اقرأ في هذا المقال
اعتراف الإنسان بالخطأ هو ما يجنبه الوقوع به مرة أخرى وتكراره، وعلى الرغم من ذلك إلا أن هناك الكثيرون في هذه الحياة يواجهون صعوبة في الاعتراف بأخطائهم، حيث وجد الباحثون الذين يعملون في مختبرات علم النفس السرسري الفسيولوجي في إحدى الجامعات في ولاية (ميشيغان)، أن البشر ينقسمون إلى نوعين من الأشخاص أولهم من يمتلك عقلية ثابتة، فيقوم بتكرار الأخطاء نفسها دون اللجوء إلى الاعتراف بها، وثانيهما من يمتلك عقلية متطورة ومتحرره، حيث يلجأ إلى الاعتراف بأخطائه، فيتعلم ويتعظ منها من أجل أن يقوم بتحسين ذاته ونفسه.
أصل مثل “إنكار الخطأ يعني ارتكابه مرتين”:
يعود المثل في أصله إلى دولة بريطانيا، حيث خرج من الشعب الإنجليزي يخاطب كافة المجتمعات والأطياف البشرية، إذ تناول موضوع الأخطاء وكيفية الاعتراف بها ومدى تأثيرها على الشخص، وتُعتبر هذه القضية من المشاكل التي تواجه الإنسان بشكل يومي ومتكرر، حيث لا يوجد هناك شخص على وجه الكرة الأرضية معصوم من الوقوع في الأخطاء، فالإنسان بطبيعته خطاء، ولكن تكمن المشكلة في مسألة اعترافه بالخطأ، وهذا ما جعل الفلاسفة والحكماء بأخذ المثل وترجمته إلى كافة اللغات العالمية؛ حتى تتمكن كافة دول العالم من أخذ النصيحة بالاعتراف بالأخطاء.
مضمون مثل “إنكار الخطأ يعني ارتكابه مرتين”:
أشار المثل الإنجليزي إلى أن هناك الكثير من الأخطاء التي يقوم الأشخاص بارتكابها، ولكن المشكلة تكون في قدرة الشخص على الاعتراف بالخطأ، حيث أنه يوجد الكثيرون من الأشخاص الذين يتمتعون بالثقة بالنفس والكاريزما مما يوصلهم إلى درجة عدم تصديقهم لأنفسهم أنهم وقعوا في الخطأ، فيرفضون حينها الاعتراف به، مما يجعله يتكرر خلال حياتهم العملية، كما نرى في قصة المدرب غوارديولا عندما كان يقوم بمعاملة النجم الجزائري رياض محرز الذي يُعتبر من أفضل الاعبين، حيث كان دائم التهميش فيه ويصر من خلال التصريحات التي يدليها بأنه لا يخطئ في وصف الاعب مبرهناً بذلك إلى أنه يمتلك الأسلوب الراقي في التعامل.
وقال (ألبرت أينشتاين) حول موضوع المثل الإنجليزي أن (الجنون يتمثل في تكرار الأمر ذاته وتوقع الحصول على نتيجة مختلفة)، فأوضح الحكماء ما يقصده أينشتاين من هذا القول بأن الأذكياء يحتاجون إلى تجربة الشعور بالإحباط لمجرد مرة واحدة فقط، حتى يتمكنوا من معرفة أنهم إذا أرادوا أن يحصلوا على نتائج مختلفة، فإنه يتوجب عليهم اللجوء إلى تغيير الأسلوب لديهم.
وأوضح المثل الإنجليزي في مضمونه أن الكثير من الأشخاص الأذكياء يدركون أن الوصول في الإحساس بالرضا لا يأتي على عجلة، وإنما تحقيق الأهداف يحتاج إلى الكثير من العمل الشاق، إذ يكون بمثابة حافز ودافع يقودهم إلى النجاح، حيث أنهم اعترفوا بأخطائهم وأحسوا بشعور خيبة الأمل والألم عند فشلهم في السابق.