مملكة ماري في سوريا ومعالمها الأثرية

اقرأ في هذا المقال


“Kings of Mari” وهي عبارة عن مدينةٍ قديمة في بلاد ما بين النهرين تقع على نهر الفرات في سوريا، حيث تعتبر أحد أهم المواقع التي تم التنقيب عنها حتى الآن، للمهتمين بفهم المراكز الحضرية العظيمة في بلاد ما بين النهرين في العصر البرونزي.

تاريخ مملكة ماري

يعود تاريخ مملكة ماري إلى حوالي 3100 قبل الميلاد إلى القرن السابع الميلادي، خلال العصر البرونزي المبكر والعصر البرونزي الأوسط، ولمدة 1200 عام، عملت ماري كمركزٍ رئيسي لشمال بلاد ما بين النهرين حتى دمرها حمورابي من بابل بين 1760 قبل الميلاد و 1757 قبل الميلاد.

وتآكلت تدريجياً بعيداً عن الذاكرة وبشكل حرفي تماماً، ويُعتقد أن المدينة قد شيدت جنباً إلى جنب مع قناة ربط من صنع الإنسان يبلغ طولها 10 كيلو متراً، والتي كانت ذات يوم تخترق المدينة وتوفر المياه الضرورية لها، حيث كانت المدينة نفسها بعيدة جداً عن نهر الفرات لاستعادة المياه يومياً في القدم والمياه الجوفية مالحة جداً للآبار.

ونتيجةً لتدمير ماري على يد حمورابي، توسعت قناة ربط ماري خارج حدودها المقصودة، وأدت في النهاية إلى تآكل ثلثي المدينة، بما في ذلك معظم المساكن من المرحلة الثالثة والأخيرة من المدينة.

وتم اكتشاف مملكة ماري في عام 1933من من قبل بدوي محلي وجد تمثالاً وأبلغ الحكومة الفرنسية، حيث كانت هذه الفترة عندما كانت سوريا تحت سيطرة فرنسا، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت مملكة ماري موقعاً تنقيباً فرنسياً، حيث تم نشر معظم المؤلفات الموجودة على الموقع باللغة الفرنسية.

كما وتم التنقيب في الموقع عن طريق أندريه باروت من 1933-1939م، إلى 1960-1974م، وفي عام 1979م، بدأت رحلة استكشافية جديدة بقيادة جان كلود مارغيرون، الذي أدار أعمال التنقيب حتى عام 2004م، وبعد ذلك أدار باترلين الحفريات حتى عام 2012م، عندما أوقفت الحرب الأهلية السورية المزيد من أعمال التنقيب إلى أجلٍ غير مسمى، ومنذ عام 2012م، تعرضت ماري لأعمال نهب واسعة النطاق لم يعرف أثرها بعد.

وكانت ماري موطناً لقصرٍ غير عادي، يعود تاريخ بنائه إلى حوالي 2500-2300 قبل الميلاد، وقد تم ترميم جزء من هذا القصر القديم والحفاظ عليه في الموقع، مما يوفر فرصةً فريدة للسير عبر قصر بلاد ما بين النهرين من الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتعرضت منطقة القصر هذه الآن لأضرارٍ بالغة، حيث تعرض سقفه الواقي للخطر بسبب عاصفة رملية في عام 2011، وكان الوضع الأمني ​​في ذلك الوقت يجعل من المستحيل إجراء إصلاحاتٍ له، لكن الصور التي تم إصدارها مؤخراً، تظهر أن أجزاء كبيرة من جدران القصر التي يبلغ سمكها 2 متر قد انهارت الآن.

ويعتقد البروفيسور باسكال باترلين، الذي أدار أعمال التنقيب في الموقع حتى عام 2010، أن مثل هذا المستوى من الدمار يشير إلى أن المتفجرات سواء كانت أرضية أو من المحتمل أن تكون من الضربات الجوية، كانت متورطةً في ذلك، مما زاد من الضرر الناجم عن النهب لتحقيق مكاسباً مالية.

السياحة في مملكة ماري

تعتبر ماري إحدى أهم المواقع الأثرية والسياحية في سوريا، حيث كشفت التنقيبات فيها عن بقايا قصرٍ مكوَن من 275 غرفة على مساحة 2.5 هكتاراً، مع مكتبةٍ كبيرة مكدسة بـ 20.000 لوحة مسمارية، حيث تكشف هذه اللوحات عن سردٍ تفصيلي لمدينة ماري، والإدارة والأنشطة الاقتصادية والقضائية وأسماء مختلف المسؤولين، والتسلسل الزمني والتاريخي للمدينة.

ويعتبر هذا القصر هو الأكثر إثارةً للإعجاب وأفضل القصور المحفوظة في العصر البرونزي المبكر المكتشفة في المنطقة، حيث يأتي إليه العديد من السياح للتعرف على بقاياه الأثرية الرائعة، كما يمكن مشاهدة شرفةً ضخمة أقيمت في الأيام الأولى من تاريخ هذه المدينة، وبقيت كمية قليلة من آثارها المدمرة.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: