للذهب ثمن لكن الحكمة ليس لها ثمن - Gold has a price but wisdom has no price

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر الأمثال الشعبية بأنها تعبير عفوي يصدر من خلال أحداث ومواقف يمر بها الإنسان في حياته، فمهما ما اندثر من الأجيال القديمة، حيث تبقى أمثالهم وحكمهم هي أسرع ما يندثر عنهم، فتؤخذ منها النصائح والمواعظ والعبر، ويعبر بها الناس عن الكثير من المواقف المشابهة، ولا يتغير ذلك نظراً لاختلاف اللغات والثقافات، بل تعتمد الأمثال على المعنى الضمني المشترك، ولهذا كان يتم تداول الأمثال في كافة أنحاء العالم.

مضمون مثل “للذهب ثمن لكن الحكمة ليس لها ثمن”:

يُعد الذهب من العناصر الكيميائية التي تحمل عدد ذرّي، إذ يُعتبر من من العناصر القليلة التي تحمل عدد ذرّي عالي ومتوفر في الطبيعة في ذات الوقت، حيث أنه متواجد في الطبيعة بإحدى الأشكال الفلزية التي تحمل اللون الأصفر، والذي يميل في طبيعته إلى الحمرة، بالإضافة إلى الكثافة المرتفعة التي يحتوي عليها، كما أنه قابل للطرق والسحب، حيث يُصنف العنصر الذهبي في المجال الكيميائي بأنه أحد الفلزات الانتقالية الذي يكون داخل إحدى المجموعات الحادية عشر ضمن الجدول الدوري، مما جعل العلماء يدخلوه ضمن تصنيف الفلزات النبيلة؛ لأنه لا يتأثر بالأحماض الشائعة إلا إذا تم إدخيله في الماء.

ونظراً لما يمتلكه الذهب من صفات ثمينة ونفيسة، فقد قام الحكماء والفلاسفة بتشبيهه في الحكمة، حيث أوضحوا من خلال المثل الذي يعود في أصله إلى دولة الصين العظيمة، أنه وبالرغم من ما يملكه الذهب من صفات وغلاء في سعره، إلا أنه في النهاية له سعر وثمن محدد، بينما الحكمة التي تنتج عن مجموعة من التجارب والخبرات التي يمر بها الأفراد هي في مضمونها أغلى من الذهب، حيث لا يبلغ لها ثمن، ويعود السبب في ذلك إلى أن القيمة التي تحتوي عليها الحكمة والنصيحة والعبرة التي تؤخذ منها تُعتبر أغلى بكثير من أعظم العناصر الكيميائية الموجودة في الطبيعة.

فالإنسان من أجل أن يصل إلى الحكمة يحتاج إلى الكثير من التحكم بالنفس والجهد، حيث أن الحكيم هو من يقوم بوزن الأمور من خلال عقله لا من خلال قلبه، بالإضافة إلى أنه لا يقوم بميزان الأمور عند الغضب أو التعصب، فتكون نظرته على الدوام مختلفة لا تتحكم به الرغبات ولا المشاعر، بل أنه يتطرق فقط إلى نضوج عقله، حيث أن العقل هو الأساس الذي تقاس به الأمور بالطريقة الصحيحة والسليمة، ولهذا اعتبرت قيمة الحكمة أكبر من قيمة الذهب.


شارك المقالة: