نهر تاريم

اقرأ في هذا المقال


ما هو نهر تاريم؟

نهر تاريم ويعني باللغة الصينية: (塔里木河) ويعني باللغة الأبجدية اللاتينية الأيغورية: (Tarim deryasi)، كما يطلق عليه في اللغة السنسكريتية اسم شيتا، وهو نهر موجد على حوض مغلق في شينجيانغ داخل الصين، حيث أنه النهر الأساسي لحوض تاريم الذي يقع في منطقة صحراوية في آسيا الوسطى بين جبال تيان شان و كونلون، والنهر تاريخياً ينتهي عند لوب نور، لكن اليوم لا يصل إلى أبعد من بحيرة تايتيما قبل أن يجف.
حيث يصل طوله الكلي إلى 2030 كيلومتر أي (1260 ميل)، كما يعد نهر تاريم أطول نهر موجود داخل الصين، وإن تدفقه السنوي يتراوح من 4 إلى 6 مليارات متر مكعب أي (من 20000 إلى 4900000 فدان) أو 158.5 متر مكعب في الثانية أي (5600 قدم مكعب / ثانية)، حيث يضم حوضه ما يقرب من 10 ملايين من الأويغور والأقليات العرقية الأخرى.
ومعنى كلمة (تاريم) في اللغة الأويغورية التقاء الأنهار، ويقصد بها المياه التي ترد من الجبال التي تحيط بحوض تاريم، كما تُستخدم كلمة (تاريم) لتعيين ضفة النهر التي تتدفق إلى البحيرة أو التي لا يمكن تمييزها عن رمال الصحراء، فإن هذه ميزة هيدروغرافية مميزة للكثير من الأنهار التي تجتاز رمال صحراء تاكلامكان، من الخصائص الأخرى لأنهار حوض تاريم، بما في ذلك نهر تاريم نفسه، هجرتهم النشطة، أي تغير قاع النهر ومجرى تصريفه باستمرار.

جغرافية نهر تاريم:

إن الطول الكلي لنظام نهر ياركند تاريم يصل إلى (2.030 كيلومتر) أي (1260 ميل)، على الرغم من أن نهر تاريم يقوم على تغير قناته بشكل متكرر، فإن طول النهر يتغير على طول السنين، ومياه النهرقليلة جداً وغير مناسبة للملاحة، وبسبب حمله الطمي الثقيل، فإنه يُشكل تياراً مجدولاً بالقرب من طرفه.
كما أن مساحة حوض نهر تريم تصل تقريباً إلى 557.000 كم2 أي (215.000 ميل مربع)، حيث أن قسم كبير من مسار نهر تاريم متحرك، ولا يقوم باتباع مجرى نهر معين بشكل واضح، فيقل حجم المياه في مجرى النهر السفلي نتيجة التبخر ومشاريع تحويل المياه على نطاق واسع.
فإن الفترة التي يقل منسوب المياه في نهر تاريم تكون من شهر أكتوبر إلى شهر أبريل، حيث يرتفع مستوى المياه إلى الأعلى خلال فصل الربيع وفصل الصيف، وتستمر من شهر مايو حتى شهر سبتمبر، حيث تذوب الثلوج في جبال تيان شان وكونلون البعيدة.
وإن حوض تاريم السفلي يعرف بأنه سهل جاف يتكون من الطمي وبحيرة رسوبية، حيث يحده سلاسل جبلية كبيرة، والحوض هو المنطقة الأكثر جفافاً في أوراسيا، كما أن الجزء الغالب منه محتل من قبل صحراء تاكلامكان، التي تصل مساحتها الرملية إلى 270.000 كيلومتر مربع أي (100.000 ميل مربع)، كما يوجد هناك أيضاً الكثير من المسطحات الرملية التي تكون ذات حجم صغير نسبياً، حيث تصل مساحتها ما بين 780 إلى 4400 كيلومتر مربع أي (300 إلى 1700 ميل مربع)، كما تزداد فيها الكثبان الرملية.
كما أن تساقط الأمطار في حوض تاريم قليل جداً، وفي عدة الأعوام يكون المطر غير موجود أبداً، ففي كل من صحراء تاكلامكان وحوض لوب نور تصل كمية تساقط الأمطار السنوية إلى 12 مم (0.47 بوصة) تقريباً، وفي سفوح التلال وفي العديد من المناطق الأخرى في حوض النهر يتراوح تساقط الأمطار من 50 إلى 100 ملليمتر أي (2.0 إلى 3.9 بوصة) في السنة.
أمَّا في تيان شان تكون نسبة رطوبة الأمطار عالية، وغالباً ما يتجاوز تساقط الأمطار 510 مم أي (20 بوصة)، وتبلغ درجات الحرارة القصوى في حوض تاريم حوالي 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت). ويتجمد نهر تاريم كل عام من ديسمبر إلى مارس.

