القناعة كنز لا يفنى - Contentment an inexhaustible treasure

اقرأ في هذا المقال


للأمثال أهمية كبيرة في التعبير عن مدى تفكير الإنسان، رغم قصر كلماتها، لكنها تمتلك معنى دلالي، بليغ وحكيم، قادر على أن يصف الحالة الإنسانية المشابهة، بدقةٍ عالية.

مضمون مثل “القناعة كنز لا يفنى”:

الأصل في هذا المثل يعود إلى إحدى ملوك الصين، حيث أنه يتضمن أن هناك أشخاص مثاليين، يملكون السلام النفسي داخلهم، والذي ينبثق عن القناعة الشخصية لديهم، والرضى بما هو مقدر لهم، فهولاء الأشخاص محبوبون ومرغوب بهم داخل مجتمعاتهم.

قصة مثل “القناعة كنز لا يفنى”:

يحكى منذ زمن بعيد في دولة الصين، أنه هناك ملك عظيم، ذو سمعة طيبة وقلب رحيم وعقل حكيم، معروف عنه بالعدل في جميع أنحاء دولته، حيث كان محبوباً جداً بين شعبه؛ لما يحمله من صفات حميدة، وكان هناك رجل فقير، يعمل في قصر الملك، كان الملك يحب الحديث معه جداً، خاصةً وأن الملك كان عطوف جداً، يقدم المساعدة لكل من يحتاجه.

كان الرجل الفقير يقوم بعمله على أكمل وجه في قصر الملك؛ وذلك من شدة حبه للملك، إذ يأخذ أجراً مقابل ذلك العمل، وفي إحدى الأيام غاب الرجل الفقير عن المجيْ إلى القصر، ففقده الملك، وأحس بغيابه، ثم تسائل في ذهنه، هل يريد هذا العم أن أزيد من أجره؛ لأنه يعلم بمنزلته عندي وأنني لا أستغني عنه، فقرر الملك أن يزيد من أجرة الرجل الفقير.
وفي اليوم التالي جاء الرجل الفقير إلى قصر الملك، وقام الملك بإعطائه أجره بالإضافة إلى الزيادة فشكره العم ولم يسأل عن سبب زيادة الأجر، ومع مرور الأيام، بدأ الرجل الفقير بالتغيب يوماً تلو الآخر، وعندها بدأ الملك يفتقره وبدأ غضبه يزداد، وفي إحدى الأيام قام الملك وجمع جميع العاملين في القصر وسألهم عن سبب غياب ذلك الرجل، ولكنهم لم يعلموا عن سبب غيابه.

وفي هذه الأثناء قرر الملك أن ينقص من أجره، حتى لا يكرر فعلته مرة أخرى، وفي اليوم التالي، جاء الرجل إلى القصر، وأخذ أجره من الملك وقام بشكر الملك واستأذن منه كي يخرج، لكن الملك أوقفه وسأله متعجباً: زدت أجرك في المرة الأولى ولم تسألني لماذا، وأنقصت أجرك في المرة الثانية ولم تسأل شيئاً أيضا فلماذا؟ فرد عليه الرجل: لقد تغيبت في المرة الأولى مضطراً؛ لأنني رزقت بمولود وعندما جئت إلى القصر، اعتقدت أنك زدت أجري بسبب المولود فسررتُ جداً، وأحسست حينها أنها رزقة مولودي الجديد.

وتغيبت في المرة الثانية مضطراً أيضاً؛ لأنني فقدت والدتي، فقد رحلت السيدة التي أعيش برزقتها للأبد، وعندما جئت إلى القصر، فوجدتك أنقصت أجري، فاعتقدت أن هذا رزق والدتي الذي كنت أكسبهُ رحل معها.

فحزن الملك كثيراً ودمعت عيناه، وقال له منبهراً بقناعته ” ألا ليت كل الأشخاص مثلك يملكون أرواحٍ طيبة ويتسمون بالقناعة، وتشعرون بالرضا بما يقسمه القدر.

العبرة من مثل “القناعة كنز لا يفنى”:

القناعة شعور جميل، فهو يجعل الإنسان في سلام نفسي دائم، فحث النفس على الرضا والقناعة في جميع أمور الحياة، يولد إنسان ذات نفس سوية، حيث الشخص القنوع دائما يكون ذات سمعة حسنة داخل مجتمعه ويكسب محبة من حوله.


شارك المقالة: