لا شك في أنّ الحياة صعبة، وهذا من سوف يدركه الإنسان عاجلاً أم أجلاً إذ لا تخلو حياة أي فرد من الأفراد من الأحزان والهموم، فالحياة لا تكون صافية في جميع الأوقات، ولكن من أجل أن يستطيع الفرد أن يتكيف مع كافة مآسي الحياة وصعوباتها، يجب أن تكون لديه مهارة التكيف والتأقلم مع الأحداث التي تحصل معه
حيث يقوم بالسباحة مع الأمواج تارة ومقاومتها تارةً أخرى، فيتسم من يبدعون في هذه المهارة بالمرونة القوية والجبارة في طريقة نظرهم إلى للتحديات التي تواجههم، وطريقة تفاعلهم مع الضغوطات من الناحية العاطفية، حيث يقومون بعدم الالتزام بأي شكل أو نمط معين في التعامل مع الظروف القاسية التي تواجههم، بالإضافة إلى قيامهم بالتنقل من استراتيجية إلى أخرى؛ من أجل أن يكونوا قادرين على تحصيل التأقلم.
أصل مثل “الروح المرحة أجنحة الإنسان”:
يعود أصل المثل إلى دولة يوغوسلافيا، حيث قالوه الشعب اليوغوسلافي بلغتهم الخاصة، وقد تناول المثل موضوع كيفية تأقلم أي فرد في هذا الكون مع الظروف الحياتية الصعبة التي قد تواجهه، حيث قدم نصيحة التأقلم والتفاعل مع الظروف الصعبة؛ من أجل أن يتمكن أي فرد على مواجهتها وحلها. ولأن الموضوع الذي تناوله المثل لم يقتصر على الظروف الحياتية الصعبة التي تواجه الشعب اليوغوسلافي، حيث أنها قضية عالمية تواجه كافة الأطياف البشرية في مختلف المجتمعات الدولية
هذا الأمر جعل الحكماء والفلاسفة في الدول الأوروبية بأخذ المثل اليوغوسلافي وترجمته إلى اللغة الإنجليزية؛ وذلك من أجل أن تساهم في نشره بشكل واسع وكبير، بالإضافة إلى تقديم الدافع إلى كافة الأطياف بالتأقلم من أجل حل المشاكل الصعبة وعدم التوقف عندها، وهذا ما جعل أيضاً أن تقوم الدول العربية بأخذ بالمثل وترجمته إلى اللغة العربية، حيث تداولته الدول العربية بشكل كبير.
مضمون مثل “الروح المرحة أجنحة الإنسان”:
في مواجهة مآزق الحياة وهمومها والأحداث المؤسفة التي يمر بها الناس يكون المرح والفكاهة بمثابة عون وسند، حيث أشار (فيكتور فرانكل) في كتابه الذي يحمل عنوان (بحث الإنسان عن المعنى) أنّ الفكاهة هي عبارة عن سلاح من الأسلحة الروحية التي تسعى إلى المحافظة على الذات البشرية، كما أن الفكاهة والروح المرحة لدى الإنسان تمكنه من توسع من نطاق التركيز لديه، بالإضافة إلى أنها تمتلك القدرة على تعزيز الإبداع والاستكشاف والتفكير المرن.
