معبد ماهاموني باجودا الأثري في مينامار

اقرأ في هذا المقال


“Mahamuni Buddha Temple” ويعتبر إحدى المعالم الدينية المهمة في مينامار، حيث يعد أحد أهم مواقع الحج البوذية فيها، ويحظى بتقديرٍ كبير في مينامار، حيث يُنظر إليه على أنه مركزي في حياة العديد من المواطنين، وتعبيراً عن تمثيل وجود بوذا.

تاريخ بناء معبد ماهاموني باجودا

تم بناء معبد ماهاميوني باجودا في عام 1785م من قبل الملك “Bodawpaya” من سلالة “Konbaung”، بعد التقاط صورة “Mahamuni” خلال غزو مملكة راكين، أي قبل أكثر من 70 عاماً من تأسيس مدينة ماندالاي، وتم بناء المعبد لغرضٍ وحيد وهو إيواء صورة بوذا الموقرة، حيث كانت الصورة في الأصل من ولاية راكين لكن الملك التقطها عندما غزا المنطقة.

وتقول الأسطورة أن الصورة التقطت عندما زار بوذا مدينة “Dhanyawadi”، في ولاية راكين الشمالية في عام 554 قبل الميلاد، حيث تأثر الناس بالرجل وتعاليمه لدرجة أن الملك أصر على ترك صورته لشعبه ليعبدوه، وجلس بوذا تحت شجرة بودي لمدة أسبوع من التأمل أثناء صنع التمثال، وكان التمثال مصنوعاً في الأصل من البرونز وتاج الصورة مزين بالألماس والياقوت، وعلى مر القرون.

قام الحجاج بلصق أوراق ذهبية على الصورة كدليلٍ على الولاء والاحترام والجدارة لدرجة أن الشكل قد طور الآن مخططاً وعراً وغير منتظم، وبسبب التمثيل الوثيق لوجه بوذا الفعلي وبدافع الاحترام، يغسل الرهبان في المعبد وجه التمثال وينظفون أسنانه كل صباح.

استمرت فترة بناء المعبد طوال فترة حكم الملك وحتى القرن التاسع عشر، مع استبدال البرج الأصلي في وقت مبكرٍ من عام 1807، وكانت الحرائق تمثل تهديداً دائماً، حيث أدى حريق صغير في عام 1879 إلى إتلاف الجانب الغربي للمعبد، ووقعت هذه الكارثة بعد 5 سنوات فقط عندما التهمت النيران المعبد وممراته (بما في ذلك 252 عموداً مذهباً).

وعلى الرغم من أن الصورة الرئيسية نجت من الدمار، فقد تم العثور على الكثير من الذهب الذائب حتى أن الحرفيين صنعوا الكتلة في رداءٍ جديد للصورة، وتمت إعادة الإعمار بسرعة في عهد الملك تيبو (1878-1885)، وعلى الرغم من أن الموارد المالية للدولة كانت مقيدة إلى حدٍ كبير بفقدان مينامار السفلى للإمبراطورية البريطانية، فقد تبرع الملك بالعديد من الكماليات الفخمة للمعبد، بما في ذلك العديد من الماس والزمرد واللآلئ لإنشاء تاج ومظلة فوق الصورة.

انتهت إعادة الإعمار التي قادتها البورمية بشكلٍ مفاجئ مع دخول القوات البريطانية إلى المدينة التي استولوا عليها في نوفمبر 1885م، خلال حرب الأمة الثالثة مع البورميين، حيث كان المحتلون البريطانيون عازمين على البقاء وربما رأوا ميزة في ربط أنفسهم بإعادة بناء المعبد بالجملة، كما أقام المحتلون اجتماعا في عام 1891م، لتحديد نطاق إعادة الإعمار، واستقروا في النهاية على اقتراح تصميم قدمه المهندس بريطاني هوين فوكس.

أسطورة صورة ماهاموني بوذا

تكمن أصول صورة ماهاموني بوذا في ولاية راخين في غرب بورما، ووفقاً للأسطورة، زار بوذا مدينة “Dhanyawadi” في ذلك الوقت والتي كانت عاصمة مملكة أراكان، وطلب ملك أراكان الذي تأثر كثيراً بتعاليم بوذا؛ برسم صورة لبوذا بعد أن تبرع الملك وأثرياء أراكان بالذهب والأشياء الثمينة الأخرى، تم إلقاء صورة واقعية لبوذا، ووفقاً للأسطورة، كرس بوذا الصورة وأحياها، وبعد ذلك أطلق عليها الناس صورة ماهاموني الحية.

وفي عام 1784م، تم غزو أراكان من قبل الأمير ثادو مينساو من أسرة كونبونغ، وعندما هُزم أراكان، أعاد الأمير صورة ماهاموني إلى أمارابورا، التي كانت العاصمة في ذلك الوقت، وفي وقتٍ لاحق تم نقل الصورة إلى موقعها الحالي في ماندالاي.

المعالم الأثرية في معبد ماهاموني باجودا

يقع معبد ماهاموني باجودا في الجنوب الغربي من مدينة ماندالاي، وهو من الآثار البوذية الشهيرة وأهم موقع حج للبوذيين في ميانمار، كما يأتي إليه الكثير من السياح للتعرف على تاريخ بوذا، ويتميز المعبد بالقاعة الرئيسية، حيث يقف تمثال بوذا بارتفاع 3.8 متراً مع 6.5 طن من البرونز، مزيناً بالأحجار الكريمة التي يمكن للرجال فقط الاقتراب منها وصب الذهب على التماثيل، حيث يواصل البوذيون المتدينون والحجاج الزائرون تغطية تمثال ماهاموني بطبقاتٍ من أوراق الذهب المتداخلة، وهي تجربة ممتعة للغاية يمكن للسائحين تجربتها.

ويقدر أن سمك طبقة أوراق الذهب مغلفة حتى 15 سم، كما يضم معبد ماهاموني بوذا أيضاً ستة تماثيل برونزية من مملكة الخمير، بما في ذلك الأسود الجبار ومحاربان من الذكور وفيل إيراوان ثلاثي الرؤوس، حيث يشاع أن جميع الأمراض ستشفى إذا لمس الحاج المنطقة المقابلة في التمثال البرونزي، حيث يقال أن هذه التماثيل الستة من المحتمل أن تكون قد ألقيت لأول مرة في أنغكور في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، حيث تم الاستيلاء عليها من قبل الجيوش السيامية في القرن الخامس عشر ونقلها إلى أيوثايا، ربما بعد الاستيلاء على عاصمة مملكة أنغكور وقصرها الملكي، وتم نقلهم لاحقاً إلى بورما من قبل الملك باينونج في عام 1569.

وعند زيارة معبد ماهاموني، ستتاح للسائحين فرصة التقاط الصور البراقة للتماثيل اللاَمعة والرائعة والمنحوتة بمهارة، بالإضافة إلى مشاهدة العديد من التقاليد الرائعة، وإلى جانب الصلاة والعبادة، هنالك أيضاً طقوساً أخرى في ماهاموني كل يوم؛ مثل طقوس تنظيف التمثال بفرشاة مصنوعة من أشجار النيم أو مسح الوجه بالماء المعطر في الصباح الباكر.

بالإضافة إلى العبادة في المعبد الرئيسي، كما يمكن للسياح زيارة بعض الأماكن الأخرى في مجمع المعبد، والتي تشمل متحف حياة بوذا إلى جانب العديد من الأكشاك التي تبيع البخور والزهور والشموع لخدمة الزوار، كما يوجد أيضاً سوقاً صغيراً، حيث يمكن للسائحين العثور على أجمل الدمى البورمية للهدايا التذكارية.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: