ما هو نطاق الرياح الموسمية للمطر؟
إن الرياح الموسمية الصيفية تكون دافئة، أمَّا الرياح الموسمية الشتوية فتكون باردة وجافة، ولذلك فإن الأمطار الموسمية تسقط في جملتها في فصل الصيف ففي مومباي مثلاً نجد أن معدل ما يسقط من المطر في الأربعة أشهر التي أولها يونيو وأخرها سبتمبر هو 172 سنتيمتر، ولذلك تبين أن المعدل السنوي قدره 183 سنتيمتر وقد يتباين نظام الرياح الموسمية وتوزيعها تبايناً كبيراً من منطقة إلى أخرى بحسب الظروف المحلية التي تخص الموقع ونظام التضاريس، ففي جزيرة سيلان مثلاً لا يقتصر سقوط الأمطار على فصل الصيف عند حدوث الرياح الموسمية الجنوبية الغربية إذ إنها تهطل كذلك في فصل الشتاء، لأن الرياح الموسمية التي تحدث في الجزيرة في هذا الفصل من الشمال الشرقي تمر قبل وصولها على خليج بنغال.
فتحمل مقادير كبيرة نسبياً من بخار الماء وتكون سبباً في هطول بعض الأمطار على الأجزاء الشرقية منها خاصة على منحدرات الجبال التي في وجهها مباشرة مثل هذا يقال أيضاً على جزر اليابان وجزر الفلبين إذ أن الرياح الموسمية الشتوية الخارجة من القارة لا توصل إلى هذه المناطق إلا بعد أن تمرعلى بحر اليابان أو بحر الصين ولهذا فإن في كل هذه المناطق تسقط طوال العام تقريباً لكنها تكون غزيرة بصفة خاصة على السواحل والمنحدرات الغربية في فصل الشتاء وعلى السواحل والمنحدرات الشرقية في فصل الصيف تبعاً إلى اختلاف اتجاه الرياح.
ويلاحظ كذلك أن عدد من الأقاليم الموسمية تتعرض في فصل الشتاء لحدوث كثير من المنخفضات الجوية التي يترتب عليها هطول الأمطار في هذا الفصل وتعتبر الصين من أحسن الأمثلة على هذا النوع من الأقاليم، وتتميز الأقاليم الموسمية بشكل عام بأنها من أكثر أقاليم العالم يحدث فيها تغيرات مُبينة في كمية هطول الأمطار بل وفي مدة الفصل الممطر من سنة إلى أخرى، فقد يحدث أن يؤدي التناقص في الأمطار في بعض السنين إلى هبوط شديد في المحصولات الزراعية فيسوده الجدب والقحط، كما يحدث كثيراً خاصة في كل من الهند والصين، وفي سنين أخرى تقوى كثافة الأمطار بدرجة يترتب عليها حدوث فيضانات غاية في الخطورة، كما حدث مثلاً في الصين في سنة 1931 عندما فاض نهر اليانجستي وغرق بسببه ما يقل عن 4 ملايين من المساكن ومئات الألوف من السكان وحدث بسببه المجاعات وتفشت الأوبئة.