مسار نهر تاريم:

ينبع نهر تاريم وأغلب روافده من مرتفعات كونلون و قراقرم، حيث يتم اطلاق اسم تاريم على النهر الذي يتكون من التقاء نهر أكسو الذي تتدفق مياهه من الجهة الشمالية ونهر ياركاند القادم من الجهة الجنوبية الغربية بالقرب من مدينة آرال في غرب شينجيانغ، أمَّا النهر الثالث فهو نهر خوتان، ويأتي إلى نفس منطقة التقاطع من الجنوب ولكنه في العادة ما يكون جافاً في ذلك الموقع بعد عبورة صحراء تاكلامكان ليلتقي بهما.
كما يوجد أيضاً نهر ثاني يأتي من شينجيانغ الغربية وهو نهر كاشغر، حيث تتدفق مياهه إلى نهر ياركاند أثناء فصل المطر على بعد 37 كيلومتراً تقريباً أي (23 ميل) نحو مجرى النهر من منقطة التقاء ياركاند مع أكسو، وفي معنى ثاني يبدأ تاريم عندما يندمج كاشغر وياركاند، ويعد أكسو مجرد رافد من تاريم.
تتدفق مياه نهر تاريم نحو الشرق حول جزء صحراء تاكلامكان الشمالي، كما يقوم باستقبال روافد أخرى وهي نهر موزات من الشمال، وأنهار عددها 4 وهي (أكسو وياركاند وخوتان وموزارت)، يتدفق أكسو فقط على طول العام في تاريم.
وهو أهم رافد لنهر تاريم، حيث أنه يوفر من (70-80) في المئة من كمية المياه، قبل الانتهاء من وأعمال التخزين، للري في منتصف القرن العشرين، ووصلت مياه تاريم في النهاية إلى بحيرة لوب نور (الآن قاعها مرصوف بالملح)، تصب مياه النهر في الوقت الحالي بشكل متقطع في بحيرة تايتيما، التي تقع على بعد 160 كيلومتراً تقريباً أي (99 ميل) جنوب غرب لوب نور.

الحياة على نهر تاريم:

إن الغطاء النباتي يوجد في حوض تاريم على طول النهر وفروعه، كما توجد على أطرافه الرملية غطاء نباتي ومجموعة شجيرات خاصة نباتات الشيح العشبية، وفي غابة توغاي تنمو أشجار الحور في وادي نهر تاريم، وتتألف الخمائل من الصفصاف ونبق البحر مع نمو كثيف لنباتات القنب الهندي و عرق السوس الأورالي.
يعد نهر تاريم غنياً بالثروة السمكية، وتتنوع حياة الحيوانات على النهر والصحراء المحيطة به، في وقت زيارة المستكشف والمصور والجيولوجي السويدي سفين هيدين في عام 1899، كانت النمور منتشرة ولا يزال الصيادون يصطادونها ويحتجزونها على طول أنهار المنطقة وبالقرب من لوب نور، كما يعد وادي وبحيرات تاريم هي محطة توقف للعديد من الطيور المهاجرة.
على الرغم من تشجيع الحكومة الصينية للري على مجال واسع، تبقى زراعة الواحات الدعامة الأساسية للمستوطنات المتناثرة في المنطقة، حيث تعد الحبوب والقطن والحرير والفواكه والصوف من المنتجات الزراعية الرئيسية فيها، بالإضافة إلى وجود حجر يشم خوتان الذي يعد عنصراً مهماً آخراً في المنطقة.
كما تقوم الحكومة الصينية داخل منطقة شينغيانغ الموجودة بالجهة الشمالية الغربية من الصين بنقل الكثير من العائلات الزراعية من الأقليات العرقية على طول نهر تاريم الذي قل حجمه، وفي بداية عام 2008 تم إعادة توطين أكثر من 6000 أسرة على طول النهر ومنع الزراعة على طول ضفاف النهر، وفي محاولة لتوفير 60 مليون متر مكعب أي (16 مليار جالون) من المياه.
كان عدد من الصينيين يعتبرون نهر التاريم في الأصل هو المسار المرتفع للنهر الأصفر، ولكن بحلول عهد سلالة هان الحاكمة السابقة (125 ق.م. – 23 م) أصبح من المعروف أنه يصب في لوب نور، وهي مجموعة من البحيرات الملحية.


شارك المقالة: