الحياة الدنيا

اقرأ في هذا المقال


الآية

﴿وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا كَمَاۤءٍ أَنزَلۡنَـٰهُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِیمࣰا تَذۡرُوهُ ٱلرِّیَـٰحُۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ مُّقۡتَدِرًا﴾ [الكهف ٤٥]

شبه الله الحياة الدنيا في نضرتها وبهائها الموقتين الصائرين بعد حينٍ إلى الفناء والزوال، بماءٍ أنزله من السماء، فكان حياة للأرض، وروحاً للنبات، والحب والورق، والعيدان والأغصان.

فشبهَّ كلُ شيء ذلك ونما، وترعرع حيناً من الزمان، ثمّ أدركه اليبس والجفاف، فأصبح متكسراً ، تذروه الرياح – أي: تُفرقه ذات اليمين، وذات الشمال – فليس فيه تماسك، وليس فيه مقاومه.

هذا التشبيه تسميه العرب تشبيهاً مركباً، وهو تشبيه مجموعة أشياء بمجموعة أشياء أُخرى في معنى واحد. والمراد هنا، تشبيه حال الحياة الدنيا وما فيها من الزخارف والمُغريات حيث إنّها تزول سريعاً بحال نبات: روَّاه المطر، وغمره الطلُّ، وشملته الرحمة، فصار أخضر بهيجاً، يُفرح الناظرين، ويسر الرائين، وإذا به قد جفّ وصار هشيماً في أسرع وقت.

الحكمة :

فعلى العاقل أن لا يغتر بالحياة الدنيا، فإنّها فانيةٌ ولو طالت مدُتها، وزائلة ولو اعجبك زينتها قال الحكماء: إنّما شبه الله الله تعالى الدنيا بالماء، لأنّ الماء لا يستقر في موضع، كذلك الدنيا لا تبقى على حال واحد، ولأنّ الماء لا يبقى ويذهب، وكذلك الدنيا تفنى. وفي صحيح مسلم” قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً، وقنعه الله بما آتاه”


شارك المقالة: