اقرأ في هذا المقال
- مناسبة التسمية
- موافقة أول السورة لآخرها
- المحور الرئيسي للسورة
- مواضيع السورة المباركة
- فضل السورة
- فوائد السورة المباركة
قال تعالى: ﴿حمۤ (١) وَٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِینِ (٢) إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةࣲ مُّبَـٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِینَ (٣) فِیهَا یُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِیمٍ (٤) أَمۡرࣰا مِّنۡ عِندِنَاۤۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِینَ (٥) رَحۡمَةࣰ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ (٦) صدق الله العظيم.
مناسبة التسمية:
الدخان هي آية للتخويف، وقد جعلها الله آية لتخويف الكفار، حيث أُصيبوا بالقحط والمجاعة وذلك لتكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا ينظرون جهة السماء، فيشاهدون مثل الدخان من شدة التعب والجهد.
وذكر ابن قتيبة في تفسير الدخان بهذه الحالة وجهين:
الأول: أنّه في سنة القحط يعظم يبس الأرض بسبب انقطاع المطر، ويرتفع المطر ويرتفع الغبار الكثير ويظلم الهواء، وذلك يشبه الدخان ولهذا يقال لسنة المجاعة: الغبراء.
الثاني: أنّ العرب يسمُّون الشر الغالب بالدخان فيقول: كان بيننا أمر ارتفع له دخان، والسبب فيه أنّ الإنسان إذا اشتد خوفه أو ضعفه أظلمت عيناه فيرى الدنيا كالمملوءة من الدخان.
والقول الثاني في الدخان: أنّه دخان يظهر في العالم وهو إحدى علامات القيامة، قالوا: فإذا حصلت هذه الحالة حصل لأهل الإيمان منه حالة تشبه الزكام، وحصل لأهل الكفر حالة يصير لأجلها رأسه كرأس الحنيذ، وهذا القول هو المنقول عن علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو قول مشهور لابن عباس.
موافقة أول السورة لآخرها:
بدأت السورة بالتكلم عن القرآن الكريم وأنّه نذير قال تعالى: (وَٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِینِ (٢) إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةࣲ مُّبَـٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِینَ (٣) فِیهَا یُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِیمٍ) صدق الله العظيم، وختمت السورة بذكر القرآن أنه تذكره قال تعالى ﴿فَإِنَّمَا یَسَّرۡنَـٰهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمۡ یَتَذَكَّرُونَ (٥٨) فَٱرۡتَقِبۡ إِنَّهُم مُّرۡتَقِبُونَ (٥٩)﴾ صدق الله العظيم، وهذا من رحمة الله بعباده المؤمنين، أنّه أنزل إليهم كتاب يخبرهم وينذرهم.
المحور الرئيسي للسورة:
التحذير من الانخداع بالقوة والسلطة.
مواضيع السورة المباركة:
- بيان إمهال الله تعالى لمن كذب الرسل، قال تعالى: ﴿فَٱرۡتَقِبۡ یَوۡمَ تَأۡتِی ٱلسَّمَاۤءُ بِدُخَانࣲ مُّبِینࣲ (١٠) یَغۡشَى ٱلنَّاسَۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِیمࣱ (١١)﴾ صدق الله العظيم.
- لا يزال البلاء ينزل على المكذبين، حتى يعودوا إلى الله تعالى ويرجعوا، أو يأتيهم العذاب، قال تعالى: ﴿فَٱرۡتَقِبۡ یَوۡمَ تَأۡتِی ٱلسَّمَاۤءُ بِدُخَانࣲ مُّبِینࣲ (١٠) یَغۡشَى ٱلنَّاسَۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِیمࣱ (١١) رَّبَّنَا ٱكۡشِفۡ عَنَّا ٱلۡعَذَابَ إِنَّا مُؤۡمِنُونَ (١٢)﴾ صدق الله العظيم.
- ذكر قصة فرعون الطاغية وانخداعه بقوته، وسلطته، حتى جاءه العذاب من عند الله تعالى قال تعالى: (وَلَقَدۡ فَتَنَّا قَبۡلَهُمۡ قَوۡمَ فِرۡعَوۡنَ وَجَاۤءَهُمۡ رَسُولࣱ كَرِیمٌ (١٧) أَنۡ أَدُّوۤا۟ إِلَیَّ عِبَادَ ٱللَّهِۖ إِنِّی لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِینࣱ (١٨)) صدق الله العظيم- إلى قوله تعالى: (فَدَعَا رَبَّهُۥۤ أَنَّ هَـٰۤؤُلَاۤءِ قَوۡمࣱ مُّجۡرِمُونَ (٢٢) فَأَسۡرِ بِعِبَادِی لَیۡلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ (٢٣) وَٱتۡرُكِ ٱلۡبَحۡرَ رَهۡوًاۖ إِنَّهُمۡ جُندࣱ مُّغۡرَقُونَ (٢٤)﴾ صدق الله العظيم.
فضل السورة:
عن أبي هريرة أنّ النبي ﷺ قال: (من قرأ الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك) وجاء عن أبي أمامة قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بيتاً في الجنة).
فوائد السورة المباركة:
- لمّا ادَّعى فرعون هذه الأمّة أبو جهل أنّه أقوى وأمنع أهل مكة وأعزهم، قتله الله شر قتله يوم بدر، وأنزل فيه آيات، توبيخاً، وتحذيراً لمن سار على طريق، حتى أن السورة ذكرت طريقة العذاب، قال تعالى: (إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ (٤٣) طَعَامُ ٱلۡأَثِیمِ (٤٤) كَٱلۡمُهۡلِ یَغۡلِی فِی ٱلۡبُطُونِ (٤٥) كَغَلۡیِ ٱلۡحَمِیمِ (٤٦) خُذُوهُ فَٱعۡتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاۤءِ ٱلۡجَحِیمِ (٤٧) ثُمَّ صُبُّوا۟ فَوۡقَ رَأۡسِهِۦ مِنۡ عَذَابِ ٱلۡحَمِیمِ (٤٨) ذُقۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡكَرِیمُ (٤٩) إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُم بِهِۦ تَمۡتَرُونَ (٥٠)) صدق الله العظيم.
- قال تعالى: ﴿فَمَا بَكَتۡ عَلَیۡهِمُ ٱلسَّمَاۤءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُوا۟ مُنظَرِینَ﴾ صدق الله العظيم- أي لكفرهم- وروى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ﷺ: (ما من مؤمن إلّا وله في السماء بابان باب ينزل منه رزقه وباب يدخل منه كلامه وعمله فإذا مات فقداه فبكيا عليه- ثم تلا- “فما بكت عليهم السماء والأرض”. يعني أنّهم لم يعملوا على الأرض عملا صالحا تبكي عليهم لأجله، ولا صعد لهم إلى السماء عمل صالح فتبكي فقد ذلك. وقال مجاهد: إنّ السماء والأرض يبكيان على المؤمن أربعين صباحاً. قال أبو يحيى: فعجبت من قوله فقال: أتعجب! وما للأرض لا تبكي على عبد يعمرها بالركوع والسجود! وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتسبيحه وتكبيره فيها دوي كدوي النحل!