اقرأ في هذا المقال
- مناسبة التسمية
- موافقة أول السورة لآخرها
- المحور الرئيسي للسورة
- مواضيع السورة المباركة
- فوائد ولطائف حول السورة المباركة
قال تعالى: ﴿طسۤمۤ (١) تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِینِ (٢) لَعَلَّكَ بَـٰخِعࣱ نَّفۡسَكَ أَلَّا یَكُونُوا۟ مُؤۡمِنِینَ (٣) إِن نَّشَأۡ نُنَزِّلۡ عَلَیۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ ءَایَةࣰ فَظَلَّتۡ أَعۡنَـٰقُهُمۡ لَهَا خَـٰضِعِینَ وَمَا یَأۡتِیهِم مِّن ذِكۡرࣲ مِّنَ ٱلرَّحۡمَـٰنِ مُحۡدَثٍ إِلَّا كَانُوا۟ عَنۡهُ مُعۡرِضِینَ (٥) فَقَدۡ كَذَّبُوا۟ فَسَیَأۡتِیهِمۡ أَنۢبَـٰۤؤُا۟ مَا كَانُوا۟ بِهِۦ یَسۡتَهۡزِءُونَ (٦) أَوَلَمۡ یَرَوۡا۟ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَمۡ أَنۢبَتۡنَا فِیهَا مِن كُلِّ زَوۡجࣲ كَرِیمٍ (٧)) صدق الله العظيم.
مناسبة التسمية:
الشعراء: لأن الشعراء في زمن النبوة من أكثر الناس تأثيراً على الشعوب.
الظُلّة: لقوله تعالى: ﴿قَالَ رَبِّیۤ أَعۡلَمُ بِمَا تَعۡمَلُونَ (١٨٨) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمۡ عَذَابُ یَوۡمِ ٱلظُّلَّةِۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَذَابَ یَوۡمٍ عَظِیمٍ (١٨٩)﴾ [الشعراء ١٨٨-١٨٩] صدق الله العظيم.
الجامعة: هي أول سورة جاءت بذكر الرسل عليهم السلام إلى الرسالة المحمدية.
موافقة أول السورة لآخرها:
بدأت السورة بذكر كتاب الله سبحانه وتعالى ، بقوله تعالى: (تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِینِ (٢)) صدق الله العظيم.
وختمت كذلك بذكر القرآن الكريم، وبدأت بوعيد الظالمين ن بقوله تعالى: ﴿إِن نَّشَأۡ نُنَزِّلۡ عَلَیۡهِم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ ءَایَةࣰ فَظَلَّتۡ أَعۡنَـٰقُهُمۡ لَهَا خَـٰضِعِینَ﴾ [الشعراء ٤] صدق الله العظيم، وختمت بوعيد الظالمين ، قال تعالى (إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَذَكَرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا وَٱنتَصَرُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُوا۟ۗ وَسَیَعۡلَمُ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ أَیَّ مُنقَلَبࣲ یَنقَلِبُونَ (٢٢٧)) صدق الله العظيم، وختمت كذلك بوعد للطالمين.
وذلك أنَّ كلَّاً سوى القرآن الكريم باطل، في أخبارهنّ ودعوته ، ووصفه.
المحور الرئيسي للسورة:
الخطر الذي ينقله الإعلام.
مواضيع السورة المباركة:
- ذكر بعض الصوبات التي واجهت سيدنا محمد عليه السلام ، فقد واجه طاغية من طغاة الأرض، فادّعى الأولوهية.
- تكليف سيدنا موسى بمهمة من أصعب المهام ( يأخذ بني إسرائيل من ظلم فروعون) قال تعالى: ﴿﴿قَالَ كَلا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (١٥) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (١٧) ﴾ [الشعراء ١٥-١٧] صدق الله العظيم.
- تهديد فرعون لموسى عليه السلام بالسجن، قال تعالى: (قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لأجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (٢٩)) صدق الله العظيم.
- استعانة فرعون بالسحرة قال تعالى: ﴿فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (٣٨) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (٣٩) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (٤٠) ﴾ صدق الله العظيم.
- هدد بقتل سيدنا موسى عليه السلام، قال تعالى: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (٦١)) صدق الله العظيم.
- تهديد سيدنا (هود عليه السلام) قال تعالى: (قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (١١٦)) صدق الله العظيم، و قتل ناقة (صالح عليه السلام) حيث قال تعالى : ﴿فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (١٥٧) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٥٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٥٩) ﴾ صدق الله العظيم ، ثم فعل الفاحشة في قوم ( لوط عليه السلام) حيث قال عنهم ربنا عزوجل: ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (١٦٦) ﴾ صدق الله العظيم، وتعدي قوم (شعيب عليه السلام) وتطفيفهم الميزان قال تعالى: ﴿وَمَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (١٨٠) ۞ أَوۡفُوا۟ ٱلۡكَیۡلَ وَلَا تَكُونُوا۟ مِنَ ٱلۡمُخۡسِرِینَ (١٨١) وَزِنُوا۟ بِٱلۡقِسۡطَاسِ ٱلۡمُسۡتَقِیمِ (١٨٢) وَلَا تَبۡخَسُوا۟ ٱلنَّاسَ أَشۡیَاۤءَهُمۡ وَلَا تَعۡثَوۡا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِینَ (١٨٣)﴾ [الشعراء ١٨٠-١٨٣] صدق الله العظيم.
فوائد ولطائف حول السورة المباركة:
- تكرار كلمة (مبين) ثلاث مرات، قال تعالى : ( تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِینِ (٢)) صدق الله العظيم، وقوله تعالى: (قَالَ أَوَلَوۡ جِئۡتُكَ بِشَیۡءࣲ مُّبِینࣲ (٣٠)) صدق الله العظيم ، وقوله تعالى (بِلِسَانٍ عَرَبِیࣲّ مُّبِینࣲ (١٩٥) صدق الله العظيم.، والهدف من ذلك توضيح البينات والآيات، وأن القرآن هو الجدة الدامغة .
- تكرار الكلمة ( لسان ) في كثير من الآيات، قال تعالى: (وَیَضِیقُ صَدۡرِی وَلَا یَنطَلِقُ لِسَانِی فَأَرۡسِلۡ إِلَىٰ هَـٰرُونَ (١٣)) صدق الله العظيم، قال تعالى (وَٱجۡعَل لِّی لِسَانَ صِدۡقࣲ فِی ٱلۡـَٔاخِرِینَ (٨٤)) صدق الله العظيم، وقوله تعالى: (بِلِسَانٍ عَرَبِیࣲّ مُّبِینࣲ (١٩٥) صدق الله العظيم، لتوضيح أهمية ودور الكلمة في التأثير على المجتمع.
- قوله تعالى: ﴿وأنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ﴾ صدق الله العظيم قوله: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ وذلك لأنه تعالى بدأ بالرسول فتوعده إن دعا مع الله إلها آخر، ثم أمره بدعوة الأقرب فالأقرب، وذلك لأنّه إذا تشدد على نفسه أولا، ثم بالأقرب فالأقرب ثانياً، لم يكن لأحد فيه طعن البتة وكان قوله أنفع وكلامه أنجع، وروي ”«أنّه لما نزلت هذه الآية صعد الصفا فنادى الأقرب فالأقرب وقال: يا بني هاشم، يا بني عبد مناف، يا عباس عم محمد، يا صفية عمة محمد؛ إنّي لا أملك لكم من الله شيئا، سلوني من المال ما شئتم» “ وروي ”«أنّه جمع بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا على رجل شاة وقعب من لبن، وكان الرجل منهم يأكل الجذعة ويشرب العس، فأكلوا وشربوا، ثم قال يا بني عبد المطلب لو أخبرتكم أن بسفح هذا الجبل خيلا، أكنتم مصدقي ؟ قالوا: نعم، فقال: إنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد» “ .
- قوله تعالى: ﴿وَٱلشُّعَرَاۤءُ یَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ (٢٢٤) أَلَمۡ تَرَ أَنَّهُمۡ فِی كُلِّ وَادࣲ یَهِیمُونَ (٢٢٥) وَأَنَّهُمۡ یَقُولُونَ مَا لَا یَفۡعَلُونَ (٢٢٦) إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَذَكَرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا وَٱنتَصَرُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُوا۟ۗ وَسَیَعۡلَمُ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ أَیَّ مُنقَلَبࣲ یَنقَلِبُونَ (٢٢٧)﴾ [الشعراء ٢٢٤-٢٢٧]، قال الرازي : اعلم أنّ الكفار لما قالوا: لم لا يجوز أن يقال: إن الشياطين تنزل بالقرآن على محمد كما أنهم ينزلون بالكهانة على الكهنة وبالشعر على الشعراء ؟ ثم إنّه سبحانه فرق بين محمد ﷺ وبين الكهنة، فذكر ههنا ما يدل على الفرق بينه عليه السلام وبين الشعراء، وذلك هو أنّ الشعراء يتبعهم الغاوون، أي الضالون، ثم بين تلك الغواية بأمرين:
- الأول: ﴿أنّهم في كل واد يهيمون﴾ والمراد منه الطرق المختلفة كقولك: أنا في واد وأنت في واد، وذلك لأنّهم قد يمدحون الشيء بعد أن ذموه وبالعكس، وقد يعظمونه بعد أن استحقروه وبالعكس، وذلك يدل على أنّهم لا يطلبون بشعرهم الحق ولا الصدق بخلاف أمر محمد ﷺ، فإنه من أول أمره إلى آخره بقي على طريق واحد وهو الدعوة إلى الله تعالى والترغيب في الآخرة والإعراض عن الدنيا.
- الثاني: ﴿وأنهم يقولون ما لا يفعلون﴾ وذلك أيضا من علامات الغواة، فإنّهم يرغبون في الجود ويرغبون عنه، وينفرون عن البخل ويصرون عليه، ويقدحون في الناس بأدنى شيء صدر عن واحد من أسلافهم، ثم إنّهم لا يرتكبون إلّا الفواحش، وذلك يدل على الغواية والضلالة.