعبد الكونفوشيوسي في تشوفو بمقاطعة شاندونغ، والذي يتكون من مقبرة كونفوشيوس (كونغ لين)، ومعبد كونفوشيوس (كونغ مياو) وقصر كونفوشيوس العائلي (كونغ فو) كواحدة من المدن المقدسة في العالم.
يتكون معبد كونفوشيوس من أربعة أفنية؛ تشمل الهياكل الرئيسية “بوابة Xianshi” (بوابة المعلم الأول) وبوابة “Dacheng” (بوابة الإنجاز العظيم) و “Dacheng Hall” (قاعة الإنجاز العظيم)، و “Chongshengci” (قاعة العبادة)، وتعد قاعة داتشنغ المبنى الرئيسي في المعبد، حيث أقيمت مراسم تذكارية للحكيم في كثير من الأحيان، وداخل المعبد يمكن للمرء أن يرى أن 198 لوحاً حجرياً موضوعة على جانبي الفناء الأمامي، وتحتوي على 51624 اسما لجينشي (العلماء المتقدمون) لسلالات يوان ومينغ وتشينغ، كما يوجد أيضاً 14 جناحاً من الشاشات الحجرية من سلالات مينغ وتشينغ تحتوي على معلوماتٍ تاريخية ثمينة عن الصين القديمة.
وأحد العناصر الجديرة بالملاحظة في المعبد هو شجرة “Chujian Bai” البالغة من العمر 700 عام، حيث يرتبط اسمها بأسطورةٍ قديمة؛ خلال عهد أسرة مينج، ذات يوم جاء المسؤول الأعلى يان سونج لعبادة الحكيم نيابةً عن الإمبراطور، عندما كان يمر بجانب شجرة السرو، خلع أحد فروع الشجرة قبعته، ونظراً لأن يان سونغ كان مسؤولاً غادراً، فقد اعتقد الناس أن الشجرة القديمة يمكن أن تميز بين الخير والشر، ومن هنا جاء اسمها.
كما يمكن العثور في المعبد على صورٍ رائعة مثل: تنانين طائرتين يلعبان لؤلؤة بين السحب، والتي يُعتقد أنها تستخدم فقط في القصور الإمبراطورية لأن التنين يرمز إلى الإمبراطور في الصين القديمة، ومن بين هؤلاء من السهل تخيل أهمية هذا المعبد في المجتمع الإقطاعي في الصين.
