“Hermel Pyramid” ويعرف أيضاً باسم “هرم الله”، ويعتبر إحدى المواقع الأثرية المهمة في لبنان، والذي يعد نصباً تذكارياً لبراعة الصيد لأحد أفراد العائلة المالكة السورية من القرن الأول قبل الميلاد.
تاريخ اكتشاف هرم الهرمل
يعود تاريخ بناء هرم الهرمل إلى القرن الأول قبل الميلاد والذي يبلغ عمره حوالي 2200 عام، حيث تكهن العلماء أنه من أصلٍ آشوري أو يوناني قديم، حيث تم بناؤه من الحجر الجيري والبازلت الأسود، حيث كان الهدف من بناء هذا الهرم، مسح المنطقة تحسباً لاجتياح الجيوش واستخدامها كدليلٍ للقوافل التجارية والعسكرية الممتدة من جبيل، مروراً بفكرة وأفكا وبعلبك والهرمل واللبوة وحمص وتدمر.
حيث أعطيت إشاراتٍ ضوئية بين هذه المناطق، تبلغ عن وصول ملوك حلفاء أو غزاة، وهنالك عدة أسرار تكمن في بناء هذا النصب على المستويين الداخلي والخارجي، فعلى سبيل المثال: شكله الخارجي يقع ليدل على أربعة اتجاهات، من الجنوب مقابل مملكة بعلبك، ومن الشمال الممالك في حمص وتدمر، ومن الغرب سلسلة جبال لبنان الغربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، ومن الشرق تطل على سلسلة الجبال الشرقية حيث تكمن قناة مياه تدمر.
وعلاوةً على ذلك، فإن المنطقة المحيطة بالهرم كانت مزروعةً بالقمح الذي يغذي الجيش الروماني، والذي كان يسمى الرومان بوهرات حيث تبلورت الألوان الذهبية خلال موسم الحصاد في شهر يونيو، حيث كانت هذه الحقول مأهولة بالحيوانات مثل الرنة التي تظهر في الأشكال الموضحة على الهرم، ووفقاً لمرجعٍ إيطالي تاريخي يشير إلى موضوع بناء هذا الهرم، فإن هذا النصب تم بناؤه كمعبدٍ له قبر تحته، وتشير بعض القصص إلى أن هذا المبنى قد تعرض للسرقة والتدمير جزئياً، بفعل صائدي الكنوز والزلازل، ثم تم ترميمه لاحقاً سنة 1931م تحت الانتداب الفرنسي، مما ترك فرقاً في اللون بين الأحجار الأصلية وتلك المضافة أثناء الترميم.
السياحة في هرم الهرمل
يقع هرم الهرمل في الطرف الشمالي من سهل البقاع في لبنان، ويرتفع هذا الهرم الوحيد حوالي 100 قدم فوق التل الصغير الذي بني عليه، ويعتبر هرم الهرمل إحدى المواقع الأثرية المهمة التي تركت أثراً كبيراً لتاريخ الحضارات القديمة التي حكمت لبنان، ويأتي إليه الكثير من السياح ومحبي الآثار، حيث يمكن مشاهدة النقوش على الجانب الشمالي من الهرم التي تصور إثنين من الغزلان، ربما تم القبض عليهما في فخ صيد، وعلى الجانب الشرقي توجد صورة منحوتة لخنزير رمحٍ يهاجمه كلاب، كما تعرض الجانب الجنوبي لأضرارٍ بالغة، لكنه يظهر صورة يُحتمل أن تكون دباً، ويظهر الارتياح على الجانب الغربي غزالاً يهاجمه كلب.
وعلى الرغم من كون الهرم مرئياً بوضوح من بعيد، إلا أنه قد تعرض للتخريب بشدةٍ من قبل السكان المحليين الذين قاموا بتغطية جميع الوجوه الأربعة للقاعدة بالكتابات على الجدران، وفي عام 2007 وبعد عدة طلبات قامت وزارة الثقافة بتنظيف قاعدتها وبنت سياجاً لحمايتها، ولسوء الحظ، لم يمض وقت طويل قبل أن تمتلئ الكتابة على الجدران مرةً أخرى، حيث لم يتم اتخاذ تدابير جادة للحفاظ عليها.