الآية
﴿وَقَـٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةࣱ وَیَكُونَ ٱلدِّینُ لِلَّهِۖ فَإِنِ ٱنتَهَوۡا۟ فَلَا عُدۡوَ ٰنَ إِلَّا عَلَى ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [البقرة ١٩٣]
قال ابن عباس رضي الله عنهما : الفتنة هنا: الشرك بالله تعالى وما تابعه من أذى للمؤمنين.
وأصل الفتنة، الاختبار والامتحان، مأخوذ من فتنة الفضة إذا أدخلتها في النار لتمييز رديئها من جيدها.
(فَإِنِ ٱنتَهَوۡا۟ فَلَا عُدۡوَ ٰنَ) عن الكفرـ إمّا بالإسلام، أو بأداء الجزية في حق أهل الكتاب، وإلّا قوتلوا وهم ظالمون لنفسهم لا عدوان إلّا عليهم ، والحديث الصحيح : أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله” وسمّى ما يفعل بالكفار عدواناً وظلماً، وهو في نفسه حق وعدل لكونه جزاء الطالم للمشاركة كقوله تعالى ﴿وَٱلَّذِینَ إِذَاۤ أَصَابَهُمُ ٱلۡبَغۡیُ هُمۡ یَنتَصِرُونَ (٣٩) وَجَزَ ٰۤؤُا۟ سَیِّئَةࣲ سَیِّئَةࣱ مِّثۡلُهَاۖ فَمَنۡ عَفَا وَأَصۡلَحَ فَأَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ لَا یُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِینَ (٤٠)﴾ [الشورى ٣٩-٤٠]
والمنتهون عن الشرك، ليسوا ظالمين فلا عدوان عليهم.
أمر الله المسلمين بقتال المشركين حتى يُجتث الكفر من جذوره، وحتى لا يبقى شرك ولا يسمع له خبرٌ، فينصاعوا للحق مذعنين، ويدخلوا في دين الإسلام آمنين.
والفرق بين الوثني وأهل الكتاب، أنّ أهل الكتاب معهم كتب منزلة، فيها الحق ما فيها، وفيها أحكام يرجعون إليها، وإن حرفوا وبدلوا.