اقرأ في هذا المقال
اشتهرت الأمثال العالمية على نطاق واسع وكبير في مختلف المجتمعات الغربية والعربية، وبذلك كانت تطلق في وقائع وأحداث مشابهة وصفات مشتركة بين الناس، على اختلاف ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، مما جعلها تتميز بسعة الانتشار والتوسع.
أصل مثل “كل الأشياء الجميلة لابد لها من نهاية”:
يُعتبر المثل الإنجليزي من الأصل البريطاني القائل (ِAll good things come to an end) من أشهر الأمثال المتداولة على مستوى العالم بأكمله، وتمت ترجمته بعد ذلك إلى اللغة العربية والأخذ به من قِبل كافة الأطياف في المجتمعات العربية.
مضمون مثل “كل الأشياء الجميلة لابد لها من نهاية”:
بين الحكماء العرب والغربين تفسير معنى المثل بأن لحظات السعادة والفرح التي تحصل للشخص لا تستمر إلى الأبد، بالإضافة إلى أن الأشياء الجميلة والأوقات السعيدة التي يمر بها الإنسان لابد من أن يحين الوقت والزمن التي سوف تبدأ بالزوال من حياته.
على سبيل المثال الجمال والوسامة التي يتمتع بها الشباب في مرحلة معينة من العمر، سوف يأتي اليوم الذي تندرج إليه علامات الشيخوخة وتبدأ بالتغطية على كل ما هو جميل حينها، إذ يبدأ عمره في الزحف إلى التقدم فتزول وسامتهم، كما هو الحال أيضاً بالنسبة إلى الجمال التي تتمتع به المرأة فلابد من أن يأتي اليوم التي تصل فيه إلى مرحلة الشيخوخة التي تجر في طريقها الجمال فيشارف على الانتهاء، كما هو حال الأوقات الجميلة والسعيدة التي يعيشها الشخص في مرحلة ما فإنه لابد أن يمر الوقت فتمضي معه.
ظهرت العديد من المرادفات للمثل البريطاني في التراث العربي القديم الأصيل، ومنها المثل القائل (كل نعيم زائل)، وقد تم أخذ المثل العربي من أبيات شعرية للشاعر لبيد بن ربيعة العامري، حيث قال: ألا كل شيء إذا ما خلا باطل … وكل نعيم لا محاله زائل.
وكانت المناسبة التي قيل فيها بيت الشعر هي أنه الصحابي عثمان بن مظعون كان بجوار وليد بن المغيرة، حيث كان يشاهد المسلمين يتعرضون إلى العذاب والأذى أمام عينه، مما كان يسبب له الغضب من ما يحصل، ولم يقبل به بجوار الوليد، وحينما كان يجلس في أحد المجالس التابعة لقوم قريش مر لبيد على عثمان الصحابي الجليل، وعندما رآه قال تلك الأبيات الشعرية، مما جعل النبي صلّ الله عليه وسلم يثني عليها ويصدقها عندما سمع بها فقال: (أصدق كلمة قالها الشاعر لبيد)، ودل البيت الشعري على أنه كل شيء في هذه الحياة زائل وفاني.
