الطيور على أشكالها تقع - Birds of feather flock togather

اقرأ في هذا المقال


حظيت الأمثال باهتمام كافة المجتمعات العربية والغربية على حدٍ سواء، فقد نالت اهتمام الأدباء والكتاب العرب والغربيين؛ لما لها من نوع تعبيري وأهمية وطابع مميز، فأصبح المثل بمثابة علامة تميز فيه الموقف إذ اتسم بانتشار واسع منذ عقود قديمة.

دلالة المثل:

كثيرا ما نبتعد عن التفكير من ناحية المظهر والشكل، إذ أصبح الإنسان أكثر تعمقاً في تفكيره في انتقاء الأشخاص وخصوصا في انتقاء شريك حياته فإنه يشاركه حياته ربما إلى نهايتها إذا حصل توافق بينهما، فأصبح ينظر إلى الجوهر والمضمون.

مضمون المثل:

قيل هذا المثل منذ نصف القرن 16م حيث استخدم الكاتب “وليام تيرنر” نسخة منه لكتابه “كتاباً في الكوميديا عن الكاثوليكي المهذب ” إنقاذ الثعلب الروماني”، وظهر الإقتباس الأول لهذا المثل في اللغة الإنجليزية في عام 1955م في كتاب “القاموس الإنجليزي – الإسباني” الذي أعده المؤلف للمعاجم الإنجليزية “جون منشو.

أكثر من استخدم المثل:

استخدم المثل بشكل كبير في النصوص اليونانية منذ 380ق.م، وهم من أقدم من استخدم المثل، إذ قال
الكاتب “بنجامين جويت” في كتاب أفلاطون “الجمهورية” سنة 1856م بشكل واضح، حيث قال:”الرجال في عمري يمشون معا في قطيع، ونحن الطيور على أشكالها، كما يقول المثل القديم، حيث أشار إلى استخدام اليونانيين لهذا المثل من قبل، وكانوا كتاب اللغة الكلاسيكية الإنجليزية يرددوه بكثرة سواء في حياتهم اليومية أو في كتاباتهم.

ومن ناحية استخدام العرب لهذا المثل فقد كانوا يشيروا فيه إلى الصفات والسلوكيات المشتركة بين الأشخاص، إذ أن الطيور التي تكون من نفس الفصيلة دائما تشكل مع بعضها البعض كقطيع؛ ففسر العلماء هذا السلوك للطيور يأتي من دافع أن القوة في العدد مما يجعلها صعبة الافتراس فلا يجرؤ أحد على الاقتراب لمهاجمتها، كما أن الطيور تتجمع مع في الأسراب مع الطيور التي تشابهها في شكلها وطريق عيشها، إذ لا يمكن للطيور التعايش مع النسور.

ومن ناحية فهم الإنسان فهو كذلك، فإنه يختار شريك حياته أو أصدقاوه وفقاً للصفات المشتركة بينهم من ناحية السلوكيات وطريق المعيشة مما يسهل عليه التأقلم مع شريكه بطريقة أفضل، فكل شخص يقترب من الشخص الذي يشبهه في الصفات، فيتوافقون في الأطباع مما يسهل عليهم تكملة الطريق معاً.

وقد أشار الله تعالى في القران الكريم لمعنى هذا المثل في قوله “الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات” صدق الله العظيم.


شارك المقالة: