الصانع المهمل يلقي اللوم على أدواته - The bad agent always blames his tools

اقرأ في هذا المقال


أثبتت الخبرات المكتسبة والتجارب الواقعية صحة الأمثال والغرض منها، فأصبحت الأمثال صيغة متداولة يتم استخدامها؛ لتأكيد الحقائق الاجتماعية والمواقف والسلوكيات حتى أصبحت جزء من ثقافة المجتمعات.

مضمون مثل “الصانع المهمل يلقي اللوم على أدواته”:

يعتبر هذا المثل من أشهر الأمثال الإنجليزية، فهو يجسد قيمة مهمة جداً وهي العمل الجيد الذي يفيد صاحبه، فإبداع الإنسان في العمل يعتمد كلياً على جودة الأدوات التي يستخدمها وعلى طريقة استخدامها.

فإذا كان الإنسان يمتلك أفضل الموجود من أدوات في العالم، وفي نفس الوقت لم تكن على معرفة باستخدامها فبالتأكيد سوف يفشل في تحقيق المهام التي يسعى إليها، في حين قد ينجح إنسان آخر يمتلك القليل من الأدوات ولكنه على علم ومعرفة بطريقة استخدامها.

قصة مثل “الصانع المهمل يلقي اللوم على أدواته”:

كان هناك اثنين من الشباب يعملان في مزرعة، وكان يمتلك كل واحد منهما ثيران اثنين يُستخدمان لحراثة الأرض، كان الشاب الأول رجل جاد ومجتهد في عمله بشكل يومي متواصل ليحصل على مردود مجزي منه، حيث يقوم برعاية ثيرانه والاهتمام بهما وتغذيتهما بشكل جيد؛ لأنه كان يدرك مدى الفائدة التي تعود عليه من نشاطه الزراعي.

أما الشاب الثاني فقد كان كسول، غير نشيط في عمله، وكما يسيء إلى الثيران بعدم تغذيتهما بالشكل السيء، ويتعبهما كثيراً في حراثة الأرض، وبالرغم من كل ما يفعله بهما يشكو من قلة الفائدة من عملهم، إذ كان الشاب النشيط يقوم بنصيحته دائماً بأن يهتم بثيرانه ولكنه لم يصغي ويطبق ذلك.

بعدها قام الشاب الكسول سريعاً بشراء جرار لحراثة الأرض واستغنى عن الثيران فقام بطردهما بعيداً، فلم يعد بحاجتهم، وهنا أخذ الشاب النشيط والجاد الثيران ووضعهما مع ثيرانه، فأصبح يعتني بها ويربيها سوياً يطعمها ويسقيها مع بعضها البعض، بالرغم من أن كان غير قادر على تحمل تكاليف العناية بها.

حان وقت الزراعة عند هبوب الرياح الموسمية، حُرثت أرض الشاب النشيط بشكل ممتاز وجُهزت للزراعة بفضل الثيران الأربعة، أما الشاب الثاني بطبعه الكسول وأسلوبه السيء في تعامله مع أدواته الذي انعكس على جرارة فلم يحافظ عليه بالشكل الصحيح، مما أدى إلى حدوث أعطال به، ونتيجةً لذلك لم تجهز أرضه للزراعة في الوقت المناسب.

وبعدها بدأ يرمي باللوم على أدواته، ولم يدرك أنه السبب الرئيسي في ما وصل إليه، فخسر الزراعة بالإضافة إلى المال الذي فقده لتصليح الجرار، فبالرغم من امتلاكه لأفضل المعدات إلا أنه ساء استخدامها.


شارك المقالة: