اقرأ في هذا المقال
المثل: هو عبارة عن مقتطف من الكلام، مرسل بحد ذاته، ينقل الأحداث المشابهة دون تغيير، كما أنها تعبر عن أصالة الشعوب في أي زمان ومكان، ولا يبتعد كثيراً عن المقصود.
أشهر القصص التي تدل على هذا المثل “الصبر مفتاح الفرج”:
هناك فتاة سعودية تعيش بين أسرة محافظة مع والديها، حيث يعمل والدها طبيب وتعمل والدتها مديرة مدرسة، كان طموح والديها هو إكمال دراستها وزواجها، خاصةً وأن الفتاة كانت ضعيفة الشخصية، تتغلب عاطفتها على عقلها تترك لوالدتها مسؤولية اختيار كل شيء لها، فمنذ صغرها وهي تفكر بالزواج والأطفال، وعند إتمامها المرحلة الثانوية تفاجئت بقرار والديها في السفر للخارج لإتمام دراستها.
تقاعدت الأم ورافقت ابنتها في السفر، ثم لحق بهم والدها بعد فترة وجيزة، وفي آخر سنة وقبل إكمال دراستها، تقدم ابن عمها الذي يكبرها بعشرة سنوات بخطبتها، ففرحت كثيراً بتلك الخطبة؛ نظراً لما كانت تسمعه عنه من مدحٍ وغزل وثناء من جميع فتيات العائلة فهو حلم كل فتاة منهن، لكنه اختارها هي لتكون زوجةً له، فرحوا أهلها ظنناً منهم أنه من العائلة وسيحافظ على ابنتهم.
وبعد أن تمت الخطوبة عادت الفتاة لإكمال السنة المتبقية عليها من الدراسة، وفي تلك الأثناء كان ذلك الشاب “ابن عمها” يتصل بوالدتها للإطمئنان عليها كي لا يشغلها عن دراستها، ومرت السنة سريعاً، واتجه الجميع لحضور حفل تخرجها، وبعد التخرج بدأت تجهيزات الزواج السريعة، حتى أنهم قرروا العيش مع أهل زوجها في بيتهم الذي كان يفصله عن بيت أبيها حديقة مشتركة.
أحبت الفتاة زوجها كثيراً ولم ترفض له أي طلب، ولكنها تفاجئت به بعد مرور وقت قصير على الزواج، بأنه منعها من الالتحاق بوظيفة، ولأنها تحبه صمتت ولم تخبر أحداً، ومع مرور الأيام لم تقدر على إنجاب الأطفال؛ فكانت تعاني من مشاكل صحية عديدة، وبدأ وزنها يزداد، تغير عليها زوجها وبدأ يشعرها بالنقص وأنه أفضل منها أمام أهله، ورفض الانتقال إلى بيت أخر إلا بشرط حملها.
كانت زوجة عمها طيبة القلب، لكن أخواته لا يوفرن فرصة بتسبيب المشكل لها، وفي أحد الأيام كانت أخته تحكي لها قصة صديقتها التي تزوج عليها زوجها وظلمها فقالت لها: مسكينة هي، وبدأت بالدعاء على ذلك الزوج، وهنا سمعها زوجها وجن من ردها ولطمها بكل قوته على الأرض وهددها بالزواج عليها، فذهبت مسرعة إلى بيت أهلها وحدثت والديها كل ما عانته طوال مدة زواجها، فرفضت الرجوع إليه، رغم كل محاولات الزوج واعتذاره، فتطلقت منه وسافرت إلى كندا للإلتحاق بالجامعة لدراسة الماجستير.
وهناك التحقت بالجامعة وسجلت في مركز لتعليم القيم الإسلامية لأبناء المسلمين، وكان لهذا المركز دور مهم في صقل شخصيتها وفي تعرفها على مختلف الجنسيات، وبعد فترة وجيزة قام أحد قادة رواد العلم في المركز بالتقدم للزواج منها، فاخبرته عن ما عاشته في السنين الماضية، فوافق عليها بجميع ظروفها، وتم الزواج ، فكان يتسم بالصفات الملائكية ويعاملها كالملكة، وبعد مرور شهرين على زواجهم حملت بتواأم، وسافرت معه إلى جميع البلدان، فعوضها الله عن كل ما عاشته من سنين مريرة.
العبرة من مثل “الصبر مفتاح الفرج”:
مهما تحمل الإنسان من ضغوطات وظروف معيشية صعبة وآلام، ففي نهاية المطاف يكون لكل شيء نهاية، فما عليه إلا أن يتحلى بالصبر وتوكيل جميع أموره لله سبحانه وتعالى فهو أفضل من يحسن التصرف بها.