لا نتيجة بدون ألم - No gains without pains

اقرأ في هذا المقال


هناك فرق كبير بين الأمثال والحكمة؛ المقصود من الأمثال الوعظ والإعلام والتنبيه هو الحقيقة الناجمة عن تجربة واقعية، ففي المثل عمق لا تصل إليه الحكمه، أما الحكمة: فهي شرط سلوكي محدد وقيم أخلاقية تنبع من حدس الإنسان ولا تكون ناجمة عن تجارب شخصية، حيث أنها تتميز بقمة الإبداع، كما أنها تعتمد على العناية الأسلوبية أكثر من المثل، بحيث إذا كانت تلك الحكمة ناتجة عن نشأة فرد معين فسيضاف إليها الطابع الجماعي.

مضمون مثل “لا نتيجة بدون ألم”:

يشغل الألم جزءاً كبيراً من الأسئلة في ذهن الإنسان؛ فأغلب الأشخاص يتسائلون عن العبرة والموعظة من مشاعر الألم التي يمر بها الإنسان في بعض المجتمعات المستبدة، فيشبهونها بالمرض الذي يأكل جسم الإنسان فتستنزف مشاعره بسبب الفقدان والأذى التي يتعرض له، وغالبا ما تكون في العلاقات العاطفية مما يدفع الألم للسيطرة على الإنسان فيفسد حياته كما يصفها البعض.

كما تختلف طرق الوصول إلى الألم من شخص لأخر، فهناك أشخاص تدّعي عدم وقوعها في الألم وأنه لا أساس لوجوده في حياتهم (فهو طاقة سلبية وثقيلة لا يرحب بها إذ أن وجودها يسبب الانهيارات).

دراسات حول مثل “لا نتيجة بدون ألم”:

استنبط الطبيب البريطاني “براند بول” المتخصص في تطوير تقنيات نقل الأوتار السؤال المبتغى من هذا المثل، وهو ما موقفنا من ذلك الألم؟ ولماذا نعذب به؟ فلخص هذه الفرضية في أن الإنسان يعاني من أهداف أخرى ربما أبعد من المعاناة القريبة على الجانبين البدني والنفسي، فمن هنا يصبح الألم هو من يعلن عن نفسه، حيث تدور حوله ضجة كبيرة.

كما يخبرنا “براند بول” من خلال دراساته على مرضاه الذين يعانون من تشوهات خلقية أنه نستطيع السيطرة على الألآم البشرية وتسكينها عدا 1% فقط من حجم الألم.

كما تطرق لهذا المثل الكاتب “بيتر فاردي” في كتابه “The puzzle of evil” ناقلاً عن الفيلسوف “سونبرن” أن الخالق رحم الإنسان بوجهين عظيمين لتخفيف الألم الشديد، أولهما في حالة تطور الألم لدرجة لا يقوى تحمله فإنه يدخل في فقدان الوحي، وثانيهما خلق الموت الذي يريح الإنسان من المعاناة من الألآم في مراحلها المتأخرة.

العبرة من مثل “لا نتيجة بدون ألم”:

تولد الآلام الخوف والرعب داخل الإنسان مما قد تدفعه إلى أشياء سلبية، حيث لا يقتصر الألم على الجانب البدني إذ يمتد ليصل الجانب النفسي، ولهذا التأثير نصيب كبير في توجه الإنسان للتنبية والإفاقة من المعاناة بحيث لا تقودة إلى أمور تفقده المنبة الطبيعي مما يعود عليه بنتائج سلبية، فتقبل وجود الألم تكون حافز لمعالجته ومقاومته.


شارك المقالة: