اقرأ في هذا المقال
أحياناً قد يتصرف الأشخاص بطريقة لا تناسب مع أعمارهم، فهناك من الكبار من يسلكون تصرفات المراهقين والصغار، وهي أمور غير مقبولة في مختلف المجتمعات، ويتم نقدها بطرق شتى ومختلفة، ومن أبرز تلك الطرق استخدام الأقوال المأثورة والأمثال التي تعبر عن هذه الحالة التي تبدو للجميع أنها غير لائقة.
مضمون مثل “الجدري أصاب الشيخوخة”:
ورد في أن أصل المثل يعود إلى اللغة الإسبانية، وهو ما أشار إلى هؤلاء الأشخاص الذين يقعون في الحب في وقت متأخر من العمر، أو يُستخدم أحياناً للتعبير عن الأشخاص الذين يشرعون في الأعمال والمغامرات التي لا تناسب أعمارهم.
وكما اتسع المثل عند الإسبان ليشمل في الوقت الحاضر التعبير عن أي نشاط يتم البدء فيه خلال وقت متأخر، أو إلى الأشخاص الذين كبروا في العمر وما زالوا يمارسون الأعمال الصغيرة التي لا تناسب عمرهم.
قصة مثل “الجدري أصاب الشيخوخة”:
ظهرت بداية هذا المثل في التعبير كعنوان لكوميديا كتبها الكاتب المسرحي “مانويل بريتون دي لوس هيريروس” خلال سنة 1817م، عبر من خلاله عن العمل النثري في تقلبات الحياة التي تكون بين اثنين من العجائز الذين تقدموا في العمر ويعيشون حالة عشق فيما بينهم، وكما كان هناك اعتقاد سائد أن المثل انتشر بفكرته بعد العرض الأول لهذا العمل سنة 1824م.
وقد تم استخدام مرض الجدري في المثل للتعبير عن مناقضة الموقف؛ وذلك بسبب أن مرض الجدري هو من الأمراض المعدية الفيروسية التي تصيب المراهقين والصغار فقط، وهي كانت تعالج قديماً لتنتهي من حياة المريض نهائياً، حيث لم يكن شائعاً انتشارها بين الأشخاص المتقدمين في العمر.
استخدم هذا المثل للتعبير عن الحالات التي كانت تناقض الواقع، فحينما يقال أن مرض الجدري أصاب شخصاً متقدم في السن وهو من الأمور غير الواقعية، فإن أعمال التي يقوم بها بعض كبار السن من الدخول في حالة عشق أو أي تصرف من تصرفات صغار السن، فإن ذلك يتنافى تماماً مع الواقع الذي نعيشه، فالكبير في السن يتصف بصفات الوقار والهيبة وإعطاء المواعظ والحكم لمن هم أصغر منه سناً؛ وذلك حسب التجارب الحياتية التي مر بها.