الآية
﴿كُلُّ نَفۡسࣲ ذَاۤىِٕقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوۡنَ أُجُورَكُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۖ فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ وَمَا ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَاۤ إِلَّا مَتَـٰعُ ٱلۡغُرُورِ﴾ [آل عمران ١٨٥]
من الآيات التي وعظ الله بها عباده: هذه الآية ودخل في قوله (كُلُّ نَفۡسࣲ) بنو آدم، والجن، والملائكة، والحيوانات وكل نفس، كما قال تعالى ﴿وَنُفِخَ فِی ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَن فِی ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَاۤءَ ٱللَّهُۖ ﴾ [الزمر ٦٨] ويستثنى من خُلقوا للبقاء كالولدان والحور الذين في الجنة؛ فإنهم خلقوا للبقاء فلا يموتون.
وقوله تعالى (وَإِنَّمَا تُوَفَّوۡنَ أُجُورَكُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِۖ) هذا حصر، يعني: لا توفون أجوركم إلّا يوم القيامة، ويدخر له أيضاً زيادة على ذلك، قال أهل التفسير: الكافر يوفى أجره في الدنيا، مثل ما عمل من خير فإنّه يُطعم به في الدنيا، لكن في الآخرة ليس له خلاق .
قوله تعالى (فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَ) أي دُفع ببطء، وذلك لأنّ النار – أعاذنا الله وإياكم- محفوفة بالشهوات، والشهوات تميل إليها النفوس، فلا يكاد الإنسان ينصرف عن هذه الشهوات إلا بزحزحة، لأنّه يُقبل عليها بقوة وشدة(وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَ) لأنّه نجا من المرهوب وحصل المطلوب.
وقد جاء في الحديث ” من أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى” .