يتناول المثل موضوع الجنون الذي يتمثل بالغضب الشديد، وفسر من قِبل الحكماء والعلماء الغربيين والعرب على أنه إذا غضب الإنسان، وكان غضبه يثير فيه فقدان جميع أعصابه، فإنه يصبح كالمجنون ولا يقوى على التحكم بتصرفاته.
قصة مثل “الغضب جنون”:
يحكى في قديم الزمان أنه كان هناك صبي صغير في السن، سريع الغضب والانفعال في أصغر المواقف، إذ يفقد صوابه لأتفه الأسباب، الشيء الذي يتسسب له في فقدان كل شيء قيم من حوله.
في أحد الأيام قام والد الصبي بجلب عدد من المسامير، في حقيبة صغيرة وطلب من ابنه أنه عندما يشعر بالانفعال والغضب ويفقد صوابه، أن يقوم بدق أحد المسامير في السياج التابع لحديقة المنزل، فقام الولد بالأخذ بنصيحة والده، ثم قام بفعل ما طلبه والده منه.
وفي اليوم الأول كان الصبي قد دق ما يقارب سبعة وثلاثون مسماراً في السياج التابع للحديقة، وبالتأكيد كان دق المسامير ليس بسهولة، ثم حاول الفتى التحكم بغضبه بعض الشيء، فاستمر الوضع على هذا الحال لبعض الأسابيع، حاول الفتى بعدها أن يقوم بدق عدد أقل من المسامير في سياج السور، حتى جاء يوم تمكن فيه من عدم الدق بالمسامير أبداً.
فرح الفتى كثيراً فذهب وأخبر والده عن الفرح الذي ألم به، وطلب الوالد من ابنه أنه كل ما يمر يوم بدون غضب، وقام بالتحكم بأعصابه فلابد له من أن يقوم بنزع مسمار من السور.
أخذ الصبي بالفعل نزع جميع المسامير واحداً تلو الأخرى، فقد كان قد تحكم بغضبه تماماً، وبعد ذلك جاء اليوم الذي تم نزع جميع المسامير فيه من السور، ثم أسرع بعدها إلى والده وقام بإخباره بالإنجاز الذي قام به في التحكم بغضبه، فقام والده برفقته إلى السياج، وقال له: أنه أحسن صنعاً، ولكن انظر إلى السور فإنه يحتوي على الكثير من الثقوب التي سببها دق المسامير، وبذلك فلن يعود السياج إلى حالته الأصلية، فأخبره بالحكمة القائله؛ إن ما تقوم بفعله أثناء الغضب، يترك وراءه ثقوب تشبه التي في السياج في نفوس الآخرين، حيثما يشكل الغضب طعن في نفوس الآخرين، من خلال الكلمات التي تُبقى نزيف قوي، مهما حاولت الاعتذار بعدها، فالجرح يبقى مكانه كثقوب السياج.