الفرق بين العلم والجهل:
يُعتبر العلم من الأمور التي سعى إليها الإنسان منذ بدء تكوّن البشرية، إذ لم يتوقف الإنسان في أي يوم من السعي وراء المعرفة، وقد حصل الإنسان على مدار العصور الكثير من العلوم التي عملت على تطور البنية المعرفية والوعي لدى الشخص، كما عملت على النهوض بالقدرة العلمية والمعرفية، فلا يوجد هناك حدود تقيد العلم، إذ يُعتبر العلم بالنسبة إلى الفرد نور الحياة الساطع الذي ينير دربه، وهو اليد التي تأخذ بالشخص وتقوده إلى أسمى معاني الرفعة والتطور والعزة.
بينما الجهل فهو لا يشكل بالنسبة للإنسان سوى المرتع الوخيم الذي لا يقود إلّا إلى العواقب الوخيمة، سواء كان ذلك على المستوى الشخصي للفرد أو على نطاق المجتمع بأكمله، فعندما يتفشى الجهل في مكان ما، فإنّه يعمل على تفشي الأمراض المجتمعية التي تعمل على النخر في جسم المجتمع، مما ينتج عنه تفشي الأضرار المجتمعية التي تحتاج إلى متسع من الوقت حتى يتمكن المجتمع من إخفائها، كما يُعتبر الجهل الظلام الدامس الذي يطمس حياة الفرد، حيث يعمل على إغلاق فكر الإنسان عن التقدم والتطور والنهوض.
وما بين العلم والجهل هناك يدان اثنتان يد العلم ويد الجهل، إذ تُعد يد العلم هي اليد التي تبني العقول وتنميها وتنهض بالدول والأمم، بينما يد الجهل فهي تعمل على هدم الثقافة والمعرفة على مستوى الفرد والمجتمع والأمم بأكملها، حيث تعمل على هدم الأسس التي تبنى عليها المجتمعات، مما يجعلها تغرق الفرد والمجتمع في بحر عميق من التخلف والرجعية.
مضمون مثل “العلم بالشيء خير من الجهل به”:
تناول المثل الإنجليزي موضوع العلم والجهل، حيث أنّه لا توجد هناك حضارة لا تقوم في أساسها على العلم، ولا يوجد هناك حضارة هدمت إلّا ورجع السبب في هدمها إلى الجهل وقلة المعرفة، ولما للعلم والجهل من أهمية كبيرة في قيام الحضارات أو هدمها، قام الحكماء والعلماء والفلاسفة من أخذ المثل وترجمته إلى كافة اللغات العالمية سواء كانت العربية أو الأوروبية؛ وذلك حتى يتمكنوا من إيصال مدى الفرق بين العلم والجهل لكافة الأطياف البشرية.
وقد أوضح المثل الإنجليزي في مضمونه أنّ العلم والإلمام بالمعرفة هو من يساهم لحد كبير في تكوين الفرد وقيام المجتمعات والنهوض بالأمم، وإنّ الإنسان العالم هو من يقدر على مواجهة الحياة ومعالجه كل ما يواجه بحكمة، بينما الإنسان الجاهل فهو قبل أن يهدم المجتمع يهدم ذاته، ولا يقوده جهله إلا إلى طريق مسدود تماماً.