اقرأ في هذا المقال
يتمحور الجوهر في هذا المثل حول الأشخاص اللطيفين الذين يمتلكون الطباع الحسنة، ويسعوا دوماً إلى مساعدة الآخرين، هؤلاء هم من يقوم الناس بالالتفاف حولهم، فيتوجهون نحوهم تلقائياً.
مضمون مثل “العسل يجذب الذباب أكثر مما يفعل الخل”:
فالطريقة التي يعتمدها الشخص هي من تحدد كيفية تعامل الناس معه، حيث شُبه ذلك الوضع بانجذاب الذباب إلى العسل وليس إلى الخل تماماً، وذلك كما وصفه المثل الإنجليزي القائل (Honey catch more flies than vinegar)، فالإنسان الطيب هو من يقوم بجذب تعاطف الناس وحبهم، على العكس تماماً من صاحب الأسلوب الفظ والمزاج السيء، الذي ينفر الناس منه، حيث أُشير إلى العسل بأنه الإنسان الذي يسلك الطريق التي تجعله صاحب الصيت الحسن والسمعة الطيبة، وهو من يكون من الأخيار، أما الخل فقد أُشير به إلى الإنسان الذي يسلك الطريق التي تجعله صاحب الطبع السيء والأخلاق السيئة التي تنفر الناس منه.
قصة مثل “العسل يجذب الذباب أكثر مما يفعل الخل”:
كان يعيش مزارع في كوخ صغير بجانب الغابة، كان رجل طيب القلب وكبير في العمر، كان الرجل معتاد على تقديم الرعاية والمساعدة لجميع الحيوانات التي تكون مصابة بجروح أو فقدت طريقها، فيقدم لهم الطعام ويوفر لهم المأوى ويداوي جراحهم.
وذلك بغض النظر عن ما يربي من أبقار ودواجن وكلاب التي كانت تتواجد داخل حظيرته، فقد كان يمتلك مجموعة كبيرة ومتنوعة من الحيوانات، فيعاملهم كأطفاله، فقد كانوا يعيشون تماماً كأنهم أسرةً واحدةً متماسكةً، وفي أحد الأيام اضطر الرجل للسفر إلى مدينة قريبة منه، فأخبر جميع الحيوانت بذلك، وطلب منهم أن يقوموا برعتية كوخه حتى عودته، ففعلت الحيوانات ما طلب منها؛ لأنها كانت تحب الرجل كثيراً.
وأثناء منتصف الليل، كانوا الكلاب يراقبوا الكوخ، وإذ ببعض اللصوص يحاولون التسلل إلى الكوخ، وقد كانوا مسلحين، وعندها قررت الحيوانات جميعها الإيقاع باللصوص، ثم وضعوا خطة حكيمة، من أجل التغلب عليهم، فقامت الأرانب والغزلان بتشتيت انتباه اللصوص، وهرعت باقي الحيوانات وهاجمت اللصوص جميعهم.
انصدم اللصوص بهذا الهجوم ففروا هاربين من أمام الحيوانات التي أثبتت حبها لصاحبها، وعند عودة المزارع وعلمه بما حدث مع الحيوانات، شكرهم كثيراً، وأدرك حينها أن الحيوانات ردت إليه الجميل.
