يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا

اقرأ في هذا المقال


الآية:

﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُوا۟ مِنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَٱعۡمَلُوا۟ صَـٰلِحًاۖ إِنِّی بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِیمࣱ﴾ [المؤمنون ٥١]

في عصر تنوعت فيه مصادر الأموال، وكثر الدخن فيها، فحريّ بالعبد أن يجتهد في طيب رزقه، الذي له أثر على بدنه، وقلبه، وإجابة دعوته، والمؤمن حين يجتهد في هذا، فإنّما يتأسّى بصفوة الخلق الذين قيل دعوته، والمؤمن حين يجتهد في هذا، فإنّما يتأسى بصفوة الخلق الذين قيل لهم: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُوا۟ مِنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَٱعۡمَلُوا۟ صَـٰلِحًاۖ إِنِّی بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِیمࣱ﴾ صدق الله العظيم [المؤمنون ٥١].

والطيب في النصوص الشرعية يأتي كثيراً بمعنى الحلال، وضده الخبيث بمعنى الحرام، ومنه قول الله تعالى: (كُلُوا۟ مِنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِ)صدق الله العظيم. أي المُحللات.

وقد يأتي ( الطيب) بمعنى الجيد، والخبيث بمعنى الرديء، كما في قوله تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَنفِقُوا۟ مِن طَیِّبَـٰتِ مَا كَسَبۡتُمۡ وَمِمَّاۤ أَخۡرَجۡنَا لَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِۖ وَلَا تَیَمَّمُوا۟ ٱلۡخَبِیثَ مِنۡهُ تُنفِقُونَ ﴾ صدق الله العظيم [البقرة ٢٦٧] .

“والصالح” في قوله تعالى (وَٱعۡمَلُوا۟ صَـٰلِحًاۖ) يكون بفعل الأوامر وترك النواهي، وتناول المباحات.

ونلحظ في هذه الآية الكريمة اهتماماً بلقمة الحلال حين خوطب بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولمّا كان من المقصود من الأكل – هو الغذاء واللذة- يحصل ببعض قال سبحانه (مِنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِ) فقال (مِنَ) التي تدل على التبعيض.

ولمّا كان المخاطب بأكل الحلال والعمل الصالح شأنه أن تستشرف نفسه لتعين ثمرة ذلك، جاء الخبر مؤكداً ب – إنّ – في قوله تعالى :  (إِنِّی بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِیمࣱ) وحين يخبر الله تعالى عن علمه، فإنّما يقصد به العلم المستلزم للجزاء، فكان كناية عن الجزاء، وفي هذا التفخيم لهذا الجزاء وتعظيم له، فهو جزاء الله العليم وكفى به.

والله تعالى حين يأمر بالأكل، فمن أحل بقاء البدن، واشترط أن يكون من الطيبات، لأنّها هي التي تغذي ولا تؤذي، أمّا الخبائث ففيها الأذى ويتفه أو يعدم منها الغذاء.

وأمر بالعمل الصالح الذي فيه ذكاء النفس وتزكية لها، ونفع لها العاجل والآجل وخير للعباد والبلاد.

وهنا نكتة بلاغية في ترتيب المذكورات في الآية: فإنّ الأعمال تتوقف على سلامة الأبدان، فكانت المحافظة على الأبدان من الواجبات، ولهذا قدم الأمر بالأكل على الأمر بالعمل


شارك المقالة: