في الكثير من الأحيان نسهو عما بداخلنا من قدرات ومواهب، فنعطي لأنفسنا حجم أقل مما تستحق، ولكن المواقف هي التي تقوم ببرز المعدن الأصلي للإنسان وقدراته، فمن الممكن أن تضعنا الظروف في مكان يخرج أفضل ما بداخلنا، فنكتشف قدراتنا وسر قوتنا.
مضمون مثل “اليأس يمنح الشجاعة لجبان”:
ففي أغلب الأحيان يكون اليأس هو من يدفع بالإنسان إلى التحلي بالقوة والشجاعة للخروج من هذه الحالة، ويكون بفضله قد تحول من إنسان متصف بالجبن إلى إنسان شجاع محار قادر على الانتصار على اليأس من أجل أن ينجو بنفسه.
ويُعد المثل الإنجليزي من أكثر الأمثال الإنجليزية شهرةً، وهو يتناول موضوع روح الشجاعة التي تبث في الشعوب للانتصار على اليأس، فالاستسلام للواقع من الممكن أن يؤدي بحياة الشخص، لكن أن يقوم بالتغلب على حالة اليأس التي تصيبه يساعده على أن يتخطى العقبات التي تواجهه، وكما تمنحه الشجاعة عند تعرضه لأي موقف يواجهه في هذه الحياة.
قصة مثل “اليأس يمنح الشجاعة لكل جبان”:
يقال قديماً أنه كانت هناك نملة صغيرة تسكن إلى جانب بركة ماء تحت شجرة كبيرة، تتصف النملة بالخجل والخوف من أي شيء حتى بمجرد حركة الشجرة عند هبوب الرياح، وفي أحد الأيام هبت الرياح الموسمية وكانت عاصفة شديدة فقدت بسببها النملة توازنها ووقعت في البركة.
كافحت النملة من أجل أن تقدر على الخروج لكن دون جدوى، وحينها كانت حمامة واقفة على غصن الشجرة شاهدت النملة وهي تصارع من أجل الخروج من البركة، قامت الحمامة بكسر الغصن ومدته إلى النملة ثم صعدت عليه النملة شكرت الحمامة لانقاذ حياتها.
أنشئت علاقة صداقة حميمة بين الحمامة والنملة، فكانت تقوم الحمامة بنصح النملة بتعلم الشجاعة ومواجهة الحياة بشكل جريء، بينما بقيت النملة كما هي دون جدوى، وفي أحد الأيام جاء إلى البركة صياد يحمل معه قوس من أجل أن يشرب، وعندما أتم شرب الماء وإذ به يلمح الحمامة فوق غصن الشجرة، قام بتصويب سهمه باتجاه الحمامة، فزعت النملة لِما رأت فقد كانت الحمامة نائمة، ثم فزعت بسرعة إلى قدم الصياد وقرصته بين أصابعه فحولت انتباهه عن الحمامة، وبسبب الضجة التي أحدثها الصياد افاقت الحمامة، وفرت بالطيران.
فرحت النملة بنجاة الحمامة، وكما شعرت بالفخر بسبب الشجاعة التي استطاعت أن تتحلى بها للمرة الأولى، فظهر بوضوح اليأس الذي دفعها للتحلي بالشجاعة، فتحول جبنها إلى شجاعة.