إذا أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا

اقرأ في هذا المقال


صفات الشخص اللئيم والشخص الكريم:

يتصف الشخص الكريم بالعطاء اللامحدود، على عكس الشخص اللئيم، الذي يعرف عنه بصاحب الأخلاق المنبوذة والمذمومة، فهو دائماً يسبب الأذى للأخرين، فالرجل الحكيم يكون قادر على التمييز بين الكريم واللئيم، حيث لا يجب التعامل مع كل الناس بنفس الإسلوب.

فالإنسان الكريم يستحق أن تتعامل معه بنفس إسلوب كرمه، أما الإنسان اللئيم، فلا يمكن التعامل معه بإسلوب الكرم، حيث لا يليق به، إذ يجب الحذر منه؛ لأنه لا يسبب سوى الأذى للأخرين، وفي معتقداته أنه إذا تعاملت معه بإسلوبٍ كريم، فإنه يفسر هذا الكرم بالضعف والخوف، مما يجلعه يقلل من شأن الأخرين، لذلك فلا يجب التعامل مع الأشخاص بنفس المبدأ، لكي يتجنب الوقوع في الأخطاء، وبناءاً على ذلك يجب التعامل مع الأشخاص على قدر عقولهم بقواعد مرنة على حسب الشخص.

Be generous to a generous person and you’d win him be generous to a mean person and he’d rebel on yo:

يحكى في فترة من الزمن أن رجلاً أرادَ أن يتزوج من إبنة رجلاً حكيماً وعلى خلقٍ عظيم، حيث ذهب هذا الرجل إلى الرجل الحكيم وطلب يد ابنته للزواج، فوافقَ الأب على زواج إبنته من ذلك الرجل، ووضع لها مهراً كيساً من البصل، مما أثار إعجاب وذهول الزوج.

وبعد مرور فترةٍ من الزمن، أحست هذه الزوجة بالاشتياق إلى أهلها، وخاصةً وأنها أنجبت مولوداً، أرادت أن تريه لأهلها، فطلبت من زوجها أن يأخذها لزيارة أهلها هي وطفلها، وطلبت منه المجيء معها؛ نظراً لأن المسافة كانت بعيدة، ومعها طفل رضيع، وحتى يهون عليها مشقة الطريق، وفي منتصف الطريق كان هناك نهراً، فلما وصلت الزوجة إلى النهر، قام الزوج بأخذ الطفل منها، وتركها تقطع هذا النهر لوحدها دون مساندة منه، وما لبثت الزوجة أن مشت خطوة في النهر حتى سقطت فيه، فقامت بالاستنجاد بزوجها لكي ينقذها، لكنه رفض مساعدتها وتركها، حيث قال لها ” أنقذي نفسك بنفسك فما ثمنك إلا كيساً من البصل “.

ثم بعد ذلك جاء من ينقذها، فأكملت الزوجة الطريق إلى بيت أهلها، وحين وصلت، أخبرت الزوجة أبيها بما حدث معها، فغضب أبيها من الزوج وقال له ” خذ طفلك ولا ترجع إلينا إلا وبيدك كيساً من الذهب “، وبعدها قام الزوج بالرجوع إلى بيته، حاملاً معه طفله الرضيع.

وبعد مرور أيام، حاول الزوج الزواج بفتاة أخرى، خاصةً وأن الطفل بحاجه إلى أم، ولكنه كان كلما يتقدم للزواج بإحدى الفتيات في قريته تقوم برفضه؛ لأنهن على دراية وعلم بأن زوجته كانت على خلقٍ ودينٍ، وأن أهلها كانوا على خلقٍ عظيم، وأن الخلاف بينه وبينهم كان بسببه بدون شك.

وعنما يئس الزوج، قرر العمل ليلاً نهاراً ليجمع كيساً من الذهب لكي يرجع زوجته من أجل طفله ومن أجل نفسه، وبعد مرور العديد من السنوات من العمل، استطاع أن يجمع كيساً من الذهب، ثم حمله على ظهره وذهب به إلى أهل زوجته، حيث قدم لهم كيس الذهب، فوافق والد زوجته برجوع إبنته إلى بيت زوجها.

وفي أثناء رجوع الزوج والزوجة إلى منزلهم، وما إن وصلت الزوجة إلى النهر ووضعت قدمها لعبور النهر، قام الزوج سريعاً، بحملها على ظهرهِ، وقال لها: ” يا غاليتي، أنت حبيبتي، ومهرك غالي ويقسم الظهر، فقد دفعت فيك ما جمعته في عمل أعوام ” وحين سمع والدها بذلك ضحك مسروراً وقال : ” عندما عاملناه بأصلنا خان، وعندما عاملناه بأصله صان “. ومن هنا جاءت قصة هذا المثل .


شارك المقالة: